لا نناصر العمل المسلح وندعم قضية حاملي السلاح
لم نتحالف مع الترابي إلا بعد أن اعترف بمسؤوليته عن أخطاء الإنقاذ
النظام الخالف حيلة لتجميع “الوهابية” والإسلاميين لإطالة عمر النظام
لهذه الأسباب لا نقبل أن تكون حركة الإصلاح الآن جزءاً من قوى التغيير
كل من يتحدث عن إصلاح وتجديد “الشيوعي” بعد المؤتمر الخامس سيكون باحثاً عن حزب آخر
لا نقدس “الماركسية” ونسترشد بها لقراءة الواقع
العداء للحزب الشيوعي يعني معاداة الشعب السوداني
الصراع الدائر في السودان صراع طبقي تقف وراءه سيادة الرأسمالية الطفيلية
حوار: الطيب محمد خير
قال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب إن التحقيق لا يزال جارياً مع مجموعة الخمسة التي تم تجميد نشاطها ولم تصدر بحقها عقوبة، وأكد في حواره مع (الصيحة) أن الحزب لا ينتهج السرية في عمله الداخلي في الوقت الحالي. وعاد ليقول إنها أضرت به ومنعت تواصل الأجيال فيه، نافياً أن يكون تأجيل المؤتمر السادس بسبب الخلافات التي شهدها الحزب. وفي سياق آخر، أكد الخطيب رفضهم قبول اتفاق د.غازي والصادق المهدي لإلحاق حركة الإصلاح الآن بقوى المعارضة، وأشار إلى أنهم لم يفوضوا المهدي للحديث نيابة عنهم في أي مرحلة، واعتبر النظام الخالف حيلة من الترابي لتجميع الإسلاميين والوهابية لاستمرار النظام، هذا وغيره من الآفادات..
ـ هناك أصوات داخل الحزب الشيوعي تنادي بضرورة إعادة تقييم النظرية الماركسية، إلى أي مدى يمكن أن يحدث هذا؟
الماركسية هي نظرية علمية وأي شيء علمي قابل للتطور وبالتالي نحن نأخذ بالمستجدات ونتعامل معها، لكن في اتجاه بناء الدولة الاشتراكية التي ننشدها، ونحن قمنا بتقييم خلال النقاش الذي أدرناه لـ(15) عاماً أسباب انهيار المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وتوصلنا إلى أن غياب الديمقراطية كان السبب إذ لا يمكن أن توفر الاشتراكية الجانب المادي وتغيب الديمقراطية وأن النظام في الاتحاد السوفيتي كان نظام رأسمالية الدولة.
ـ نفهم أن تمسككم بقدسية النظرية الماركسية منعكم من أي حذف وإضافة فيها؟
نحن لا نقدسها وإنما نسترشد بها لقراءة الواقع لنعمل على تغييره لأن النظرية الماركسية مبنية على تغيير العالم للأحسن وليس تفسيره، وهي نظرية في أساسها نقد للمجتمع الرأسمالي.
ـ هناك الكثير من الكوادر فضلت الخروج من الحزب وتكوين أحزاب موازية بعد أن فقدت الأمل في أن تجد فرصتها في الصعود لأعلى؟
الخروج والانضمام لأحزاب أخرى سُنة في كل الأحزاب وليس الحزب الشيوعي وحده وهذا يتوقف على قناعة الكادر وما يراه وبالتالي يذهب من يذهب ويبقى من يتوافق مع رؤى الحزب، لكن ما أعرفه أن عضويتنا في الحزب مستقرة وتعمل في سبيل تحقيق أهدافها.
ـ خروج الشباب الداعين للتجديد من الحزب ألا يعني وجود صراع معكم كشيوخ محافظين؟
القضية ليست شباباً وشيوخاً ولا تجديداً ومحافظة، كل ما هناك ما يتفق حوله داخل المؤتمر العام هو الذي يسود، لذلك قلنا بالعمل في الحزب بالعقل الجمعي ونتوافق بديمقراطية كاملة على خط الحزب السياسي، وكذلك التنظيمي والإداري والمالي وقبل ذلك نتفق على دستور يحكم هذا العمل.
