القيادية البارزة في الحزب الاتحادي جناح (الدقير) إشراقه سيد محمود في حوار ما بعد العزل ..الدقير يدير الحزب و كأنه شركته الخاصة

تتسارع التطورات داخل الحزب الاتحادي جناح الدكتور جلال يوسف الدقير الذي اصدر قراراً بإعفاء القيادية البارزة بالحزب إشراقة سيب محمود من منصبها كمساعد للأمين العام لقطاع التنظيم.. تقول إشراقة إن قرار الدقير خير دليل على الطريقة التي يدار بها الحزب وأكدت ان الخطوة جاءت عقب مذكرة قيادية تقدموا بها لمجلس الأحزاب لتحديد موعد المؤتمر العام الذي رفضه الدقير.
ما هي التداعيات التي ادت لإتخاذ قرار إبعادك عن قطاع التنظيم بالحزب؟
هي نتيجة لتحرك (265) قيادياً بالحزب من كل ولايات السودان بقيادية البروفسور علي عثمان محمد صالح وشخصي ونائب أمين عام الحزب بولاية الجزيرة سوكارلو جمال الدين والإعلامي المعروف إسماعيل طه و محمد خير حين وسليمان خالد و أمين الشؤون القانونية بالحزب يوسف الهندي وعدد من القادة البارزين الذين تحركوا لمجلس الأحزاب وسلموه مذكرة.
ما هو فحوى المذكرة؟
طلبنا من مجلس شؤون الأحزاب السياسية التدخل لإصدار قرار لقيام المؤتمر العام للحزب.
ولماذا يصدر مجلس الأحزاب القرار أليس من الممكن أن ينعقد مؤتمركم وفق النظم الخاصة؟
لأن هناك نزاعاً حول قيام المؤتمر و نحن ذكرنا في المذكرة أن الأمين العام للحزب يعرقل قيام المؤتمر، وطالبنا بتكوين مجلس رئاسي من قيادات الحزب ليسد فراغ الرئيس ويشرف على قيام المؤتمر و مراجعة مال الحزب.
قل إن هناك نزاعاً حول قيام المؤتمر ما هي مواقف الأطراف من قيام المؤتمر؟
لا أحد يرفض قيام المؤتمر الشخص الوحيد الذي يعارضه الأمين العام.
لماذا بتقديرك يرفض الأمين العام قيام المؤتمر؟
لعدد من الأسباب منها أنه قد يكون يخشى من نتيجة المؤتمر.
هل برز إتجاه للتغير القيادي داخل الحزب؟
أبداً الناس تحدثت فقط عن قيام المؤتمر وضرورة وجود مؤسسات.
هناك اتهام قوي يوجه لك ويشير إلي ان موافقك تعبير عن غضبة شديدة انتابتك عقب إبعادك عن المنصب الوزاري؟
هذا اتهام ساذج وتقليدي و بسيط لأن الكل يعلم أنني ظللت من الداعين مع آخرين لضرورة انعقاد المؤتمر العام للحزب.
لكنك لم تعلني عن هذه المواقف و ظللتِ صامته إلي حين إبعادك عن الوزارة؟
أعلنت موقفنا و كان هناك شد وجذب بيننا و الأمين العام حول الخطوة.
يوم أمس أعلن عن انسحاب عدد من القيادات الموقعة على المذكرة أبرزهم إسماعيل عمر؟
أبدا ليست هناك قيادات انسحبت من التوقيع على المذكرة وهذه محاولات من الأمين العام بأن يذهبوا ويؤثروا على الموقعين و الداعين لقيام المؤتمر ولكن على العكس ارتفعت التوقيعات لخمسمائة وانضم عدد كبير من الشباب والمرأة والطلاب للمذكرة وستسلم لمجلس الأحزاب.
هل إقالتك من منصب مساعد أمين عام قطاع التنظيم قانونية ومستوفية لدستور الحزب؟
إقالتي تقف دليلاً على الطريقة الخاطئة التي يدار بها الحزب، وهو يفصل وكأنه يدير شركته الخاصة وبالفعل كما قال البروفيسور علي عثمان فإنه يدير الحزب كشركته الخاصة.
قلت لي من بين مطالبكم لمجلس الأحزاب مراجعة أموال الحزب هل لديكم شكوك في صرف أو مصادر التمويل ؟
نحن نعتقد انها من الأشياء التي فيها خلل في إدارة الحزب لذلك طلبنا من مجلس الأحزاب المراجعة وقبل شهر صدر قرار من مجلس الأحزاب بناء على شكوى سابقة وطالب القرار الأمين العام للحزب بأن يمده بكشوفات مالية مراجعة بواسطة مراجع قانوني.
