اللعب مع الدمى لم يعد كما كان مجرد لهو وتحريك لها، بل بات هناك حوار خاص يتخيله ويؤلفه الطفل بنفسه ويقسم كل جزء منه لكل دمية، وبات هناك دمى مفضلة يصنفها الطفل على أنها طيبة وأخرى شريرة! فماذا يحدث في عقل الطفل صاحب الأربع سنوات، وكيف يفكر وإلى أي مدى تطورت قدراته العقلية.
4 سنوات من العمر: الطفل الحالم
الحدث: تفجّر الخيال والإحساس بالزمن. ماذا يرى الأهل؟ يبدأ الأطفال اللعب مع الدمى التي تمثل حيوانات أو أشخاص ويتحاور معها أو يجعلها تحاور بعضها، وقد يفضل بعضها الطيّب على الآخر الشرير.
لماذا يفعل ذلك؟ يعتبر العلماء مرحلة ما قبل المدرسة عند الطفل بداية لشحذ فكره المجرّد، السيطرة على انفعالاته والإحساس بالزمن، بحيث يسمح ذلك كلّه تحديد أهدافه البسيطة على المدى القصير. ويستطيع الأهل أن يلمحوا ذلك في الألعاب الممتعة للطفل التي يستطيع من خلالها حشد سيناريوهات مضحكة يعتبرها الخبراء طريقتهم لمعرفة أفكار الآخرين من خلال توظيفها في هذه المسرحيّات.
كيف نساعده؟ ركّزت دراسة صادرة عن جامعة تينيسي على ضرورة تأمين مساحات واسعة يلعب داخلها الأطفال، ويدمجون فيها العناصر الطبيعية مثل جذوع الأشجار والزهور، لأنّها أكثر إلهاماً لإبداع الأطفال من ملاعب الإسفلت والمعادن.
وينصح الخبراء بعدم إدخال الأهل أنفسهم في مسرحيّات الأطفال الخياليّة إلا إذا تمّت دعوتهم إلى ذلك، عندها يكون اللعب هو أكثر تقدماً. ولكن علماء النفس يشدّدون على ضرورة ترك «كرسي المخرج» للأطفال أنفسهم والاكتفاء بالمشاركة لإتاحة الفرص لاسترسال خيالاتهم وتفجّرها.
البيان