ـ يعاب على الحزب الشيوعي أنه لم يستفد من مساحة الحرية التي وفرها الحوار الوطني؟
نحن حزب مسجل لدى مسجل الأحزاب، ولنا دور مفتوحة ونمارس نشاطنا، والنظام يحظر علينا أن نخاطب جماهيرنا ويصادر جريدتنا أحياناً، لكننا رغم ذلك نواصل نشاطنا العلني وسط الجماهير ونبني حزبنا.
ـ هناك من يتهمكم كقيادة بأنكم تتذرعون بانشغالكم بإسقاط النظام وتهملون عملية ترميم وإعادة بناء الحزب ما جعل الأصوات الرافضة داخله ترتفع وتخرج للعلن؟
إصلاح وتجديد الحزب تم حسمه في المؤتمر الخامس والحزب لم يتوقف عن التطور وهو في حالة تغير مستمر بعقل جمعي داخل مؤتمراته، وليس خارجها، لذلك كل من يتحدث عن التجديد وينظم عملا خارج أجهزة الحزب يكون يبحث عن حزب آخر وغير متوافق مع الحزب الذي رسم خطه ونظريته ومنهجه السياسي وأقر دستوره واسمه في مؤتمره الخامس، بعد هذا كل من يخرج عن ذلك مضر بالحزب لذلك نحن نحقق مع كل من يخرج عن منهج الحزب وخطه.
ـ لكن العمل الجمعي الذي تصرون عليه هناك من يراه مكبلة للكوادر ويمنعها من التحرك بحرية لتفجير طاقاتها؟
العمل الجمعي لا يكبل طاقات الكوادر بل العكس يمثل أعلى أشكال الديمقراطية ويفسح المجال لنقاش أوسع يصل فيه الناس لتحديد الخط السياسي ويتخذ القرار فيه وفق تداول واسع، ومن يرى غير هذا يكون ضد الديمقراطية في شكلها العام الذي يلزم الأقلية أن تتبع الأغلبية في العمل الديمقراطي، وطالما أن هذا الشخص منظماً داخل الحزب عليه أن يلتزم بالدستور وما تقره الأغلبية من برامج وقوانين ودستور وخط تنظيمي وسياسي، وأي خروج عن هذا يعني الخروج من التنظيم.
ـ هذا يعني أنك تحصر الكادر في خط نشاط معين لا يفارقه وإلا يكون فارق الحزب؟
نعم لأن هذه منظومة عمل لحزب ثوري في سبيل أن يحقق أهدافاً محددة متفقاً حولها وبالتالي بالضرورة أن يلتزم الجميع بهذا الخط ويرتبطوا معاً لأجل التغيير الذي يقود لهذه الأهداف، وإلا لا يكون عملاً ثورياً، ويتجه كل شخص وفق رؤيته لأنه في النهاية هو اتحاد.
ـ هل بسبب الثورية تكبل الآخرين بالعقل الجمعي وأنت تتحدث عن الحرية والديمقراطية؟
نحن لا نكبل أحداً، وذكرت لك أن العقل الجمعي هو أن يكون هناك هدف متفق حوله، ونتجه نحوه برؤى جماعية وفق ديمقراطية واسعة يناقش فيها هذا الهدف بين قوى اشتراكية للوصول لرأي موحد يكون ملزماً للجميع ليتم تنفيذه، وهذا يعني أننا نتجه لعمل ثوري يتطلب وحدة الفكر والإرادة والعمل لتحقيق أهدافه.
ـ ما التغيير الذي تم على المستوى الداخلي أم لا زلتم تعملون وفق رؤى فترة تأسيس الحزب في القرن الماضي؟
دستورنا يلزمنا أن نسترشد بالنظرية والمنهج الاشتراكي ولا ننكر أن العالم في حالة تطور، وكل ما يضيف لهذه النظرية نحن معه لكن الأساس عندنا بناء الاشتراكية في السودان.
ـ ما الغرض من إلزامكم للعضو الذي يرغب في العودة للحزب بكتابة طلب استعادة عضوية بطريقة أشبه بإقرارات الأجهزة الأمنية؟
ليس إقراراً وإنما هو طلب يقدمه للفرع الذي يرغب في الالتحاق به، وبدوره الفرع يضع رؤيته وملاحظاته بأن هذا الشخص سلوكه قويم ولم يعادي الحزب باعتبار معاداة الحزب تعني معاداة الشعب السوداني، هذا بالنسبة للعضوية التي خرجت منفردة لأسباب موضوعية، أما الذين انقسموا في تكتل، فهؤلاء بالضرورة أن يكتبوا تجربتهم في فترة الانقسام حتى يستفيد الحزب منها باعتبارها تجربة حتى لا تحدث انقسامات مستقبلاً.
