ليست الإمارات بحاجة لمن «يتملّق» لها، لأن القاصي والداني يعترف بتميزها على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والمعمارية والسياحية، وعندما ترى أكثر من 200 جنسية يتجولون في شوارعها ومرافقها ومجمعاتها التجارية ومنشآتها السياحية، ستعرف أن هذه الدولة أصبحت علامة فارقة، ليس في الأبنية الشاهقة أو الشوارع السريعة، بل في أهلها الذين تكيفوا مع التطور السريع للحياة في السنوات الأربعين الأخيرة، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من عملية التمنية والبناء شباناً وبنات.
والإمارات ليست مجتمعاً ذكورياً بشكل حصري، وأي زائر لأي حدث أو فاعلية أو حتى دائرة حكومية أو خاصة، سيجد أن العنصر النسائي موجود وبقوة، وفي مراكز القرار كافة، ولهذا تكاتفوا جميعاً لبناء بلدهم، وفرض اسمها على الساحتين العربية والدولية، وهم لم يكتفوا بتشجيع المبدعين من أبناء وطنهم، بل شجعوا الإبداع في كل مكان، ولهذا أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، جائزته للإبداع الرياضي التي كرمت الأفراد والمؤسسات والمنتخبات والاتحادات الرياضية في الإمارات، وفي 19 دولة عربية، و10 دول من خارج الوطن العربي.
وخلال سنواتها السبع تشرفت أن كنت من المكرمين مع كادر «صدى الملاعب» عامي 2011، بجائزة أفضل برنامج عربي وأكثرها جماهيرية، وفي هذه السنة، تم منحنا الجائزة عن فئة مبادرات إعلامية مبدعة، وهي مبادرتنا «لا للتعصب» التي أطلقناها قبل ست سنوات، ولكننا لم نيأس، ولم تثبط همتنا، ولم نتوقف عن دعمها ومتابعتها، لأن مستوى التعصب في كل الأمور «الحياتية» وليس الرياضية فقط، زاد عن حده، ونحن أمة وسط، أمة ترفض التطرف والغلو، ولهذا كنا وسنبقى دعاة لنبذ التعصب والتطرف في الرياضة التي وجدت أساساً لراحة الإنسان وللترويح عنه، وعن همومه ومشاكله وللحفاظ على صحته وحياته ليس لإنهائها.
شكراً للإمارات.. وشكراً لك يا راعي الإبداع والمبدعين، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولكل من مشى على دربك وخطاك.