أوقفوا حرب الجبال وردوا الجميل للإنقاذ

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا) « الأحزاب ، 69 « ، قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) « آل عمران ، 18 « ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم مبيناً مكانة العلماء: (العلماء ورثة الأنبياء) ، ومن المعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق الوراثة لتلك الرتبة ، قال الإمام القرطبي رحمه الله:(في هذه الآية دليل على فضل أهل العلم وشرف العلماء وفضلهم ، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء) ، قال بن رجب رحمه الله: (يعني أنهم ورثوا ما جاء به الأنبياء من العلم وهم خلفوا في أممهم بالدعوة إلى الله وإلى طاعته والنهي عن معاصي الله والزود عن دين الله) ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يأمر رسوله صل الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شئ إلا من العلم. لذلك نذكركم أيها الإخوة قيادات جبال النوبة الكرام وخاصةً الذين يستهزئون بنا ويسخرون منا بالشتائم البذيئة والكلمات النابية التي يستحي هذا القلم من تناولها ، أقول لهم أنا أعترف بأنني لست عالماً ولكن الإخوة بهيئة علماء السودان اختاروني لأكون معهم عضواً منذ تأسيس الهيئة في عام 1998م ومستمر فيها حتى الآن مع هؤلاء العلماء الأجلاء ، ولا شك أنني قد استفدت منهم كثيراً ، حيث أنني حفظت القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة والكثير من العلوم الإسلامية وخاصةً الدعوة إلى الله ، ويشهد الله أنني لم أأخذ أي مقابل من المؤتمر الوطني من أجل الانسحاب من الانتخابات الرئاسية الماضية لصالح المشير البشير ، وكل الذي يقال عني حول هذا الموضوع مجرد أكاذيب مغرضة ، والذين يقولون ذلك لا يعلمون أن المؤتمر الوطني لا يعطي المال أو السلطة لمثلي ، وأنا أتشرف بعضوية هيئة علماء السودان القاصدة بالدعوة إلى الله ، وقد أثنى الله عز وجل على العلم وأهله ، ورتب لمن سار في طريقه الأجر والمثوبة ورفع الدرجات في الدنيا والآخرة ، ومن إكرام المولى عز وجل للعلماء استشهاده بهم على أعظم مشهود به وهو توحيده وقرن شهادته بشهادتهم وبشهادة الملائكة حسب ما ورد في الآية أعلاه ، لذلك نذكركم أيها الإخوة قيادات النوبة بالمؤتمر الوطني وبالحركة الشعبية وبالأحزاب الأخرى ، قيادات النوبة الأمريكان وغيرهم من حاملي جنسيات الدول الأجنبية ، وخاصةً الذين يسخرون منا حول ما أطلبه في قضايا جبال النوبة ، باعتبار أنني لست عالماً وغير مفوض من قبل أحد من هؤلاء القيادات ، الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء علينا وعلى أهل جبال النوبة بصفة عامة ، وإن الذي أكتبه عن القضايا الخاصة بجبال النوبة باعتباري من أهلها وعلى رأي المثل (الجمرة تحرق الواطيها) ، وأقول لهم أنني لا أخاف من تهديداتهم مادام الله معنا ، ولا نحزن ولا نغلب ولا ننهزم ولا نضل ولا نيأس ولا نقنط من رحمة الله والفلاح نهايتنا لأن الله معنا ، ومن أقوى منا قلباً وأهدى منا نهجاً وأجل منا مبدأً ، لذلك لم يحدث أن هربنا إلى خارج الوطن ولا إلى صفوف الحركة الشعبية عندما تعرضنا لأبشع أنواع المعاملة في وطنا السودان وحرمنا من الحياة الكريمة بموطننا ، وذلك عندما تعرضت المنطقة للحرب الدامية في ليلة 6/6/2011م بولاية جنوب كردفان دون مناطق الآخرين ، وطالبنا آنذاك بإقالة والي جنوب كردفان مولانا هارون ، وللأسف إخواننا بالمجلس الإسلامي لجبال النوبة وصفوني بالمنافق وتم إبعادي من عضوية المجلس وكذلك من رئاسة أمانة الإعلام ، كما تم إبعادي من رئاسة أمانة هيئة علماء السودان بجنوب كردفان، وتم حرماني من