ـ هناك من فسر مناقشة الحزب لأعضائه المنشقين بأنه في أزمة ويستنجد بإعادتهم؟
نعم، هؤلاء الذين انشقوا خسارة للحزب بعد أن دربهم وأهلهم أن يذهبوا منه ونقاشهم لا يعني أن الحزب في أزمة وفوق هذا الحزب لا يتعامل مع المجموعات التي انقسمت ككتلة وإنما يفتح النقاش مع الأفراد.
ـ من الذي عاد من القيادات المشهورة؟
هذا شأن داخلي للحزب لا أفصح عنه.
ـ ما سبب قسوة الحزب مع كوادره ومجموعة د. الشفيع كمثال على عكس ما في الأحزاب الأخرى؟
ليست هناك قسوة بقدر ما هو تطبيق للدستور بشكل صارم على أساس أننا توافقنا عليه ليحكم وبالضرورة أن ينطبق على أي شخص، وهذا كما ذكرت لك عمل ثوري لتجديد فكر في الأساس ووحدة إرادة لتنفيذ هذا الفكر والعمل المشترك شكل موحد عليه كل من يخرج من هذا الإطار يعطل حراك الثورة، لذلك لابد أن نكون صارمين.
ـ الملاحظ أنكم تناصرون الحركات المسلحة بأنها تقود صراعاً طبقياً وهو ذات الخطأ الذي وقع فيه الحزب عندما أيد الحركة الشعبية وهو يعلم أنها حركة انفصالية؟
نعم، نظرتنا للصراع الدائر الآن أنه ليس بعيدا عن صراع الطبقات باعتبار أن الرأسمالية الطفيلية هي التي تسود وتقود السودان الآن، وليست لها مصلحة في العمل الإنتاجي، فقط تريد جمع الأموال وتعيش حياتها ببذخ وهي التي دمرت البنى التحتية للإنتاج في السودان ، لذلك كانت نظرتنا للصراع الدائر الآن في السودان بأنه صراع طبقي في جوهره، وسببه التنمية غير المتوازنة نتجية سيادة أسلوب الإنتاج الرأسمالي الطبقي في السودان منذ الاستقلال ما جعل الأطراف مهمشة بها خدمات أقل ومواطنها يتعامل مع الطبيعة بأدوات تقليديه بدائية. لذلك نعتبر من يحملون السلاح يسعون لبناء سودان حديث لتكون هناك تنمية متوازنة وتحديث الريف.
ـ لكن الآن هناك محاولة للتنمية والتحديث في بعض الأطراف المهمشة لكن الحرب تعوقها؟
نعم، الرأسمالية الطفيلية تريد تحديث تلك المناطق، لكن ليس لمصلحة أهلها وإنما لمصلحتها باستجلاب شركات وآليات لتستولي على الأراضي، وهذا ما نرفضه كحزب، لذلك نحن مع الحركات المسلحة، ونمد يدنا إليها في سبيل عمل ثورة ديمقراطية حقيقية في السودان توزع الثروة والسلطة بعدالة وتحقق تكاملاً بين أقاليم السودان لنصل لهوية مشتركة مع بعض تعبر عن التنوع الموجود.
ـ تناصرون مجموعات تنتهج العمل المسلح للتغيير، وهذا يتعارض مع مبادئ الحزب؟
نحن لا نناصر العمل المسلح وإنما نناصر قضيته، وهذه المجموعات لم تحمل السلاح إلا مضطرة بعد أن ناضلت في مناطقها نضالاً سلمياً في سبيل تحقيق تطلعاتها، لكن نضالها وصف بالعنصرية والجهوية حتى يكبحوا حركتهم، والرئيس قال من يريد حقه فليحمل السلاح فهم حملوا السلاح.
