لله درك حيا وميتا .. يامحمود
قد يصاب الانسان بالدهشة والحيرة عندما يري كل هذه الحشود وهي تغطي مدرجات نادي المريخ في تابين الفنان الاسطورة بحق وجدارة قد يسال اي شخص نفسه(يقول كل هذا حب) اقول نعم كل هذا حب ويستحق الرجل ذلك
حيث اني لم اجد تجسيدا وتفسيرا اقرب لكلمة(اسطورة نفسها) من هذا المشهد الرهيب الدال علي حب الناس لدرجة الجنون
تخيل انك تخرج من منزلك وتذهب لحفله دون فنان قد يتكاسل كل منا اذا عرف انو فنانو المفضل ماجاي اليوم .. فكيف تجمع كل هذا الجمع وهم يعلمون ان فنانهم قد فارق الحياة والحفل عبارة عن اغاني عن طريق الكست او السي دي ومسموعه الف مرة .. بالله عليك اي حب هذا ؟؟
كيف لايكون محمود اسطورة وكلنا نتذكر تشجيع الجثمان والحشود الخرجت له (ويعتبر اكبر تشجيع جثمان حصل في تاريخ البلاد حتي الان)
وحيث لم يحدث في تاريخنا القريب اوالبعيد ان نجم في اي مجال المجالات سياسية اوفنية او كرة قدم رحل وشعبيته في ازدياد وتتكاثر يوم تلو الاخر مثله ولم اراي حب هستريا مثل حب الحواته الي ملكهم الحوت ..
انت معلم بحق ياحوته علمتنا كيف تزرع الحب بين الناس وكيف تستثمر هذا الحب ليكون عمل صالح لك ينفعك في الاخرة .. ان كان من اهم الاعمال للاخرة الذي وصي عليه الاسلام (ولد صالح يدعو لك) وحيث يطلغون عليه الحواته اسم(ابوي) كما ان الحواته كلهم يعتبرن انفسهم اخوان ويطلغون علي بعضهم البعض لقب(ولد ابوي) فانت تركت ملاين الابناء للدعاء لك .. بل يتسارعون لتقديم الاعمال الخيرية لكي يوهبوها الي روحك الكريمة فهنيا لك مازرعت وهنيا لك ماحصدت
سالني احد الاصدقاء كيف صنع محمود كل هذا الحب الاجابة كنت سهله جدا بالنسبة لي .. فقلت له عندما سطعت نجومية محمود لم تكن الساحة مكتظه بالنجوم مثل اليوم ولو كان محمود يريد المتعة والحياة المرفهه من سيارات وفيلا وغيرها من متع الحياة مثل غيره الان لفعل .. ولو كان يريد ان يبني برج مثل مول الواحة لفعل حيث ان حفلات محمود كانت هي الاكثر عددا واشرطة الكست كانت هي الاكثر طبع وبيع في الاسواق حيث في بعض الاحيان يصدر كل شهرين شريط ويطبع اكثر من طبعة.. (ولكن محمود عاش فقيرا في نفسه .. وغنيا بحب الناس) كان يصرف كامل دخله لحل مشاكل الاخرين واصبح بيته في المزاد مثل الجمعية الخيرية يقصده كل محتاج ولم يخيب امل انسان قط حتي ان لم يكون يعرفه من قبل بل يفعل اكثر من ذلك يتحرك بنفسه لحل قضايا وهموم الناس لم يتعالا علي احد بل كان متواضع .. وماكان للناس الا تبادل محمود حب بحب وعشق بعشق
ربما لم يتكرر محمود الفنان والانسان ولكن تفضل سيرته موجودة بيننا لمن اراد ان يملك قلوب الناس ويتذكره الاخرين بعد مماته .. هكذا علمنا محمود انا الثروة الحقيقية ليس بجمع المال بل بجمع قلوب الناس .. كما من اثريا واغنيا هذا الوطن رحلو ولم يذكرهم احد واصبحو نسيا منسيه .. لانو المال يمجدك ويجعل لك مكانه اجتماعية في حياتك فقط .. وعند رحيلك يتذكرون المال دون ذكر صاحبه ويسمي (مال المرحوم) .. اما العمل الصالح يفضل مع ذكر صحبه ويمجده بعد وفاته ..هكذا كانت سنة محمود في هذه الحياة بنقول عنو بلغة الشارع (زول اخو اخوان) لن تغره الشهره والنجومية ولم يفكر في جمع الثروة بل كان يفكر في الناس
محمود رحل ورحيله كان درس باننا ذاهبون مهما طال الزمان اوقصر ومن اراد ان يجد انسان يدعو له يجب ان يعمل لذلك وان ناخذ العبر والدروس من غيرنا .. محمود ارشدنا علي الطريق لمتلاك قلوب الناس (بان تعمل الخير وترمي البحر) وياريت الناس تتعلم
الا رحم الله محمود عبدالعزيز
” اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه ،واعف عنه ،وأكرم نُزُله ، ووسع مُدخلهُ ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخلها الجنة ،وأعذه من عذاب القبر (ومن عذاب النار)”
اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده
اللهم إن محمود ابن عبدالعزيز في ذمتك، وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق .فاغفر له وارحمهُ إنك أنت الغفور الرحيم
اللهم قد ات لك وهو في حوجتك يحتاج إلى رحمتك ،وأنت غني عن عذابه ،إن كان مُحسن فزد في حسناته، وإن كان مُسيئ فتجاوز عنه
برحمتك يا ارحم الارحمين
((هشام الارباب))
الذكري الثالثة لرحيل
محمود عبدالعزيز
17/1/2016