بالصور: 4 نساء من أصول عربية لَمِعن في برلمانات أوروبا ووزاراتها؛ ماذا تعرف عنهن؟

ينتمين إلى أصول عربية، ومعظمهن في سن الشباب توزعت أنشطتهن البرلمانية والوزارية في دول فرنسا وهولندا وإسبانيا، إحداهن ترأست أول جلسة ببرلمان دولة إسبانيا ، وأخرى انتُخبت رئيسةً لمجلس نواب هولندا، والآخيرتان تعملان كوزيرات في الحكومة الفرنسية.

وفي هذا التقرير نسرد تباعا قصة كل سيدة من هؤلاء النساء اللائي تمكنً من الوصول إلى مناصب وزارية وبرلمانية كُبرى في أوروبا:

(1) نجوى جويلي بنت الثورة المصرية التي ترأست البرلمان الإسباني

“فخر واعتزاز ابنتي نجوي بنت ٢٥ يناير، تشرف على انتخاب رئيس المجلس في أولى جلسات مجلس النواب الإسباني”

هكذا كتب أحمد -والد نجوى- 13 يناير 2016، عن ابنته نجوى ذات الأصول المصرية التي فازت بعضوية البرلمان الإسباني، وحصلت نجوى على أكبر عدد من أصوات الناخبين، متفوقة على كل زملائها في البرلمان، وهو ما يسمح لها ـ بحسب القانون الإسباني ـ برئاسة أول جلسات البرلمان. وبفوز نجوى بعضوية البرلمان الإسباني، فقد أصبحت أول نائبة من أصول عربية تفوز بتلك العضوية، كما أن مولدها في عام 1991 جعلها أصغر نائبة في البرلمان الحالي.

ولنجوى وحزبها الصاعد بوديموس منذ 2011 قصة وحكاية، كان أول المتحدثين عنها عربيًا الناشط والمدون المصري عبد الرحمن منصور، في منشور كتبه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في 21 ديسمبر 2015

وتحدث فيه عن علاقة نجوى ووالدها بالثورة المصرية، لافتا إلى الاحتجاجات الإسبانية التي اندلعت في 2011 وتمخض منها الحزب الذي تنتني إليه نجوى، ذالك الحزب الذي تصاعدت شعبيته بسرعة في إسبانيا، ووصل إلى أعلى تمثيل له في البرلمان الإسباني في الانتخابات البرلمانية الماضية بحصوله على 69 مقعدا.

ولدت نجوى في مدريد عام ١٩٩١ ودرست علم النفس في الجامعة، وانضمت إلى حزب بوديموس كعضو مؤسس له، وعضو لجنته المركزية، ومسؤولة عن تواجد الحزب في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مسئولة أيضا عن تواصل الحزب مع الإعلام. قبل أن تشارك في الانتخابات الأخيرة تحت مظلة الحزب وتحوز أعلى معدلات التصويت في إسبانيا، ستكون بذلك أصغر نائبة في البرلمان الإسباني، أول إسبانية من أصول عربية تصل للبرلمان، كما أنها ترأست أول جلسة للبرلمان الإسباني حسب القانون الداخلي للبرلمان”.

(2) خديجة عريب أول عربية في التاريخ تترأس مجلسا لبرلمان أوربي

وُلدت خديجة عريب عام 1960 بالهدامي في المغرب، وانتقلت في سن المراهقة إلى العاصمة الهولندية أمستردام، ودرست علم الاجتماع بامستردام، ومارست عريب أنشطة اجتماعية واقتصادية متعددة قبل أن تعمل في السياسة إذ ؛كانت عريب إحدى مؤسسات اتحاد النساء المغربيات في هولندا، وعملت مساعدة في معهد للدراسات الاجتماعية والاقتصادية في جامعة ايراسموس في روتردام ونائب رئيس ومستشار سياسي بارز في الرعاية الاجتماعية والصحية في أمستردام.

ودخلت عريب السياسة لأن “أمورًا كثيرة لا تعجبها، تضايقها، وترى أنها يجب أن تتغير، وقد ركزت اهتماماتها السياسية على محاربة العنصرية والتمييز، وانضمت إلى حزب العمل الهولندي، وبدأت حياتها البرلمانية منذ عام 1998 إلى الآن مع انقطاع بسيط بين 2006، و 2007 “الآن كبرلمانية، لا زلت أحتفظ دائما بنفس الحقائب التي أردتها للتغيير من الوضع”
. تتحدث عريب، وفي 2012 رشحت عريب نفسها لرئاسة البرلمان، ولكنه فشلت في الفوز بذلك المنصب، ولكن بعد 4 سنوات حققت ما يمكن وصفه بالحدث “التاريخي”!

يوم أسود في التاريخ البرلماني
هكذا اعتبر النائب الشعبوي خيرت فيلدرز يوم 14 يناير 2016، ولكن ذلك اليوم كان تاريخيًا للعرب، وبالأخص المغاربة منهم؛ إذ انتخبت خديجة عريب – ذات الأصول المغربية- رئيسة لمجلس النواب الهولندي، وهي أول مرة في تاريخ هولندا، بل في تاريخ أوروبا ككل، أن تصل عربية إلى ذالك المنصب، ويضيف خيرت “الأمر لا يتعلَّق بشخصها، ولكن بكونها تحمل جنسيتين، وهذا لا يجوز لرئيس مجلس الشيوخ الهولندي” .

