نفت الأمين العام لحزب الأمة القومي الأستاذة سارة نقد الله أي مظاهر للتوريث داخل حزبها، وأشارت إلى أن الإمام الصادق المهدي لم يفرض نفسه علي الناس بل يأتي بالإنتخاب، وأكدت أنه وفي كل مؤتمر عام يعقد هنالك قوائم مختلفة من الأسماء المرشحة، وسيدشنون أيضا حملتهم (هنا الشعب)، مع احتفالهم بذكرى تحرير الخرطوم غداً وقالت إن عودة الإمام الصادق المهدي ليست لها أي علاقة بالحوار الوطني الفاشل (المطرشق)، على حد تعبيرها بل لدى السيد الصادق مهام أخرى مع نداء السودان ومع جماهير حزبه، وأضافت سارة أن عودة الإمام الصادق المهدي جرى عليها المؤتمر الوطني برجليه ويديه لإجل أن يكون مكسباً لهم، (ألوان) طرحت عليها حزمة من الإستفهامات في أول حوار صحفي لها منذ فترة طويلة فإلى مضابط الإجابة عليها.
في البدء.. حدثيني عن حملة (هنا الشعب) وهل هنالك حوجة لها حيث اكدتم علي انها محاولة لفتح الطريق للقيادة السياسية للضغط بالوسائل المدنية للمطالبة بالحقوق السياسية…؟
في البداية مرحب بيك وانا سعيدة جدا عندما ألتقي صحفية أو واحدة من (بنياتنا) ناجحة في واحد من المجالات أفرح جدا لكوننا نسير للأمام بحمد الله وبالنسبة لنا في حزب الأمة نحن اساسا نعتقد أننا ومنذ أول يوم لهذا الإنقلاب انه ليس هنالك طريقة بخلاف الحل السياسي الشامل الذي يفضي لسلام عادل وتحول ديمقراطي كامل وهذا خط إستراتيجي بالنسبة لنا وفي الست وعشرين سنة وكذا شهر نعمل في هذه الوسيلة نفسها وفي فترة من الفترات نعم إعتقدنا أن العمل العسكري ممكن ان يكون واحدا من آليات الضغط للتغيير ولكن وصلنا لقناعة كاملة ومنذ وقت مبكر جدا أن العمل العسكري يدمر البنية السياسية والإقتصادية والإجتماعية في البلد وبالتالي منذ العام 2000م إتخذنا قرارا بالتوقف وبالنسبة لنا ليس هنالك عمل عسكري للضغط علي التغيير وصارت وسيلتنا هي الوسيلة السلمية وتتضمن طريقين هما: إما حوار قومي شامل فيه كل القوي السياسية المعارضة والحكومية وبعدها يصبح إخواننا الحاملين للسلاح طرف في المسألة حوارتتم فيه مناقشة قضايا السودان لتحل كلها للوصول لبرنامج حل أعلي لهذه القضايا متفقة عليه كل القوي السياسية بإعتبار أنه وعندما يحدث التغيير يبقي هذا هو البرنامج المفروض ينفذ وبالتالي الحوار الشامل الجامع لكل أهل البلد هو واحدا من الوسائل ويكون التمثيل فيه لكل القوي السياسية المدنية والعسكرية والوسيلة الثانية هي وسيلة الشعب السوداني المجربة في أكتوبر 1964م ووفي ابريل 1985م وهي الإنتفاضة الشعبية والتي صارت تحتاج الي إعداد ذلك ان ست وعشرين سنة معاول الهدم التي إستخدمها المؤتمر الوطني في القوي السياسية السودانية وفي منظمات المجتمع المدني السودانية محتاج لبناء وبالتالي التحرك الشعبي محتاج لإستعداد وصحيح كلنا كقوي سياسية بدأناه بدرجات متفاوتة ونحن في حزب الأمة الآن نعتقد أن لدينا بداية تصعيد للعمل الشعبي وسنبدأه في السادس والعشرين من هذا الشهر بتدشين حركة هنا الشعب ونريد أن نقول لعناصر المؤتمر الوطني هذا هو الشعب السوداني.
