دي العائلة بتكبر والشبكة بتصغر!

خطوة، خطوة، مشيناها، يوم وراء يوم عالمنا بكبر وعالمنا أجمل، ضمتنا أكبر عائلة، أدتنا أوسع تغطية، دي الشبكة الاولى، كلام جميل ومنمق!! موسيقى حلوة وشباب زي «الورد» وأداء رائع وشعار أجوف لا يطابق الواقع!! دعاية مللنا الاستماع لها في الراديو والتلفاز والمواصلات والكافتيريات وكل مواقع الانتشار الترويجي. وتصر هذه الشركة الأولى فعلاً بوبار و«الطيش» في تقديم الخدمة الجيدة، شركة كل يوم تثبت فشلها الذريع وهي تهتم بالكم قبل الكيف، توسعت بطريقة غير مدروسة وأثر ذلك على جودة الاتصال والاستتقبال لكل المحادثات الهاتفية وخدمات النت، والشاهد على ذلك كل من يحمل رقم تلك الشركة وأنا منهم وبالتحديد ما نعانيه فى مدينة النيل بعد ان تم سحب احد أبراج التقوية لخلاف اظنه مع صاحب القطعة التي كان منصوب فيها البرج!! تمت الإزالة ولم يستعوض باى شيء آخر وكان الامر أحمد وحاج احمد وظلت المعاناة مستمرة لشهور طويلة نضطر معها إغلاق هواتفنا مجبرين معظم الوقت. فالشبكة سيئة ولا تستجيب فى لقط ولو بسيط مما هو مطلوب، فكان ينبغي بدل ان نصرف مبالغ طائلة في تلك الدعايات الإعلانية نجب بها المشتركين بشعارات غير صادقة كان علينا ان نجود الخدمات الفنية بمراجعة أبراج التغطية وصيانتها وتجويد العمل بها وحتى تكون فعلاً الشبكة الاولى قولاً وفعلاً. فتلك الشركة ادتنا كذبة ولم تدينا أوسع تغطية وفعلا عائلة المشتركين فيها تكبر يوما وراء يوم على حساب الشبكة، لذلك الشبكة بتصغر وتتسبب عوامل كثيرة في انخفاض جودة الاتصال بالشبكة، بحيث يتم ازدحام الشبكة وتكون استخدام الشبكة اكثر مما يلزم، ويتم تحميل أجهزة التوجيه وأجهزة الشبكة الأخرى بشكل زائد. وازدحام الشبكة الشائعة الى عمليات تنزيل الملفات وغيرها من استخدامات الانترنت بالاضافة الى تداخل شبكات، وكل هذه العوامل الفنية تتسبب فى رداءة المنتج وبالتالي يظل جميع المشتركين خارج الخدمة.
ولو رجعنا الى تاريخ الهاتف المحمول نجد انه يعود للعام 1947م عندما بدأت شركة لوست تكنولوجيز التجارِبَ في معاملها بنيوجرسي، ولكنها لم تكن صاحبة أول هاتف جوّال، بل كان صاحب هذا الإنجاز الأمريكي «مارتن كوبر»، الباحث في شركة موتورولا للاتصالات في شيكاغو؛ حيث أجرى أول مكالمة به في 3 أبريل عام 1973م، ولقد كانت هناك هواتف محمولة في بداية الثمانينيات، لكنها كانت كبيرة الحجم وثقيلةَ الوزن، ثم تتابعت الهواتف في التطور مع تقليص حجمها؛ نتيجة الإقبال عليها في الأسواق؛ ففي عام 1984م أطلقت شركة نوكيا أول هاتف سيارة نقّال في العالم، وفي التسعينيات اختلف الأمر عما سبق، وتعددت استخدامات الهواتف المحمولة، حيث الصوت، ثم الصورة، ثم البلوتوث، وأخيرًا الإنترنت.. ومنذ سنوات ظهرت الأجيال الحديثة من هذا الهاتف، وتعددت فيه الإمكانات والأنظمة التي فاقتِ الخيال والمبدأ الرئيس في الهاتف المحمول يعتمد على دائرة استقبال وإرسال، عن طريق إشارات ذبذبة عبر محطات إرسال أرضية، ومنها فضائية، مثل إشارات المذياع، مع اختلاف بسيط، وإشارات المحمول الذبذبية مثل رسم القلب، تصاعدي وتنازلي، وهي قوية جدًّا تصل إلى 20 أما عن فوائد ومميزات الهاتف المحمول، فهي كثيرة يصعب حصرُها. الهاتف المحمول نعمة عظيمة من نِعم الله علينا، تُوجِب الشكر؛ فوالله ثم والله لو لهجت الألسن بالثناء على الله حتى تنقطع الأنفاس، ولو أمضينا أعمارنا لله عز وجل، الهاتف المحمول وسيلة من وسائل إسعادنا وراحتنا؛ حيث يقرِّب المسافات، ويختصر الزمان، ويقضي به الإنسانُ حاجاته بأيسرِ تكلفة تُوصَل به الأرحام والقرابات بين الناس التسجيل الصوتي والمرئي، والإنترنت، والكشاف للإنارة، والمنبِّه، والساعة، والتاريخ، وخاصية الرسائل، ووسائل تسلية وترفيه، وغيرها فتلك هى جملة فوائد تلك الشبكات التي تديرها كبرى الشركات الاستثمارية تدر على اصحابها مليارات الدولارات. كل ما نرجوه ان تقتنع تلك الشركة بان خدماتها في الشبكة غير جيدة وانها تحتاج لكثير من الدعائم الفنية وزيادة الأبراج للتقوية وان كان هذا حال مشتركيها فى قلب الخرطوم كيف يكون حال الآخرين وهم على بعد اميال عديدة من مركز الإرسال الاساس،، نقارن بما نتمتع به من خدمه سريعة وتقنية عالية في الدول التي تجاورنا والتي تعمل فيها نفس الشركة، ولكن الفرق شاسع وكبير رغم أنها افتتحت خدماتها ضمن أكثر من 8 دول عربية وافريقية، ولكن اصبح التميز والنجاح في معظم تلك الدول كالبحرين والسعودية والكويت الى جانب الأردن لأن تلك الدول شددت وحرصت على ضوابط الجودة والمواصفات، واهتمت بمتابعة التطوير كما انها ركزت على مراجعة كل خدمات الشركة الفنية وحددت لهم ضوابط في الانتشار وألزمتهم بان يتزامن مع زيادة عدد المشتركين. أما هنا في السودان يظهر انو الحكاية جايطة ساكت والدولة ممثلة في الوزارة المختصة لا تقوم بواجبها الأساسي ولا تستمع لشكاوى المواطنين ليظل عالم الاتصال عالماً غريباً وعجيباً ومريباً وليس عالمنا أجمل كما يدعي المغني!!

بدر الدين عبد المعروف الماحي
الانتباهة

Exit mobile version