في خبر طالعناه على الصحف ان ولاية الخرطوم بصدد ازالة المخالفات والتعديات والمظاهر السالبة وستكون قوات مشتركة لهذا العمل..؟ قوات مشتركة؟؟
بالطبع اختار الكاتب هذا التعبير او هذا اللفظ ليبيّن مدى جسامة وضخامة المخالفات التي عمت الخرطوم والفوضى الهندسية التي استشرت بجنباتها .. مما يستدعي تكوين قوات غازية وفاتحة للممرات الامنة ,,
كنت قد كتبت موضوع من حلقات عن المظهر القبيح الذي ألت اليه شوارع الخرطوم بسبب التعدي والتمدد من اصحاب المحلات دون واعز ولا ضمير ولا احترام للغير .. وقتها تساءلت هل يا ترى مسؤولي المحليات لا يمرون بهذه الشوارع ام لا يرون ما يحدث من فوضى تخزين عشوائي و(رواكيب) من الحصير او الزنك امام عمائر وفلل وتمدد بقالات ليضّيق مداخل البيوت للساكنين وحرمانهم من وجود موقف لعرباتهم
.شيء مقذذ وملفت للنظر ان يتمادى المواطن في السطو على الشارع وتتمادي المحليات في غض البصر وكانه محرم عليها ان تنظر الى هذه الاشياء ..او تعيرها امرا
ان ما نراه في الشارع العام والرئيسي وسط الخرطوم ، فعليه ان نتخيل مناظر شوارع الاحياء الضيقة والازقة ,, هناك احياء شوارعها تتراوح بين الخمسة عشر متر والعشرون متر فأنشاء المواطنين سياجا كل امام بيته بتمدد يقارب الخمسة امتار’ فالشارع ذو العشرين مترا لم يبقى منه الا عشرة امتار اما الشارع ذو الخمسة عشر متر اصبح بين ستة وثمانية امتار وبالكاد تدخل فيه الركشة ..
في اركويت وعند مروري على الاقدام في بعض شوارعها وجدت ان اصحاب البيوت انفسهم يعانون من ما فعلوا فبالكاد يسطع احدهم ادخال سيارته الى البيت لان الشارع اصبح اقل من النصف ..
والى جانب هذا المنظر الكئيب نجد عدم مراعات لمستويات الشوارع والمنازل البعض منها يقل عن مستوي الشارع ما يقارب الاربعين سنتيمترا وبعضها مع سطح ارض الشارع ولا يعرف كم سيكون مستوى الشارع هل هو اعلى منه ام اقل . على العموم كل هذا يدل على العشوائية في التخطيط واعمال المساحة المدنية ومراقبة تنفيذ المباني ..
المحليات انا جازم انها لا تعرف ماهي مهامها فالموظف يكفيه ان يقول انه يعمل في المحلية في حين نجده يشتري غذاء من جهة او محل طريقة عرضه مخالفة لأنظمة المحليات والصحة .. وكان الامر لا يعنيه
قبل فترة كان هناك اعلان عن رقم هاتف به واتس اب يقدم الرسائل مباشرة الى والي الخرطوم حيث افادونا انه سيرد عليها في برنامج من التلفاز ارسلنا اسئلتنا ولم نرى ما يفيد بالسماع لملاحظاتنا ..
الان الولاية وهي بصدد عمل كبير وبهذا الحجم والضخامة التي جعلت الاستعداد له يسمى بالقوات الخاصة .. ولا اخالني افكر في ان الامر يستدعي جلب حميدتي لقيادتها فالمسالة بسيطة وقانونية .. ولكن يجب ان تكون هناك مساواة لجميع الاحياء ولا يستثنى حي دون الاخر حتى كافوري ..
ولان في الخرطوم خدمات الاسعاف شحيحة فلذا لم تلجأ ادارته بالشكوى للولاية انها لا تستطيع الدخول لا سعاف المصابين بسبب التعديات ,,ولأنه لا توجد سيارات صرف صحي فيتقدم اصحابها ان سياراتهم لا تسطع الدخول لشفط المياه الصحية او برك المياه الناجمة من مياه الامطار ,, ولان الخرطوم لا يوجد بها سيارات دوريات كافية يتعذر عليها الدخول الى هذه الشوارع لذا لم تشتكي وزارة الداخلية من انها لا تؤدي مهام الطواف الليلي لجميع الاحياء .بسلاسة وسهولة ..
ولكن لم نحن هكذا امر يكون في بدايته لا يتعدى فقط كلمة من موظف او مسؤول يؤدي مهمته ولا يتعدى انذار في بداية الامر من عدم الاكمال والغرامة في حالة التشييد وتكون الازالة على حساب المتعدي يسكت الجميع ويتغاضون عما يحدث فتكون النتيجة تكاليف باهظة لمعالجة تسيب الموظفين وتراخيهم في اداء مهامهم بل ويحتاج الامر للإنشاء قوات خاصة كما ذكر الخبر ..
هناك اشياء بسيطة وصغيرة تبدا وكأنها شرارة ومن ثم تستشري كأنما حريق صادف رياحا تزيده اشعالا .. وهناك اشياء لا احد يفهم لم يتغاضى عنها المسؤولون .. ومن ثم تصبح في الاخرة ظاهرة او فرض وضع اليد من المتسبب وانما اصبحت حق مكتسب
فقط نحتاج لصحوة ضمير من المدير الى الغفير وفقط صحوة بالإحساس انا هناك شركاء لنا في كل شيء عام والتخلي عن الانانية التي تؤذي الغير وتؤرق الدولة
المثنى احمد سعيد