ـ ما يعاب على الحزب الشيوعي أنه يناصر التنظيمات الملسحة لتقوية موقفه كحزب معارض على حساب آيدولوجيته؟
نحن نتحالف مع كل القوى السياسية التي تسعى لتحقيق الديمقراطية، لذلك مددنا يدنا لهذه القوى لأنها تحمل قضايا تتفق مع برنامجنا في إيجاد بديل ديمقراطي بعد إسقاط هذا النظام وزواله، وهم يرون أن يتم هذا عبر السلاح، ونحن لا نرى أن السلاح وسيلة للتغيير لأن وسيلتنا العمل السلمي المدني، ومناصرتنا لقرنق إيماناً منا بأن قضية الجنوب قضية قومية لا يمكن أن تحل إلا في إطار ديمقراطي وتجربة (73) أثبتت هذا عندما انهارت بسبب إصرار نميري على تقسيم الجنوب لأقاليم فعادت الحرب (83) لغياب الديمقراطية.
ـ ما موقفكم من الدعوة التي وجهها أمبيكي لقيام الملتقى التحضيري؟
نحن كحزب لن نجلس في أي ملتقى تحضيري مع النظام ما لم يدفع استحقاقات الحوار التي طالبنا بها حتى يكون حوارًا مثمراً يفتح الطريق لحل الأزمة السودانية، الآن النظام يعمل وكذلك الهبوط الناعم الذي يتبناه المؤتمر الشعبي وهما مشروعان يعملان لإجراء إصلاحات داخلية للنظام لتوسعة المشاركة في السلطة تحت هيمنة المؤتمر الوطني على أجهزة الدولة واستخدامها لإطالة عمر النظام، وهذا ما أدى لتفاقم الأزمة، ومطلوباتنا موجودة في صلب دستور (2005)، بجانب إيقاف الحرب وإيصال الإغاثة وأن تأتي حكومة انتقالية.
ـ كيف تنظرون لدعوة أمبيكي لدمج حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي في قوى المعارضة؟
نحن توافقنا في نداء السودان بوضع معايير لمن هو معارض لهذا النظام لأنه لا يمكن من يحمل ذات البرنامج في يوم ما ولا زال هو برنامجه لا يمكن أن يكون جزءاً من القوى التي تسعى لإسقاط هذا النظام لذلك معاييرنا في الحزب الشيوعي مفارقة السياسات التي أدت لتفاقم الأزمة وأن يعمل لإسقاط هذا النظام أو يعمل على تفكيكه عبر حكومة انتقالية وفق حل شامل.
ـ هل لا زلتم عند موقفكم الرافض للتقارب مع حركة الإصلاح الآن؟
نحن لم نرفض التقارب معهم وعلى استعداد أن ننسق معهم في القضايا الحياتية الخاصة بالمواطنين ونعمل سوياً لكننا نقبل أن يكونوا جزءا من قوى التغيير لأن ما نريد تنفيذه في الفترة الانتقالية هم ليسوا معه وهم مع البرنامج الذي يتبناه النظام الذي أدى لهذه الأزمة.
ـ يعني لن تقبلوا مشاركتهم في الفترة الانتقالية؟
نعم، لأنهم لم يقبلوا بالمعايير التي اشترطناها للحوار.
ـ ما المطلوب من الإصلاح الآن حتى تتوافقوا معه؟
أولاً أن يبقى مع إسقاط النظام كضرورة وتصفيته خلال حل شامل وأن تأتي حكومة انتقالية يعني يلتف معنا حول البرنامج المطروح الآن في قوى نداء السودان.
ـ حزب الأمة ينادي بتوسيع قاعدة المشاركة في الملتقى التحضيرى ليشمل حتى الموافقين على المشاركة في الحوار وأنتم ترفضون إلا بشروط وهو مفوض منكم كقوى معارضة؟
ـ نحن لم نفوض حزب الأمة في أي وقت ليتحدث نيابة عن قوى الإجماع كما يدعي أننا فوضناه في لقاء برلين وأنا كنت رئيس وفد قوى الإجماع وهذا التفويض روج له الإعلام الحكومي، وأؤكد الآن لم نفوض أي جهة عنا في الوقت ونعمل في سبيل إسقاط هذا النظام عبر أوسع جبهة جماهيرية أو إجباره على تغيير حقيقي.
ـ السيد الصادق حديثه واتفاقاته في الخارج لا تمثلكم؟
لا يمثلنا وإنما يمثل نفسه ونحن لم نفوضه.
ـ ألم يكن هو العقل المخطط لميثاق باريس؟
ميثاق باريس هي دعوة تمت لمكونات نداء السوان ليصلوا لنقاط مشتركة وليست من تفكير السيد الصادق وهذا ليس محل مغالطة.