ما هي الخطوة القادمة هل ستغادرين الحزب؟
طبعاً لا هذا هو الحزب الذي أسسه الشريف زين العابدين ولن أغادره وسأعمل على تصحيح مساره مع غيري.
كيف تنظرون لما يجري داخل قاعة الصداقة من حوار؟
نحن نعتقد أن هناك أناساً خارج الحوار الذي يجب أن يجمع أكبر عدد من الناس ولسنا حالمين للدرجة التي تدفعنا للقول بان الحوار يجب ان يكون حضوره بنسبة مائة بالمائة ولكننا ننشد الغالبية العظمى من أهل السودان، الأمر الثاني على الأحزاب ان تدفع بكل قياداتها وثقلها في هذا الحوار من بعيد ولا تريد ان تدفع بثقلها فيه ونحن كحزب اتحادي أهل حوار وتعاملنا بجدية ودفعنا بكل قياداتنا وثقلنا في هذا الحوار، وأعددنا ورشاً داخلية وأوراقاً ولكن نخشى من عدم جدية الآخرين.
من المقصود بالآخرين هل حليفكم الأمير “الوطني” أم الذين خارج أسوار الحوار؟
نحن نريد ان نرسل رسالة الي المؤتمر الوطني بألا ينظر لهذا الحوار على انه “أصغر منه” و المؤتمر الوطني كحزب حاكم يجب ان يدرك أنه حزب ككل الأحزاب ولا ينظر لهذا الحوار على انه أصغر أو اقل منه.
هل شعرتم بأن المؤتمر الوطني تأخذه العزة بالإثم في هذا الحوار؟
لا .. لكن الأحزاب التي تشعر بأنها قوية جداً في هذه البلاد ان تنزل درجات لهذا الحوار وان تكون هناك جدية أكثر منها في هذا الحوار وهناك أحزاب هي ليست بالقوية او الكبيرة وهي ايضاً تنظر للحوار بتردد وهذه هي جوانب الضعف في هذا الحوار و نحن نريد قدراً من الجدية من الأحزاب التي لا تنتظر إليه بجدية وقدر من عدم التردد و الدخول بقوة والالتقاء بالآراء الحقيقية.
زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي اقترح في وقت سابق ان يقتصر الحوار على الأحزاب الكبيرة ما هو رأيكم في أن يطبخ الكبار و يأتي الآخرون للأكل فقط؟
الإحساس بوهم الكِبر هو الذي أخر السودان وأضاع الديموقراطية التي كان على رأسها الصادق نفسه و حتى الإحساس بأن الأحزاب الكبيرة هي الحاكمة في الديموقراطية الأخيرة وإهمال بعض ولايات السودان هو الذي دفع الجيش للتحرك مع الإسلاميين ليأتي انقلاب يونيو على الصادق نفسه.
هل أنتم لديكم إحساس في الاتحادي الديموقراطي أنكم مع الأحزاب الكبيرة؟
نحن عندنا إحساس أننا حزب يمتلك رؤى لحل مشاكل السودان، ونحن حزب مؤسسات وفكر وأول حزب أتى بمبادرة الحوار في السودان وحتى ما يجري في قاعة الصداقة هذه الأيام من حوار نحن نفتكر أنه يمضي على خطانا لأننا أول حزب أتى عندما كانت الأرض مفروشه “بالأشواك” وليست مفروشة بالورود مثلما يحدث الآن، والشوك “طعّنا نحنا اول ناس وبعد ما طعنا ونظفنا الأرض حتى أتت بعد ذلك الأحزاب التي تدعي أنها كبيرة”.
أنتو نظفتو الطريق؟
نظفناه
ووجدتم تعباً شديدا؟
قلت لك طعنا “شوك”
وهل أضحى الطريق الآن بلا أشواك؟
لا ما زلنا ننشد الأمثل و نريد ان تكون كل الطريق مليئة بالديموقراطية الكاملة.
الملاحظ ظهور تباينات كثيرة جداً بينكم و الوطني داخل اللجان الحوارية، هناك أحزاب حليفة للوطني في السلطة دعت لخيار علمانية الدولة وغيرها ما هو موقفكم كحزب من هذه القضايا؟
قضية الدين والدولة بالنسبة لينا لا تشكل أي هاجس ولم تكن في يوم من الأيام من القضايا المختلف عليها ونحن ننظر إلى ان الدين جزء من حياة الإنسان كلها ولا نشعر بانه يشكل لنا هاجسا حتى نفصله من حياتنا ونفتكر ان الدين الإسلامي الذي تدين به غالبية اهل السودان ينساب داخل الإنسان انسيابا ويشكل كل كيانه، ولكن الدعوات المتطرفة في الدين تؤثر سلباً.
