د. عادل لم تخبرنا بـ سد الباب

* اختلف ظرف زاويتك.. والزمان أيضاً والمكان.. (الباب البجيب الريح) (ستديتو واسترحت) وقد يكون الموت أحد الأشياء المشتركة بيننا.. كما التشابه في الكثير من تعاملاتنا في الحياة.. دكتور عادل المكي.. إن لم نمت اليوم.. فسوف يدركنا غداً.. وإن لم نجربه فقد تجرعنا مراراته عن طريق عزيز لدينا تذوقه.. فليس الهدف هنا إثارة أحزان معارفك وأصدقائك.. بكتابتي في زاويتك (الباب البجيب الريح) بأن أقلب ذكرى موجودة في حنايا قلوبهم.. ليس الهدف إثارة الحسرة في قلوب قرائك أو تقليب مواجع عشيرتك وأهلك.. إنما الهدف أسمى وهو تبيان أنه ليس في هذا الوجود إنسان لم يذق ألم الموت وإن لم نجربه.. صحيح أن سكرات الموت أكثر ألماً ولكن لا نستطيع إنكار ألم الحزن على ميت فهو مؤلم أيضاً..
* قدرك أن تقف في وجه الأسقام ممدود الذراع، وإن كان بابك، أتى لنا بريح تحمل خبرا لا نشتهي سماعه، ولكن! (لابد مما ليس منه بد)، وفي البال ذكريات أنيقة وسط لمات فرح (اليوم التالي) وملماتها أيضاً.. بالأمس القريب كنت هنا تجود بإضحاكنا بفعل (قفشاتك) وروائعها.. وسخريتك المحببة.. (وحكاويك) التي لا نملها ونحن جلوس إن كان المكان (مكتب الإعلانات) أو(ضل حيطة كمبوني) وطعم قهوة (مارثا) البكرة.. أو حتى وقوفاً حين تكون في عجلة من أمرك في مدخل (اليوم التالي)..
* وياهو جد الباب المرة دي جاب الريح.. ريح مؤلمة لكل أصدقائك باليوم التالي.. وأظنك طالما تمنيت سد الباب لتستريح.. نم هنيئاً يا دكتور…
* وإن أنس لا أنسى حين ترافقنا للديم.. وكيف قصرت المسافة بخفة دمك ورشاقة كلماتك ولذيذ وصفك وسردك للأشياء.. وكيف أمسكت عن الكلام وتألمت لمنظر ذلك الحصان وظهره وهو يجر عربة محملة بالبضائع.. وكيف تأسفت لصاحبه الذي لم يهتم به.. وبدأت تسرد كيف كنتم تمدون أياديكم البيضاء لعلاج مثل هذه الحالات.. فكنت أول مرة أعرف أنك بيطري.. أي ريح هذه التي حملت لنا خبر وفاتك؟ دكتور عادل.. لم تخبرنا بأنك (نويت) سد الباب!!..
* الموت حق على الإنسان ولا نستطيع فعل شيء للموت إلا الدعاء للميت وهو الشيء الذي يصبرنا ويخفف من حزننا.. اللهم عامل عبدك الدكتور عادل المكي بما أنت أهله، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار، اللهم إن كان محسناً فزد من حسناته وإن كان مسيئاً اللهم فأجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً ولا تعامله بما هو أهله وتجاوز عن سيئاته.
أصدقاؤك باليوم التالي
عنهم/ محمد حامد الفوز

Exit mobile version