الي اي حد تعتقدي أن هنالك فرص لنجاح الحملة التي تخاطبون فيها الشعب دونا عن القوي السياسية…؟
الحملة ليس فيها تجاوز للقوي السياسية ففي نداء السودان ووالذي يعتبر فيه تجميع للقوي السياسية المعارضة المدنية والعسكرية وكلنا معترفين بدرجات متفاوتة في انه لابد من ان يتصاعد دور الشعب السوداني حتي يحدث التغيير الأساسي وهنالك من يعتقد بالإعتماد علي تغيير الشعب بينما يري الآخرون أمثالنا بضرورة المضي في مسألة الحوار وممكن أن يمضي الخيارين مع بعض وهو الإستعداد للإنتفاضة الشعبية وهو بترتيبات لكونه عمل تراكمي ولا يتم مابين عشية وضحاها وبالتالي يحتاج لعمل تراكمي تصاعدي وبالتالي نحن غير مختلفين ولا توجد أي قوي سياسية سودانية معارضة ناكرة لدور الشعب السوداني لأنها ستكون قوي سياسية جاهلة ولكن كلنا نعتقد بضرورة وجود عمل شعبي مرتب ومقنن ولكن بالنسبة لنا في حزب الأمة القومي لدينا تحسبات ذلك أنه وأيام سبتمبر تركنا اولادنا وبناتنا تعرضوا للقوي الغاشمة من النظام او الأمن تعرضوا بلا هوادة نحن غير مستعدين الي ان نترك ابناءنا يتعرضون لذلك مرة أخري بل نتقدم نحن كقيادات ونموت أولا ليجد أبناؤنا التحول الديمقراطي الذي يريدونه.
مثل آل نقد الله تيارا متقدما وصلبا ورافضا للتقارب مع الشمولية في الوقت الذي كان ايضا فيه أكثر التيارات توافقا ومرونة مع القوي السياسية الأخري وهو ما يتجلي في موقف الأمير في مؤتمر مصوع أيام التجمع كيف تصفين الوضع اليوم والحديث عن صفقة مع المؤتمر الوطني في الوقت الذي إبتعد فيه الأمة عن حلفائه في قوي الإجماع الوطني….؟
طبعا اولا بالنسبة للأمير نقدالله فتلك كانت رؤية الحزب وليس شخصه وهوأننا مع التحول الديمقراطي ومنذ وقت مبكر كانت لديه رؤية في أهلنا ناس المؤتمر الوطني وقد يكون تكهن ورأي مابعد الأكمة لهم وبالتالي لم يكن يصدق بانهم من الممكن ان يكونوا جادين في بناء الوطن ولكن في النهاية هو قرار الحزب والمؤسسة وهو ملتزم به وربي يعطيه العافية ولكن نرجع الي انه وفي حزب الأمة وفي سبيل الوصول الي حل سياسي شامل نحن نفتح (خشم البقرة)وواحدة من الأشياء هولأن الحكومة هي من تتولي السلطة ولا يزالون وبالتالي ليست هنالك طريقة أخري ولو أردنا الحصول علي حل سياسي شامل بخلاف أن نتحدث معهم لنصل لذلك الحل السياسي الشامل ليست هنالك طريقة وثانيا: كل القوي السياسية من أقصي اليمين لإقصي اليسار شاركوا في هذا النظام ماعدا حزب الأمة وبالتالي ليست هنالك طريقة لشخص يقول بأن لحزب الأمة إتفاقية سرية مع الحكومة لأنه لايمكن لإتفاقية سرية أن تمكث سبعا وعشرين عاما ولو كانت لدينا إتفاقية من الاساس لكنا عقدناها منذ زمن وبالتالي الزمن يمضي وكبر أبناؤنا ويرغبون في المشاركة ولو أصلا هنالك كلام كهذا فنحن فعلا لدينا قضية اساسية ونتعامل معها بشفافية ومؤسسية عالية جدا وصحيح لدينا حوارات تصل لمراحل ووتتسد وهنالك أشخاص يقولو لنا(إنتو جربتوهم مائة مرة الناس ديل) ونقول نعم جربناهم مائة مرة وبيحنثوا ولكنهم موجودين ولأبد من أن نتعامل معهم ونري مااذا كان ربنا (يقوم يفتح) بصيرتهم ليستجيبوا لصوت العقل ويجلسوا مع الناس ليصلوا لحوار جاد نمضي به واحكي لك آخر شئ عندما عمل البشير نداء الوثبة في 2014م قلنا في حزب الأمة نعم (دة ولدنا نحن) وبالتالي ذهبنا يوم12|2 وقابلنا عمر البشير وقيادات المؤتمر الوطني برئاسة ريئس الحزب السيدالصادق المهدي وستة من رؤساء المؤسسات ووقتها ذهبت لأنني كنت ريئسة المكتب السياسي بالحزب وقلنا لهم أننا نرحب بالفكرة