ـ الملاحظ الحزب الشيوعي ليست له مبادرات وإنما ينتظر مبادرات الآخرين ليتبناها؟
هذا ليس صحيحاً لأن الحزب هو من طرح مطلوبات الحوار عندما أطلق الرئيس نداء الوثبة، الحزب الشيوعي قال لن يدخل في حوار مع النظام ثم تبنت قوى الإجماع الوطني هذا الخط ثم خرج السيد الصادق ودخل في ذلك الحوار وعندما فشل في تحقيق تطلعاته خرج وذهب إلى باريس ووقع على إعلانها ثم طور موقفه معنا بنداء السودان، وشاهدنا هنا أن السائد الآن موقف الحزب الشيوعي الذي تبنته قوى الإجماع الوطني والصادق انضم لهذه المطلوبات التي رفعناها في لقاء برلين.
ـ كيف تقيم القضايا المطروحة للتداول في الحوار الوطني؟
أولاً ما يدور في الحوار الوطني هو نقاش الذات للذات ولن تحل الأزمة السودانية إلا بزوال هذا النظام وما هو مطروح في الحوار يفضي للسير على ذات السياسات التي أدت للأزمة مع إصلاحات شكلية داخل النظام .
ـ لكن الكثير مما طرح يوافق ما تطالبون به في مقدمته الحكومة والفترة الانتقالية ووقف العدائيات ومحاربة الفساد؟
نحن لسنا مع حكومة انتقالية توسع القاعدة الجماهيرية للنظام نحن مع التغيير الجذري بزوال هذا النظام وما نريده حكومة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية لأن أي حكومة انتقالية رئيسها البشير ستذهب في ذات الاتجاه لأن الغرض منها الحفاظ على الدولة العميقة.
ـ كيف ترون طرح الشعبي لمقترح الحكومة الانتقالية التي أبديتم رفضها؟
الترابي وغيره كلهم يتفقون مع هذا البرنامج الذي عملوا كل هذه السنين التي قضوها داخل النظام وخرجوا منه ثم عادوا من بوابة الوثبة وهم يطرحون ذات البرنامج، وما هو مطروح الآن عملية تجميع للإسلاميين والوهابية ليسيروا على ذات المنهج الذي أدى للأزمة التي يعيشها السودان، والترابي يريد حكومة انتقالية يرأسها البشير بجمهورية رئاسية يجمع فيها كل السلطات في يده، نحن مع زوال هذا النظام وهذا لا يتم إلا في ظل صراع حقيقي يكون فيه ميزان القوى لصالح الجماهير بحراك الشارع ليسقط النظام أو إجباره لدفع هذه الاستحقاقات.
ـ في أي خانة الآن تصنفون المؤتمر الشعبي هل معارض داخل الحوار أم هو عراب؟
بالتأكيد الشعبي الآن ليس حزبا معارضاً وهو يعمل على تقوية هذا النظام واستمراره وفرقه من المؤتمر الوطني أنه يعى أن الانتفاضة قادمة لأنه كان مع الناس في الشارع في سبتمبر رغم هذا يريد الابقاء على النظام، يسعون لاحتواء التغيير القادم في إطار المشروع الحضاري الذي يغطونه بالدين لسلب وجدان الشعب .
ـ هل ستطال الشعبي المحاسبة بعد التغيير؟
المحاسبة ستطال كل من أضر بهذا الشعب والشعبي عندما دخل معنا في قوى الإجماع الوطني قلنا لهم إنكم مسؤولون عن كل ما تم في السنوات العشر الأولى من الإنقاذ.
ـ ما قراءتكم للنظام الخالف الذي يطرحه الآن؟
هذه حيلة لتجمييع الإسلاميين والوهابية لعمل حزب إسلامي واسع لتنفيذ ذات البرنامج الذي يرفضه الشعب ولا زلنا نرى أن الترابي يتحمل الوزر الأكبر ومذنب في حق الشعب وستطاله المحاسبة مع أتباعه.
ـ كيف تحالفتم معه رغم رؤيتكم هذه؟
تحالفنا معه بعد أن اعترف وانتقد نفسه وأبدى استعداد هو ومن معه على تحمل مسؤولية ما حدث من الانقلاب وحتى المفاصلة واتفقنا معهم على الحد الأدنى والبديل الديمقراطي وإسقاط النظام.
الصيحة