الدخول إلى الولاية ، ولكن الإخوة بالجمعية العمومية بهيئة علماء السودان في دورتها الرابعة انتخبوني بالاجماع عضواً بمجلس العلماء أعلى سلطة بعد الجمعية العمومية ، ومع ذلك لم أتوقف عن الكتابة حول قضايا جبال النوبة ، وخاصةً حول نصرة النوبة المسلمين عندما قمنا بقيادة حملة إعلامية لاطلاق سراح نساء النوبة المعتقلات بسجن الأبيض بواسطة حكومة جنوب كردفان في عهد مولانا هارون بتهمة مناصرتهن للحركة الشعبية وذلك بديلاً لرجالهن ، إلى أن وافق رئيس الجمهورية المشير البشير واصدر قراراً بإطلاق سراحهن فوراً ، ومؤخراً بعد أن تولى اللواء أمن د. عيسى آدم أبكر أمر الولاية سافرت إلى هناك فلم أتعرض لأي مضايقات ، وفي هذا الاطار قمنا بنقل متابعات ومشاهدات حول قرار رئيس للجمهورية بوقف اطلاق الناري الذي أوقف القتال بالولاية ، وأصبح الأمن مستتباً ومشروعات التنمية وةلخدمات تنتظم كل المحليات ، وأيضاً إشارتنا إلى أن النوبة العائدون من مناطق الحركة الشعبية أوضاعهم الإنسانية تبكي العيون وتدمي القلوب ، وكتبنا ذلك عبر صحيفة ألوان ، وسألنا عن قيادات النوبة المذكورين أعلاه في حياة هؤلاء الإخوة الذين يعانون قسوة الحياة في كل مناحيها ، وخاصةً النازحين في الولايات الأخرى ، وأشرنا إلى قيادات النوبة في الأمانة وصندوق دعم السلام بجنوب كردفان ، وكذلك في أمانة مشروع كادقلي عاصمة التراث السوداني ، وعن غيابهم من معاناة ذويهم في المجالات المختلفة المتأثرين بالحرب وبغيرها. وتعرضنا لتهديداتهم عبر الإتصالات الهاتفية بالأرقام الخاصة ، وبعضاً منهم اتهموني بالعمالة ولصالح والي جنوب كردفان ، وخاصةً الذين فقدوا مناصبهم في حكومته ، حيث وصفوني بـ(كسار الثلج) للحكومة ، والغريب في الأمر أن الإخوة وفد الصحافيين السودانيين الزائر للولاية بقيادة الأستاذ الصادق الرزيقي ، كتبوا تقارير مماثلة عن الولاية والوالي ، ولكن أحداً من هؤلاء الإخوة من قيادات النوبة لم ينتقدهم مثلما فعلوا ضدي ، ولكل هؤلاء الإخوة أقول لهم إذا كنا نأخذ الأموال من الحكام مثل الآخرين منذ فجر الإنقاذ وحتى الآن كنا أصبحنا من أصحاب البيوت الفاخرة في الأحياء الراقية ، ونمتلك العربات الفارهة ومن النساء مثنى وثلاث ورباع ويشهد الله أن هذا لم يحدث ، وأسال الله أن لا يحدث ذلك حتى القاه بقلب سليم. وندعوهم للمشاركة في وقف حرب الجبال حتى تعود المنطقة إلى سيرتها الأولى ، ونعود نحن أهلها إلى ديارنا بدون اتفاقيات ثنائية وحصرية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قطاع الشمال ، حتى لا تتكرر مأساة اتفاقية نيفاشا بجبال النوبة بتاريخ 6/6/2011م والمستمرة حتى الآن ، ونرد الجميل للإنقاذ الوطني بقيادة الأخوين المشير البشير واللواء إيدام ، والتي تعتبر أول حكومة وطنية أنصفتنا نحن أهل قيادات جبال النوبة ، في كل مجالات الحياة ولا ينكر ذلك إلا مكابر ، ولكن نحن ظلمنا أنفسنا وأهلنا بإنضمامنا إلى طرفي النزاع حول جبال النوبة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، ويشهد الله إنني لست عميلاً لأحد ، وندعوهم لزيارة منزلنا في حي الكبيراب شمال محلية بحري بجوار المقابر من الجانب العشوائي والمهدد بالإزالة إن كانوا لا يعلمون ولا نسأل الناس الحافاً ، ونشكر أهل الكبيراب رجال ونساء شيباً وشباباً وحتى الأطفال الذين استضافوني كأني واحد منهم بالكرم السوداني الأصل ، فجزاهم الله عني خير الجزاء ، قال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) « المؤمنون ، 96 «. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد .. وأنت خير الشاهدين .. والله من وراء القصد.

كندة غبوش الإمام
صحيفة ألوان

Exit mobile version