والدعوة التي اطلقها البشير ونري أننا وحتي نصل الي حوار جاد يوصلنا لبر الأمان بالتي هي أحسن محتاجين أن نتخذ ثلاثة خطوات ونحن في حزب الأمة نبذل مجهود مع القوي السياسية المعارضة كلها ونصل لبرنامج حد أدني للإتفاق في خمس مطلوبات أساسية بالنسبة للبلد والخطوة الثانية هي مؤتمر تحضيري بضرورة إعطائكم كحكومة الأمان للحركات المسلحة لتحضر المؤتمر التحضيري في الخرطوم وفيه ثلاثة أضلاح هم الحكومة والمعارضة المدنية والمعارضة المسلحة لنجري الترتيب للمؤتمرالقومي الجامع وهو الذي سيحل قضية البلد والتحضيرومن الذي سيحضره وماهي أجندته ومن سيرأسه وسكرتاريته فتلك هي الخطوة الثانية وأما الخطوة الثالثة فقيام المؤتمر الجامع وهذا ماقلناه لهؤلاء الناس وقتها والشئ الوحيد الذي قالوه لنا بأننا لن نتمكن كحزب من جمع المعارضة في ورقة واحدة فقلنا لهم دعونا نبذل مجهود وقوموا أنتم بالخطوة التالية والتي لو كان تمت منذ ذلك الوقت لكنا في موقف مختلف تماما ولكن عدم جدية ورغبة المؤتمر الوطني للوصول لحل شامل وسلس وبدون إراقة دماء فلم يعملوا بها فتم بعدها إعتقال السيدالصادق في 17|5 وصارت لدينا في حزب الأمة بالتالي أنه يتوجب التوقف نهائيا وأن هؤلاء الناس لا يمضون في هذه المسألة بتاتا وهذا ماجعلنا بعدها ان نبذل مجهودا في توحيد القوي المعارضة سواء ان كانت المعارضة او المسلحة او المدنية وكان إعلان باريس والذي تم التوقيع عليه يوم8/8/2014م وشكل نقلة أساسية في الحياة السياسية السودانية في إلتقاء جهة مدنية مع جهة حاملة للسلاح ويصلوا لإتفاق فيه أربعة محطات أساسية أولا : نقل إخواننا في الجبهة الثورية في أنهم يؤكدون تماما بأنهم مع الحل السياسي الشامل وثانيا: يعلنوا وقف العدائيات او إطلاق النار مع جهة لا تحمل معهم سلاح ولكن سميناه عربون ثقة في حثهم علي الخطوة والخطوة الثالثة أنهم أكدوا علي أنهم مع وحدة السودان او ماتبقي من السودان وفيه تفاصيل كثيرة كما تعلمين وإعلان باريس كان مرتكزا تمكنا أن نصل به لنداء السودان والذي تم التوقيع عليه في أديس أبابا في يوم3/12/2015م وفيه كل القوي السياسية الأساسية من الإجماع الوطني والمجتمع المدني والجبهة الثورية وحزب الأمة وفي نداء السودان وضعنا إطارا أساسيا لكيفية المضي في الحل السياسي والقضايا التي نريد حلها وكيف يحكم البلد وإعداد الدستور الدائم للسودان ذلك أننا لا يمكن ان نكون ستون عاما وحتي الآن ليس لدينا دستور دائم لبلدنا وكذلك كيفية عمل التحول الديمقراطي السلس وكيفية تكوين اللجنة القومية للإنتخابات وكيفية تكوين الحكومة الانتقالية التي ستحكم تلك الفترة والقضايا التي يمكن ان تناقش في الفترة الإنتقالية نفسها لتنفذ لنا الأنتقال السلس للإنتخابات والحكم الديمقراطي وكل ذلك في نداء السودان ثم جاءت مرحلة إرحل لمقاطعة الإنتخابات وتلك كانت أول بروفة بالنسبة لقوي نداء السودان وفيما لو كان في إمكانها القيام بعمل علي أرض الواقع أم لا وكانت فعلا بروفة حقيقية في أننا وبعد ان عدنا من أديس في شهر ديسمبر وكانت الإنتخابات في ابريل كانت ترتيباتنا لكيفية تنفيذ عمل علي الأرض وكانت النتيجة مذهلة تماما علي الرغم من ان هنالك من إستنكروا في أن ذلك ليس مجهود قوي نداء السودان ولكن جزء أساسي من التوعية التي تمت في ضرورة مقاطعة الإنتخابات وعدم المشاركة فيها كانت حملة إرحل وبالتالي حصلت مقاطعة تامة للإنتخابات وكانت فرصة ثانية للمؤتمر الوطني ليراجع موقفه وكانت مؤشر أساسي له ولكن أخذتهم العزة بالإثم وإستمروا في غيهم.