وكانت عريب أوضحت مرارا في وسائل الإعلام الهولندية أنها” تشعر أنها هولندية الانتماء وأن السبب الوحيد وراء احتفاظها بالجنسية المغربية هو أن المملكة لا تسمح لرعاياها بالتخلي عن هويتهم”.

وقد نجحت عريب بأغلبية كبيرة: إذ حازت على 83 صوت من أصل 134 صوت لتفوز بمنصب رئيسة مجلس النواب، عقب أنوشكا فإن ميلتنبورغ ديسمبر الماضي. بسبب فضيحة مخدرات دفعت أيضا إلى استقالة وزير العدل وآخرين.

وحصلت عريب على هذه الأصوات بالرغم من أن الحزب العمالي ليس يأتي ثانيًا بـ36 مقعد خلف الحزب الليبرالي الذي حصل على 40 مقعاد، ويشكل الحزبان التحالف الحاكم الآن في هولندا.

(3) نجاة بلقاسم من ريف المغرب إلى وزارتي حقوق المرأة والتعليم

ولازلنا مع نساء المغرب اللاتي يُقدمن نماذج مُميزة سياسيًا وبرلمانيًا في أوروبا، هذه المرة مع المثال الأبرز والأكثر لمعانًا وهي المغربية الأصل نجاة بلقاسم.

وُلدت نجاة-من أم جزائرية وأب مغربي عام 1977- في “بدلة بني شكير” أحد قرى المغرب البسيطة والفقيرة طرقها غير ممهدة يندر تواجد السيارات بها، وكان تعمل في صغرها مع جدها في رعي الماعز ، وتجلب مع أختها الكبرى الماء من الساقية، قبل أن تنتقل مع والدها إلى فرنسا عقب الحرب العالمية الثانية للعمل في البناء، لتتم نجاة تعليمها في فرنسا، وتحصل على بكالريوس الحقوق، قبل أن تقبل في معهد الدراسات السياسية في باريس، ذلك المعهد الذي تخرج منه كبار صناع القرار الساسة في التاريخ الفرنسي: من فولتير حتى هولاند.

كانت المدرسة حقًا العنصر الأساسي في تكوين شخصيتي ورسم مسيرتي الحياتية، لقد سمحت بإثراء ذاتي وتعلم الكثير
هكذا تؤكد نجاة، وبالفعل ارتسمت حياتها بشكل كبير على تلك العبارة “فلولاها لكانت الآن ربة بيت منحصرة في حدود بيتها فقط، أو عاملة بسيطة في مصنع بئيس في أحسن الأحوال” على حد تعبير نجاة التي تعمل الآن وزيرةً للتعليم في فرنسا، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ فرنسا تتولى هذا المنصب.

“كانت هذه لحظة فارقة في حياتي، عندها أقسمت على نفسي بأن ألتزم مدى الحياة بمحاربة الظلم الاجتماعي والعنصرية والتمييز وعدم المساواة، وكان ذلك هو السبب وراء كوني يسارية حتى النخاع”

انضمت نجاه إلى الحزب الإشتراكي التي تصاعدت أدوارها فيه سريعًأ، وبعد ذلك عملت مُتحدثةً إعلامية للحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية بسغولين رويال، التي خسرت بفارق قليل أما نيكولا ساركوزي في 2007، ولكن نجاة ربحت سُمعة طيبة مهدت لها العمل كمتحدثة باسم فرنسوا هولاند خلال حملتله الانتخابية، ونجح هولاند، مما مهد لنجاة الطريق للوصول لمناصب وزارية .

عُينت نجاة وزيرةً لحقوق المرأة ومتحدثة إعلامية باسم الحكومة، قبل أن تعمل وزيرة للشباب والرياضة في التعديل الوزاري لعام 2014، ووصلت نجاة لآخر مناصبها الوزارية التي تعمل فيه حتى الآن، وهو منصب وزير التعليم، وتبدو نجاة أكثر ارتباطاً بوطنها، إذ عملت نجاة تطوعًا مُستشارةً لمجلس الجالية المغربي، ولا تزال تترد على قريتها، مُتحدثة باللهجة الريفية في اجتماعات العائلة.

(4) مريم الخمري وزيرة العمل في فرنسا

تصغر نجاة بعام واحد إذ ولدت مريم عام 1978 بالعاصمة المغربية الرباط من أب مغربي وأم فرنسية، قضت مريم طفولتها بالمغرب قبل أن تنتقل إلة فرنسا وتدرس القانون العام في جامعة السوربون بباريس، وألتحقت مريم ـ كنجاة ـ بالحزب الاشتراكي عقب إنهاء دراستها الجامعية، قبل أن تُصبح مسئولة عن الأمن والوقاية من المخاطر الأمنية ببلدية باريس، وبعد ذلك عملت مريم مُتحدثً رسمية باسم العمدة الحالية” آن هيدالغو” للعاصمة الفرنسية خلال حملتها الانتخابية في سنة2014

إن مريم الخمري هي وزيرة المدينة الحقيقية وليس أنا
هكذا يتحدث وزير المدينة الفرنسي باتريك كانير عن مريم مشيدًا بأدائها في وزارة المدينة التي عملت بها كاتبةً لسياسة المدينة بالدولة الفرنسة وقد ساعدها ذلك التميز لاحقًا في الوصول لمنصب وزيرة العمل في حكومة مانويل فالس في أغسطس الماضي، مُوكدةً على بذلك قصارى جهدها للتخلص من البطالة للتي بلغت نسبها في فرنسا 10 %

هافنغتون بوست

Exit mobile version