كانت تعمل بـ(كوافير) في السعودية.. دهباية (تشادية) قامت بتعديل مزاج (الشمالية)

جلسنا بجوار (منقدها) الحديد القديم والبرد يلفنا بالكامل طلباً للدفء ولكوب من القهوة ينعش ذاكرتنا قليلا استقبلتنا بابتسامة قبل ان تعرفنا بنفسها و تقول (دهباية) تلك المرأة التي كانت تحمل حكاية ربما تستحق العرض والتأمل.
دهباية هي سيدة تشادية الأصل لكنها حاصلة على الجسنية السودانية وعن هذا تقول: “كنت مقيمة في السعودية قبل أن أتي للسودان الذي سحرني وأعجبني بأهلة وناسه ففضلت البقاء فيه”، مضيفه: “أتيت للولاية الشمالية وأجبرتني الظروف على العمل كبائعة شاي و تكنت بفضل الله من كسب احترام الزبائن”؛ دهباية تضيف: “انا أقوم بإعالة أسرتي المكونة من والدي ووالدي واخوتي الصغار”، وبسؤالها عن مكان اقامتهم قالت: “هم يقيمون بدولة تشاد لكنني ولدت بالسعودية وترعرعت فيها”، وعن عملها السابق قالت: “كنت اعمل في كوافير تجميل نسائي”، وزادت: “عملت في الكوافير لفترة طويلة قبل ان أعود للسودان”.
دهباية قالت بان السبب الرئيسي الذي جعلها تترك عملها السابق و تأتي للسودان هو ارتفاع أسعار أدوات التجميل الأمر الذي يجعلها غير قادرة على إرسال المصاريف لاخوتها لذا فضلت بيع الشاي على الكوافير، عدد من النساء اللائي يمتهنّ بيع الشاي وجدن في مهرجان البركل فرصة امثل للكسب والربح، لكن دهباية كان لها رأي مغاير حيث قالت لنا ان الاجرة التي فرضت عليهن كبائعات للشاي من قبل لجنة ادارة المهرجان كانت كبيرة للغاية حيث بلغت اكثر من ألفي جنية واشتكت من ارتفاع المبلغ الذي فرض عليهن خاصة ان الزبائن في اليوم الاول كانوا قليلين جدا نسبة لضعف الاقبال على المهرجان خلال اليوم الاول بسبب البرد الشديد.
لدهباية حكمة وغاية في اختيارها للعمل بالولاية الشمالية ذلك الأمر الذي تفسره بعبارة: “الشمالية ناسها معروفين ودا معروف بيت منو وديك اسرة منو ما زي الخرطوم اللامة كل الناس”، وبسؤالها عن مكان سكنها بالشمالية قالت: “أسكن مع زوجة ابي وهي أمرأة كبيرة في السن لكنها لم تقصر معي أبداً”، وتختتم الدهباية بأنها استطاعت أن تكسب زبائن كثراً بسوق مروي بفضل معاملتها الطيبة، وتقول: “خلقت مع زبائني علاقات طيبة ووطيدة امتدت حتى مجاملتهم في مناسباتهم الخاصة”، وتضيف: “أدى ممكن اعمل الشاي مجاني في مناسبة زبون عندي”.

صحيفة السوداني

Exit mobile version