احتفلت هيئة الجمارك مساء أمس باليوم العالمي للجمارك والذي يوافق 26/1 من كل عام… وجاء الاحتفال بهذا اليوم تجسيداً للرؤى المستقبلية المبشرة والتي بدأت فعليا بالتطور الملحوظ في أدوات العمل الجمركي المستحدثة مثل استخدام الأشعة السينية في البحث والربط الشبكي لكل الجهات وبرنامج الأسيكودا العالمية
وهو برنامج يعمل بواسطة الحاسوب لمعالجة البيانات الجمركية، إضافة لمركز المعلومات الدقيق وآلية الدفع الإلكتروني وغيرها من وسائل متطورة منحت العمل الجمركي ما يلزم من دقة والتزام كونه من أهم الموارد الداعمة للاقتصاد القومي.
وكانت الهيئة قد قامت بإرسال أسماء نفر كريم من السادة الضباط (19 شخصا) إلى منظمة الجمارك العالمية والذين نحسب أن لهم إسهامات فاعلة في حوسبة العمل الجمركي والتواصل ما بين الجمارك السودانية والجهات الأخرى ذات الصلة، والإدارت الجمركية العالمية الأخرى، والمنظمات الإقليمية والدولية، وعلى ضوئها قامت منظمة الجمارك العالمية بإرسال شهادات تقديرية لهؤلاء النفر تعبيرا عن رضاها عن رجال العمل الجمركي بالسودان.
ومما لاشك فيه أن تطبيق السياسات الجديدة وذلك الدفع المعنوي سيمكن الإدارات الجمركية من تبادل المعلومات والتجارب الجمركية والطرق المطبقة لدى كل إدارة في إنفاذ الإجراءات الجمركية.
كما تعتبر حوسبة العمل الجمركي وتبادل المعلومات التي انتظمت الهيئة أداة مهمة جداً في رفع الوعي الجمركي والتحذير من المخاطر الجمركية الأخرى مثل التجارة غير المشروعة والتهريب بأشكاله المختلفة.
وقد بدا أثرها بوضوح في: مجالات متخصصة، كتيبات إلكترونية، توعية إعلامية، شبكة إلكترونية مجتمعية، مواقع إلكترونية تسمح للمجتمع بالاتصال المباشر بالإدارة الجمركية للاستفسار وتبادل المعلومات وغيره.
ويعد هذا الاستخدام الحديث للتقنيات من دوافع العمل بفاعلية في ترقية وتطوير وتمليك المعلومة للجمهور ورفع الوعي الجمركي لديهم، وبالتالي تقليل زمن تخليص البضائع، إضافة إلى تطبيق وتجسيد مبدأ النزاهة والشفافية في العمل.
إن إحداث التوازن بين الرقابة والتيسير في أعمال الجمارك يحتاج لجهود حثيثة وواثقة في ظل توسع حجم التجارة الدولية وازدياد المخاطر مما يستدعي وضع برامج محكمة لتحقيق أهداف وغايات الجمارك والدولة ككل، لاسيما بعد أن تغيرت أهداف الإدارات الجمركية من جباية الرسوم فقط إلى تسهيل حركة التجارة ودعم حركة الاستثمار ومكافحة التهريب وحماية المجتمع ومراقبة حركة الركاب وصون حدود البلاد.
لكل هذه الأسباب جاءت خطة الجمارك السودانية ملبية لمتطلبات الدولة الاستراتيجية وأهداف وغايات المؤسسات الحكومية ذات الصلة فكانت أهدافها منبثقة من هذه الغايات من أجل تسهيل حركة التجارة العالمية ودعم الاقتصاد الوطني، ومحاربة التهريب، وحماية المجتمع، وتحسين بيئة العمل وتنمية الموارد البشرية ومواكبة العالم.
وأحسب أنه في المستقبل القريب ستكون الإدارة الجمركية في السودان مثالاً يحتذى به وستقدم خدمة جمركية متميزة وفق المعايير الدولية وستصبح الموانئ والمطارات والمنافذ الحدودية ساحات لعبور البضائع وليست للتخزين.
ولن يتأتى ذلك إلا ببذل الجهود الحثيثة والجادة في إنفاذ رؤية ورسالة وأهداف خُطة الإدارة العامة للجمارك لهذا العام وهي تحدد مسارها لإنفاذ هذه الغايات ولا بد للمجتمع قاطبة من فهم القضايا المتعلقة بألأهداف والتحديات الماثلة أمامنا جميعا.
تلويح:
كل عام وكل الرجال القابضين على جمر العمل الجمركي بألف خير.