بمعنى أنكم تؤيدون دولة تعتمد تشريعات إسلامية؟
نحن لا نقول أننا سنكون مع دولة إسلامية بمفهوم إسلام سياسي نحن نرفض الإسلام السياسي الذي يحكم بهدف ان يجعل الدين في حد ذاته مشكلة نحن نرفض الإسلام السياسي ونرفض العلمانية.
أنتم مع الدولة المدنية؟
نحن لسنا مع دولة مدنية لأنها في النهاية اقرب للعلمانية و نحن مع الإسلام الوسطي الذي توجد بداخله المدنية والدين من خلالهما يستطيع ان يكون شكل حكم بعيداً من أي تناقضات داخلية نفسية، أما ان تمسك بشعارات الاسلام وتقول انك تحكم بالإسلام فهذا إسلام سياسي وفي ذات الوقت نرفض ان تبعد الدين والشريعة من حياة الإنسان وتحكم بالمادة ونحن بالنسبة لنا ايضا هذه نظرية شيوعية علمانية نرفضها كحركة اتحادية.
لكنك بهذا تزجين الستار عن هوة كبيرة جدا بينكم والمؤتمر الوطني؟
طبعاً نحن بيننا خلاف فكري كبير جدا وموضوعنا مع المؤتمر الوطني هو شراكة استراتيجية لمستقبل السودان ولكن فكرياً لا يوجد أي شيء يلمنا بهم هم أتوا من مدرسة الإسلام السياسي ونحن اتينا من مدرسة الوسط ونحن كنا ندعو المسلميين وخاصة مدرستهم عندما كان الترابي موجوداً في الحكم و كانت مدرسة إسلام سياسي تكاد تكون صلبة وبعد خروج الترابي حدث تطور للإسلاميين “قليلا نحو الوسط” وبالتالي بنفس الطريقة التي نرفض بها الاسلام السياسي او اليمين المتطرف نرفض بها تماما اليسار المتطرف
ما هو موقفكم من قضية الحكم والإدارة هل ترون ان الحكم الفيدرالي أمثل أم مركزياً؟
نحن مع الفيدرالية الموجودة الأن مع قليل من التحسينات.
مثل؟
أولاً نفتكر ان تكون الفيدرالية مرنة بقدر كبير في الحكم المحلي وتراعي اتخاذ القرار من القاعدة اة تعبر المجتمعات المحلية عن شكل ادارتها و مشروعاتها وفي ذات الوقت نعتقد انه لابد ان يكون هناك قليل من المركزية القابضة مع هذه الفيدرالية.
المركزية القابضة دي شنو؟
مثل تعيين الولاة نحن نعتقد أنه قرار موفق ويعطي رئاسة الدولة السيادة القوية على كل الأقاليم ووحدة الجيش والشرطة والضرائب والعلاقات الخارجية وكل هذا يجعل من الفيدرالية كحكم يمنح الحق للآخرين في أن يحكموا وفي ذات الوقت تجعلهم داخل اطار الدولة الواحدة حتى لا تأتي ولاية تقول لك أريد أن اعمل جيشي وشرطتي ان لم تكن هناك مركزية قابضة، مثل حكومة جنوب السودان التي كانت كارثة وغير معروفة حكومة فدرالية ام لا.. نيفاشا منحت الجنوب حكماً وعلاقات خارجية ونحن لا نريد برلمانات ولائية تطالب بالانفصال.
قبضة مركزية مثل ماذا؟
(شوف) أنا سأقول لك رأيي وقد لا يكون هكذا رأي الحزب، أنا رأيي أن وجود الجيش في الحكم خلال الفترة المقبلة مهم جداً وبالتالي “لا فيدرالية ولا غير فيدرالية” وجود الجيش كوكون اساس لأي حكومة قادمة في السودانو في الظرف الذي نحن فيه مهم جداً وأي إهمال لوجود الجيش في الحكم سواء كان حالياً أو في الفترة القادمة سيعرض البلاد لمخاطر، وأنت لا يمكن أن تدفع بجيش يقاتل وتأتي له بحاكم لا علاقة له به وفجأة يتخذ قرارات سياسية تكن خصماً على معاك الجيش الذي يقاتل.
أي نظام تؤيدون هل رئاسي أم برلماني أم مختلط؟
نحن نرى الشكل الأمثل لحكم السودان هو النظام المختلط الذي يقوم على فصل السلطات وتكون هناك قوانين قوية تحكم العلاقة بين الجهازين التنفيذي والتشريعي.

عبد الباسط إدريس
صحيفة السوداني

Exit mobile version