من عروض مهرجان السودان للسينما المستقلة، استضاف مركز أم درمان الثقافي و معهد جوته الثقافي عرض الفيلم اللباني “يوميات شهرزاد” (80 دقيقة) للمخرجة زينة دكاش، يومي “الجمعة” و “السبت”، الفيلم حائز على العديد من الجوائز من مهرجان القاهرة السينمائي و جائزة الاتحاد الدولي للنقاد، كما نال شهادة التقدير ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
و الفيلم عبارة عن معالجة “سينمائية/درامية” أنجزتها الممثلة و المخرجة و كاتبة السيناريو “زينة دكاش” مع سجينات سجن “بعبدا” بلبنان خلال ورش عمل في العام 2011، و حولت إلي مسرحية أولاً ثم فيلم يروي عشرات الروايات المؤثرة بلسان السجينات أنفسهن بلغة سينمائية تعيد طرح و مقاربة واقع السجن و تفاعل الفرد معه، بجانب ذلك يرصد الفيلم كيفية معالجة السجينات نفسياً عن طريقة الفنون، و يعتبر الفيلم صرخة إنسانية في وجه المجتمع، و القانون الذي لا يحمي حقوق المرأة في لبنان.
و قد عملت المخرجة و كاتبة السيناريو دكاش في العام 2008م بسجن رومية (السجن الأكبر و الأكثر اكتظاظاً بالسجناء الرجال في لبنان) مع 45 سجيناً لمدة أكثر من عام أنتجت في نهايته مسرحية “12 لبنانياً غاضباً” المقتبسة من المسرحية الشهيرة “12 رجلاً غاضباً” للكاتب رينالد روز، إلا أنه في نسخة رومية لعب المساجين دور لجنة القضاة التي تتخذ الحكم بالمساجين، و من خلال أدوارهم استطاع السجناء التعبير عن معاناتهم خاصة أولئك المحكومين بالمؤبد أو الإعدام.
و زينة دكاش مخرجة و ممثلة لبنانية، درست المسرح و قدمت 35 فيلماً قصيراً، و بعدها اتجهت للإخراج المسرحي، و قدمت العديد من التجارب في مسارح السجون للنساء و الرجال كمعالجة نفسية بالفنون، حيث استخدمت الغناء و الرقص و الموسيقى لمعالجة المساجين نفسياً، و عن ثاني أفلامها (يوميات شهرزاد) تقول أن الفيلم يتناول العنف ضد المرأة معنوياً و جسدياً و جنسياً منذ طفولتها، و يستعرض قصص السجينات و هن يتعرضن لعنف و ضرب من أزاوجهن، و أخريات اضطررن لقتل أزواجهن بسبب الخيانة، وقالت: “الفيلم صرخة إنسانية في وجه المجتمع و القانون، على أمل أن يؤدي دوراً في التغيير من خلال نشر الوعي الاجتماعي، و إصدار قانون يحمي المرأة من العنف الأسري”.
صحيفة حكايات