تفجرت الأوضاع داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة دكتور جلال الدقير، بسبب عدم قيام المؤتمر العام الذي لم يعقد منذ (13) عاماً .. وعلى غير المتوقع أن تثار القضية من قبل مساعد الأمين العام للشؤون التنظيمية إشراقة سيد محمود التي هاجمت الأمين العام للحزب واتهمته بعرقلة قيام المؤتمر العام، ودفعت إشراقة ومجموعة من قيادات الحزب – في خطوة مفاجئة – بمذكرة لمجلس شؤون الأحزاب يطالبون فيها بسحب الثقة من الأمين العام، وتشكيل مجلس رئاسى لقيام المؤتمر العام، وللوقوف على تطورات هذه القضية التقت (آخر لحظة) رئيس الحزب بولاية الخرطوم محمد الدقير وطرحت على منضدته الخلافات التي نفى وجودها، مستنكراً الخطوة التي قامت بها مساعد الأمين العام للشؤون التظيمية، وقال إنها هي المسؤول الأول عن قيام المؤتمر، فإلى مضابط الحوار .
ما هي أسباب الخلافات التي يعاني منها الحزب هذه الأيام ؟
– لا توجد خلافات في الحزب الاتحادي الديمقراطي أصلاً .
٭ إشراقة سيد محمود اتهمت الدقير بعرقلة قيام المؤتمر العام ؟
– هذا الاتهام غير صحيح وإشراقة نفسها مساعد الأمين العام للشؤون التنظيمة، ولديها تسجيل صوتي تتحدث فيه عن الاستعدادات لقيام المؤتمر العام، وأكدت أن قيامه ليس عملية سهلة ويحتاج لكثير من الجهد والوقت لقيامه، إذن إشراقة المسؤول الأول عن قيام المؤتمر العام بحكم منصبها الذي تشغله، ولايحق لها أن تطلق القول على عواهنه .
٭ برأيك لماذا أثارت إشراقة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات ؟
– والله لا أدري لماذا. ولكني أتساءل لماذا لا يكون الحديث عن المؤسسية والإصلاح من جانب القيادات الحزبية إلا عندما تكون القيادات خارج التكليف الدستوري أو الوزاري، ولماذا لايتم ذلك أثناء التكليف، فهنا الإصلاح لايكون مقصوداً لذاته، وهنالك أشخاص أمضوا أكثر من عقد في المناصب الدستورية، ولم يتحدثوا عن الإصلاح الحزبي إطلاقا ولا عن قيام المؤتمرالعام .
٭ هل ستؤثر هذه الخطوة على مسيرة الحزب؟
– الحزب بعد أن اجتمع وقرر إعفاء إشراقة وبروفيسور علي عثمان محمد صالح من منصبيهما هذه الخطوة وجدت تاييداً كبيراً من قطاعات واسعة بالحزب، واعتبروها خطوة تصحيحية وتنظيمية، والحزب موجود في الساحة السياسية ولايتأثر بشخص أو أشخاص، وقد مر الحزب بظروف أكبر من هذه، ولم يتأثر بها. واؤكد أن قيادة الحزب الاتحادي لاتتعامل بردود الأفعال، ولكنها تتعامل بروح الأبوة والتوافقية غض النظر عن كثير من الأخطاء، والاتحاديين ليس كبقية الأحزاب العقائدية لايتعاملون بمثل هذه اللغة التي بدرت من هؤلاء الأخوة، ومثل هذه الأدبيات غير موجودة في الحزب.
٭ الحزب كوَّن لجنة محاسبة لإشراقة وعلي عثمان هل من بين خياراتها الفصل ؟
– الحزب كون لجنة محاسبة وفقاً للنظم واللوائح الحزبية، وتتكون اللجنة من عدد من القانونيين أصحاب الخبرة في العمل القانوني والسياسي، ولكن لا أستطيع أن أتكهن بما سيصدر من أحكام، ولكن استطيع أن أقول إنها ستعيد الأمور لنصابها، فهي لجنة مؤهلة سننتظر ما ستخرج به .
٭ هذه الخطوة من إشراقة يمكن أن تكون بسبب ابعادها من المنصب الوزاري؟
– إشراقة ظلت وزيرة لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، وتقلدت كل المناصب الوزارية، فهي كانت موجودة في هذه المناصب من باب التكليف وليس لشخصها، وهناك قيادات كثيرة في الحزب شاركت في المناصب الدستورية، وخرجت منها وكلنا سنخرج، فالمناصب لاتدوم لأحد، فالشخص عندما يفقد منصبه السياسي ينبغي أن لايؤثر ذلك في وضعه الحزبي .
٭ منذ زمن وأنتم تتحدثون عن قيام هذا المؤتمر ولم يتم حتى الآن؟
– الحزب كون لجنة لقيام المؤتمر وشرعت في الإعداد له، وأرسلت وفوداً للولايات لحصر العضوية، إلا أن قيام الانتخابات أدى لتأجيله، وفي البداية الحزب كان مقرراً خوض الانتخابات الرئاسية فقط، أما الآن فهو عدل رأيه وقرر خوض كل العملية الانتخابية بموافقة جميع مؤسسات الحزب، وعضويتنا ترشحت في كل ولايات السودان، وهذا الأمر أدى لتأخير قيام المؤتمر العام، ولكن لا أعتقد أن تاخير المؤتمر العام يمكن أن يكون قضية خلافية داخل الحزب، وأي خلاف سيحسم وفق القنوات التنظيمية وليس بالملاسنة، والإصلاح أصلاً موجود في الحزب .
٭ هذا يعني أن المؤتمرالعام سيقوم هذا العام؟
– المكتب السياسي للحزب سينعقد في خلال أقل من أسبوع، ويعاد تشكيل اللجنة العليا للمؤتمر، وهناك خارطة طريق موجودة للمؤتمر العام فقط سيتم لها تحديث وتطوير، وخلال هذا الاجتماع ستصدر قرارات لتحديد موعد قيام المؤتمر .. فنحن نتطلع لأن يقوم مؤتمر الحزب في ظل تواصل ولكن لاينبغي أن يتم في جو مشحون بالملاسنات والاتهامات لقيادة الحزب واعضائه، وحرية الرأي متاحة داخل مؤسسات الحزب حتى وإن كانت الخلافات موجودة عمرنا لانحتاج للصحف لننشرها عبرها.
حوار: ثناء عابدين
صحيفة اخر لحظة