يعتقد الكثيرون ان المؤتمر الشعبي هو الذي تسبب في وصول الحوار لهذه النتيجة حيث اعلن الترابي عن نيته توحيد الاسلاميين تمهيدا للنظام الخالف الي اي حد ترين ان الترابي تسبب في هذه الوضعية….؟
نعم أخواننا في المؤتمر الشعبي للأسف الشديد لم يستفيدوا من تجاربهم تجاه الشعب السوداني ودكتور حسن هو ال (master planer) المدبر الريئسي لإنقلاب 30يونيو وهو من وضع السياسات الأساسية مع قياداته حوله وهم شاركوا في التسع سنوات الحالكة الابتدائية لهذه الحكومة وبعدها حصلت المفاصلة بينهم وبالتالي نحن في المعارضة وفي حزب الأمة علي وجه الخصوص من الناس الذين بذلوا قصاري جهدهم علي أساس أن يكون المؤتمر الشعبي جزء من المعارضة السودانية لأنه بالمرارات وبتصفية الأحقاد أو أن السياسة فيها أسود وأبيض كنا سنقول لا اول الناس ولكننا نعتقد بأن الحياة السياسية لابد من أن تنقي من الأحقاد والمرارات والشخصنة وعندما يأتي الصباح تكون هنالك محاسبات كاملة وجرد حساب لكل جهة بل نحن ذهبنا لإكثر من ذلك وقلنا إن جرد الحساب يكون منذ الأستقلال وحتي اليوم حتي لو يتحول جردالحساب ليكون تاريخياً بدون إلتزامات أو عقوبات ولكن تتم تنقية للحياة السياسيةالسودانية فيها البؤر التي لم يتحدث فيها الناس يتحدثوا فيها الناس بشفافية حول من هو المخطئ ومن الصائب فمثلا المؤتمر الشعبي شارك في المعارضة في الإجماع الوطني وكانوا جزءاً من الاجماع وعندما جمدنا عضويتنا في الإجماع الوطني أخواننا في المؤتمر الشعبي كانوا جزءاً من الإجماع وبعدها جاءت إنطلاقة الحوار الوطني وكما قلت لكي قلنا نعم (ده ولدنا نحن) ولكن وجدناهم لا جادين لا راغبين في هذه المسألة ولكن اخوانا ناس الترابي وافقوا علي الحوار بدون شروط وبان يرأس البشير الحوار وهذه بالطبع ليست ممكنة وبعدها صارت هنالك مزايدات بمعني انهم شاركوا في الحوار وحصلت منهم مزايدات وقد يكونوا أحيانا يزايدوا حتي علي ناس المؤتمر الوطني وطبعا هذه قضية تخص المؤتمر الشعبي وذاك هو موقفه الخاص به وصاحب القرار فيه ومن يتحمل تبعات قراراته ومواقفه ولكن أعتقد أن عودتهم للمؤتمر الوطني لم تكن مستغربة وأما إطلاق نظام الخالف أو توحيد القوي الإسلامية ايضا دكتور حسن لم يكن موفقاً في هذه الخطوة لأن المؤتمر الشعبي تم تشكيله في فترة التسعينات وهو جمع كل القوي المسماة بالاسلامية علي مستوي الوطن العربي ولا أظنه إستمر مستقبلا وبالتالي هي تجربة محتاجة منهم لتقييم ومراجعة حساباتهم وكذلك بتجربة الأخوان المسلمين علي مستوي الوطن العربي وهذه كلها تجارب تحتاج منهم لتقييم لمعرفة الي اي المراحل يمكن ان تصل.
صحيفة الوان