خلافات الاتحادي .. صراع المصالح

برزت على السطح مؤخرا خلافات حاده داخل الاتحادي الديمقراطي بين رئيس الحزب د. جلال يوسف الدقير ومساعد الأمين العام للحزب إشراقة سيد محمود وبدأ الخلاف يتصاعد منذ إعلان إقالة اشراقة من منصبها وتفجرت الأحداث بصورة حادة داخل أروقة الحزب بصورة لافته عقب التراشقات التي احتدمت مؤخراً بين مجموعة التغيير والإصلاح التي تتزعمها « إشراقة » والأمين العام للحزب بسبب اتهامات مجموعة الإصلاح لـ»الدقير» بتعطيل قيام المؤتمر العام للحزب، حيث أصدر الدقير قبل أيام قراراً بإعفاء « إشراقة »، ومساعد الأمين العام لشؤون المجتمع البروفيسور «علي عثمان محمد صالح» من منصبيهما كمساعدين للأمين العام.
وأكد القرار، أن الإعفاء تم بموجب الصلاحيات الممنوحة للأمين العام وفقاً للمادة (14ه) من دستور الحزب.

حل الامانة:
وقالت إشراقة إنها ليست سعيدة بوجودها كموظفة في شركة الدقير وإن الاتحاديين يكرهون المعارضة الناعمة ولا يوجد من يقف في طريق قيام المؤتمر العام سوى الدقيرولكن شباب الحزب أقوى. وفي الأثناء قرر اول امس المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة جلال الدقير،حل الامانة العامة للحزب وتكوين لجنة لعقد المؤتمر العام قبل نهاية اكتوبر المقبل بجانب تكوين مكتب رئاسي لإدارة الحزب كما أمن القرار على المؤسسات القائمة وجدد الثقة في الأمين العام فضلا عن شهادة إبراء للذمة المالية للقيادة التنفيذية للحزب،وأعلن نائب الأمين العام للحزب ،وزير الاعلام ، احمد بلال عثمان ،في تصريح لـ» آخرلحظة» امس الاول عقب اجتماع المكتب السياسي امس عن تكوين لجنة لمحاسبة مساعد الامين العام للحزب ،اشراقة سيد محمود، بجانب تجميد نشاطها ،وفي غضون ذلك انسحبت اشراقة من جلسة المكتب السياسي للحزب،وكانت قد تفجرت الأوضاع داخل الاتحادي بعد أن رفعت قيادات بارزة على رأسها إشراقة وعلي عثمان محمد صالح، مذكرة لمجلس شؤون الأحزاب تطالب بعقد المؤتمر العام وملء الفراغ الذي خلفه رحيل رئيس الحزب الشريف زين العابدين الهندي في العام2006

انطباعات :
وقال الإعلامي المهتم بشؤون الحزب الاتحادي عادل عبدو إن إشراقة خلقت انطباعاَ قوياَ للمراقبين السياسيين بتحركها حول المطالبة بقيام المؤتمر بعد إقالتها من منصب الوزارة وفق الاستشارة الواسعة التي قام بها الدقير على مستوى الحزب باستخدام صلاحياته وإن الدقير أرجع الأسباب إلى ان إشراقة قامت بزيارة للأقاليم مطالبة بقيام جسم قيادي مؤقت مما يعني إعفاء الرئيس من منصبه وكان من المفترض ان لا تتقدم أصحاب المذكرة حتى لا تحسب عليها هذه الخطوة ،وهنالك مقولة للاستاذ حسن مكي بان المؤتمر الوطني هو الذي ركض خلف الدقير وليس العكس وان الحزب الحاكم كان محتاجاَ لمشاركة الاتحادي المسجل في وقت العزلة في التسعينات وان المؤتمر يرى ان استمرار المشاركة للاتحاد كعرفان لوقوفهم معه ايام العزلة السياسية الت تعرض لها ونحن كاتحادين نطالب بعمل تسوية سياسية ومصالحة بين الدقير واشراقة وايقاف الاشكاليات الداخلية.

أسباب الخلاف :
بدوره قال عضو المكتب السياسي نائب رئيس الحزب بالخرطوم د. محمد أحمد الجالب إن الخلاف الذي حدث كان نتيجة رفع المذكرات التي قدمت من قبل إشراقة محمود والبروفسير علي عثمان وأضاف أن توقيعات الاعضاء التي تتحدث عنها مجموعة اشراقة والتي بلغت (265) توقيعا تكشف للحزب بعد مراجعتها ان من بين الموقعين اشخاص لايتبعون للحزب فضلاَ أن بعض الأعضاء أشاروا الى ان المذكرة التي وقعوا عليها تم تغييرها بأخرى وانها تقدح في مؤسسات الحزب وخاصة الامين العام المنتخب للمؤتمر العام واشار الجالب الى ان لوائح حزبه تمنع اللجوء للاعلام في حالة وجود مشكلة وينبغي مناقشة قضايا الحزب داخل مؤسساته بحرية تامة وان المكتب السياسي قام بهذا الامر وطرح القضية ومنح اشراقة الفرصة والحرية الكاملة لتقديم دفوعاتها وبدورها قالت ان الحزب وكل صلاحيات الرئيس لايوجد بها خلل دستوري وقال الجالب من قاموا بالتوقيع على المذكرة اعتذروا جميعهم ماعدا اشراقة وعلي عثمان منوها الي ان الحزب في افضل حالاته حاليا وسيتم انعقاد المؤتمر العام في نهاية اكتوبر وقد اجمع المكتب على اعادة الثقة في الأمين العام وكل قيادات الحزب وبالتوقيعات

انتصار إشراقة :
وبالمقابل أوضح رئيس حزب الاتحادي المسجل جلال يوسف الدقير أن وجود الشرطة أثناء اجتماع الحزب أول أمس كان للحفاظ على الامن لان دار الحزب يوجد وسط احياء سكنية وان هنالك متفلتون وقال في تصريحات صحفية بالخرطوم امس انه كانت هنالك هتافات هنا وهناك ولم تحدث اشتباكات واضاف ان هنالك مجموعة قامت بتقديم شكوى لمجلس مسجل الاحزاب وطالبوا ان يكون هنالك مجلس رئاسي ومراجعة اموال الحزب وابان ان المكتب السياسي اعتبر هذا الامر تغول على سلطاته والحزب يمنع التصريحات للصحف واشار الى ان القضية ليست شخصية وأن الأمين العام رجل قائد ورث القيادة عن جيل الآباء المؤسسين ولن ينحدر لمستوى المهاترات مع أي شخص.. ومن يعتبر أن اشراقة انتصرت نقول لهم ماهو الانتصار؟!!

تقرير:عمر الكباشي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version