ما بين صحافة مايو والإنقاذ!! (1)

ثمة فارق كبير بين صحافة مايو وصحافة الإنقاذ، ففي ظل الحكم المايوي كانت هناك صحيفتان هما (الأيام) و(الصحافة).. الأولى كانت قبل التأميم الذي تم في عام 1970م كانت مملوكة للراحل “بشير محمد سعيد” و”محجوب محمد صالح” و”محجوب عنان” و”أمين محمد سعيد”، بينما كانت صحيفة (الصحافة) التي تأسست في عام 1961م، مملوكة للأستاذ الراحل “عبد الرحمن مختار”.. الصحيفتان أصبحتا مملوكتان للدولة، هي التي تقوم بتعيين رؤساء التحرير ورؤساء مجلس الإدارة.
أما في ظل الإنقاذ فقد أسست صحيفتان على شاكلة (الأيام) و(الصحافة) هما (السودان الحديث) و(الإنقاذ)، فرغم تغيير الأسمين (السودان الحديث) و(الإنقاذ)، لكن كانتا أشبه بصحيفتي (الأيام) و(الصحافة)، لأن (السودان الحديث) ورثت مباني ومطابع جريدة (الصحافة)، بينما ورثت جريدة (الإنقاذ) مباني ومطابع (الأيام)، وظلتا تقومان بنفس مهمة (الأيام) و(الصحافة) الصحفية مع الفارق في الكادر.. (الإنقاذ) تولى الدكتور “محيي الدين تيتاوي” رئاسة تحريرها، بينما تولى الأستاذ الراحل “محمد سعيد معروف” رئاسة تحرير (السودان الحديث).
لقد ضمت صحيفتا (الأيام) و(الصحافة) إبان الحكم المايوي عمالقة في مجال الصحافة، فكان الأستاذ “موسى مبارك” والجنرال الشاعر والأديب “عوض أحمد خليفة”، وفي (الصحافة) كان الراحل “شريف طمبل” والأستاذ “فضل الله محمد” الذي تولى رئاسة تحريرها إلى أن جاءت انتفاضة (رجب/أبريل) 1985م.. كانت صحيفة (الصحافة) تشبه إلى حد كبير صحيفة (الإنقاذ)، فلم تجنح للإثارة أو المعارك الصحفية عكس صحيفة (الأيام) التي تولى رئاسة تحريرها الراحل “حسن ساتي” فكان ميالاً للإثارة وإحداث المعارك، ليست السياسية بل الثقافية من خلال الملفات التي كان يحررها الأستاذ “عيسى الحلو” والأستاذ “عثمان عابدين”.. وكانت (الأيام) تمتاز بالموضوعية والمهنية، وكان الأستاذ “أحمد البلال الطيب” رئيساً لقسم الأخبار، بينما كان الأستاذ “نجيب نور الدين” رئيساً لقسم المنوعات وينوب عنه الأستاذ “مصطفى أبو العزائم”، وكان الراحل “عمر عبد التام” رئيساً للقسم الرياضي ويضم في معيته بالقسم فطاحلة في الرياضة، الأستاذ “ميرغني أبو شنب” والأستاذ المهندس “محمود شمس الدين”، بينما كان يتعاون معه “صلاح دهب” و”ود الشريف” ومحررون آخرون، الآن أصبحوا من الكُتّاب الرياضيين المعروفين، فيما كان يتولى رئاسة قسم التحقيقات الأستاذ “أسامة سيد” ابن الشاعر الكبير “سيد عبد العزيز”.. (الأيام) كانت مدرسة صحفية مميزة.
أذكر يوم 16/4/1984م كان أول لقاء لي مع الأستاذ الراحل “حسن ساتي”، وبعد حديث بسيط عن شخصي وشهاداتي والجامعة التي تخرجت فيها منحني خطاباً مغلقاً للأستاذ “أسامة سيد عبد العزيز” رئيس قسم التحقيقات، وهذا هو أول يوم لي في صحيفة (الأيام) وفي قسم التحقيقات كصحفي متعاون يتقاضى (75) جنيهاً في الشهر.

Exit mobile version