مهدي أبراهيم أحمد : وسائل التواصل الإجتماعي ..تحت طائلة القانون

قبل فترة تفأجأ الناس بالقبض علي مدير لأحد القروبات علي الواتساب ..طبيعة الشكوي تتلخص في أعتداء احد أعضاء المجموعة لفظيا علي آخر بالشتم والإتهام .غرابة القصة تكمن في أن صاحب البلاغ شخص خارج المجموعة .وقد نقل له الإتهام حرفيا ..البلاغ حينها والقبض علي مدير المجموعة أحدث قلقا وهواجسا تجاوز تلك المجموعة الي جل مستخدمي التطبيق من أن ينتقل ذلك التقاضي اليهم فيقعون تحت طائلة المواد المستحدثة في قانون المعلوماتية والتي وصلت الي السجن والإنذار والغرامة ..
.ولعل خطورة مايجري داخل التطبيق الاجتماعي قد حدت بالمواعين القاانونية علي مستوي الوطن العربي من التعامل الجدي مع ذلك النوع من الجرائم الالكترونية .وقد جاءت المواد تحت تلك الطائلة أكثر تشددا بأن جعل الكل شركاء في الجريمة ابتداء من مدير القروب مرورا بالأعضاء المشاركين واالمتواجدين ساعة الحدث وان كانت قد وضعت االجرم الاكبر للمدير بالسجن وتحميله جل المسئوية في لتساهل أو التغاضي و التستر وعدم التبليغ الفوري بكل مايهدد أو يخل بسلامة الدولة او المصالح أو الأفراد..
لاننكر ان ذلك التطبيق قد جذب االكثيرين اليه بالتواصل والتشارك بالراي والمناقشة الهادفة ..لكن بقدر المشاركة الإيجابية التي سعد بها البعض الا ان ما اكتنف التواصل من إستخام سلبي قضي علي الخصوصية جعل البعض يجأر بالشكوي تنبها وتحذيرا من خطورته والدعوة الصريحة لتحجيم ذلك التواصل ..فقد أوشكت مثالب التطبيق علي مجموعة الأخلاق والفضائل والمحامد الموروثة وأحالتها الي جملة من المساوي والنقائص والمعايب ..
لذا أمام ذلك التطبيق وإن بانت محاسنه في تقريب البعيد تواصلا وتلاقح الراي والفكر وتناول المعلومة وسهولة الخبر الا ان مايعتور باطنه لهو الأمر فقد أخترقت مثالب التطبيق جدران البيوت الآمنه وانتهكت خصوصية الإفراد المسالمين بل وتعدته تجاوزا للخطوط الحمرء مما يهدد سلامة الأمن لقومي ببث الإشاعات والاخبار الكاذبة .. بل وصار للإشاعة سلطان مرعب خلاله تنتشر أبواقها الكاذبة انتشار النار في الهشيم بين العوام والبسطاء ..فتتداول وتتناول علي قدر سرعتها في الخبر والانتشار ثم يكون (النفي) المتأخر الذي يطاردها و الذي تصعب مهمته في إزالة ماغرس بالأزهان جراء ذلك الخبر (الضارب )..
كثيرون كانوا ضحايا لذلك التطبيق الإجتماعي ..ان كان عبر التشهير أو الإتهام الكاذب أو بتسرب الإشاعات أو بالإبتزاز وتلك لعمري ضحاياها كثر وان كان أكثرهم من النساء والفتيات ..فكم وكم من الحكاوي والروايات التي باتت تزلزل كيان مجتمعاتنا الآمنة وتحيل سلامها الي شئ أقرب للتخلخل والإضطراب بفعل ذلك التطبيق الذي إنعدمت معه الثقة تماما وأصبح الإنتقام عبره وسيلة كل من يري له فيه شفاء للغليل وأعادة للحق المتغول عليه ممن أجرم في حقه من الافراد واالجماعات ..
يقينا ستحجم تلك االعقوبات المستحدثة من تلك الجرائم الألكترونية إن لم تقضي عليها نهائيا ..وتساعد علي الإستخدام الرشيد لها في ماينفع الناس بعيدا عن تلك المثالب التي قد تقعد بالمجتمع وان بانت فوائدها ومحاسنها للجميع ..فالمسئولية أضحت تضامنية أمام الجميع حتي لايقعون تحت طائلة تلك المواد المستحدثة التي شددت في العقوبة ووسعت من دائرة الاتهام لتجعل الكل رقباء علي الممارسة والمشاركة المطلوبة بعيد عن الشتم والتجريح والابتزاز وأطلاق الإتهام جزافا بايراد المعلومة بمصادرها كل ذلك حتما سيجعل من التواصل الإجتماعي أكثر رشدا وأمانا ويجعل المجتمع معافي بشفائه من تلك المعايب والعلل ..

Exit mobile version