الكثيرون لديهم مشكلة مع فيس بوك، إما بسبب الانتهاكات المتكررة للخصوصية وإما بسبب طريقة عرضه للمحتوى، أو حتى بسبب السلطة التي يمتلكها يومًا بعد يوم على مستخدميه دون الضمانات الكافية التي تمنع سوء استخدامه لها. في هذا الموضوع سنقوم باستعراض الشبكات التي يمكننا استخدمها كبدائل لفيس بوك، والتي تجنبنا بعض هذه المشاكل، سنبتعد في هذا التقرير عن الشبكات المتخصصة مثل لينكيد إن وإنستجرام أو الشبكات الكبرى التي لديها نفس مشاكل فيس بوك كجوجل بلس وماي سبيس.
1- chaino أو جداري سابقًا
يقدم تشاينو نفسه على أنه شبكة اجتماعية تقوم بدمج مواصفات فيس بوك وجوجل+، وتهتم بخصوصية العميل، وكذلك فإنك لن تقوم بالدفع مقابل الانتشار فيها، فالخوارزمية التي تعرض الأخبار محايدة، والمستخدم نفسه هو من يتحكم فيها، بدأت الشركة تحت اسم جداري ولكنها قامت بتغيير هذا الاسم بعد اكتسابها بُعدًا عالميًّا، ولاقت الشبكة الناشئة إقبالًا بين جمهور الإنترنت خاصة من المصريين – بلد الشركة-، ربما تكون تشينو شبكة واعدة حقًّا فقد سبقت فيس بوك في تقديم العديد من الخدمات مثل التعبير عن الانفعالات تعليقًا على المشركات بدلًا من زر الإعجاب، وأيضًا خاصية حفظ الروابط لوقت آخر.
كذلك تتميز الشبكة بالتحكم الكامل من قبل المستخدم في المحتوى؛ فيمكنك تقسيم أصدقائك إلى دوائر مثل الأصدقاء والعمل… إلخ. ويمكنك التحكم في المحتوى الذي يشاهده كل منهم، حتى صورتك الشخصية يمكن أن تعدلها لتظهر لكل دائرة بشكل مختلف.
إلا أنّ الشبكة ما زالت في بدايتها من الناحية التقنية، فستقابل العديد من العيوب التقنية أثناء تصفحك للشبكة كخطأ تحميل هنا، أو عدم ظهور صورة هناك، وكذلك فإن الشبكة التي تتبنى سياسة عدم الدفع مقابل الانتشار تقوم بعرض الإعلانات الخاصة بشركة جوجل في الصفحة الرئيسية لكل مستخدم؛ مما يطرح أسئلة كثيرة حول جدّية ومصداقية الشبكة في وعودها للمستخدمين.
2- سو tsū
مرة أخرى تبني الشبكة سمعتها على ما تراه عيوبًا في فيس بوك، سو هو شبكة اجتماعية تقدّر صنّاع المحتوى كما تقدم نفسها، تقوم فكرة سو ببساطة على أن صناع المحتوى هم الملّاك الأصليون للشركة وينبغي أن يكون لهم نصيب من الأرباح، ولذلك يقوم سو بتوزيع أرباح الشبكة الاجتماعية على المستخدمين بواقع 90% من الأرباح للمستخدمين و10% للشركة، يبيع سو الإعلانات كفيس بوك، كما أنه يعطي العديد من الخصائص التي لا يمتلكها فيس بوك كالقدرة على تغيير اسم المستخدم مثلًا. لكن بالطبع هناك العديد من العيوب التي تحدّ قدرتك على النجاح في سو، فلا يوجد العديد من المستخدمين العرب، كما أنك لا تستطيع أن تتابع أكثر من 1000 شخص، وكذلك لا يمكنك نشر سوى 24 منشورًا يوميًّا.
3- مايندس minds.com
عُرفت هذه الشبكة بسبب أنها تأسست من قبل مجموعة anonymous الشهيرة والمكونة من مجموعة من “الهاكرز الأخلاقيين”. ربما تكون هذه الشبكة هي أكثر البدائل العملّية لفيس بوك، فهي لا تتجسس عليك، لا تطلب منك أي معلومات، مناسبة للأفراد وكذلك للمنظمات والشركات، ويمكنك بدء قناة عليها بعملية بسيطة، تصميم الموقع سلس للغاية وكذلك نظامه الإعلانى الذي يعتمد على peer to peer مثل شبكات التورنت، يمكنك كسب المال من مايندس عبر فتح قناتك للإعلان، وكذلك فإنك تكسب نقاطًا بمجرد الدخول على حسابك يوميًّا يمكن أن تحول هذه النقاط لإعلانات، يتميز مايندز بطريقة متابعة حرة تذكرنا بموقع تويتر، وكذلك فإن كل المعلومات التي تمر عبره مشفرة بالكامل ويصعب التجسس عليها. أنت من تحدد ما يظهر لك من إعلانات، وكذلك ما يظهر على صفحتك الرئيسية عبر خوارزمية محايدة لا تتدخل بأي شكل في الظهور.
ويبقى العيب الدائم لكل شبكات التواصل الاجتماعي هي عدم وجود مجتمع عربي عليها أو العديد من الأصدقاء، وكذلك فإن مايندز يحرمك من بعض ميزات فيس بوك الهامة كالرسائل المباشرة (الشات)، لكن الموقع ما زال في بدايته وربما نرى تطورًا أكبر في الفترة القادمة.
4- ello.co إلّو
اكتسب إلّو شعبيته عند انطلاقه في مارس 2014 على أنه بديل لفيس بوك خالٍ من أي نوع من أنواع الإعلانات، وبدأ إلّو كخدمة غير متاحة غير بالدعوات من داخل الموقع، لكنه الآن مفتوح للجميع وبإمكانك التسجيل عليه. واجهة المستخدم ضعيفة في إلّو وكذلك فإنه يفتقر للكثير من مميزات فيس بوك بدأ من التطبيقات وحتى خاصية الدردشة. غير أنه مجتمع لطيف وتستطيع تكوين صداقات فيه بسهولة، وأغلب أعضاء المجتمع هم مثقفون أو رسامون وفنانون وغيرهم، ويحرّص إلّو بنفسه على صنع محتوى جيد وقيّم على الشبكة عبر حساباته المتعددة للفنانين وغيرهم.
5- باث path
لا يمكننا تجاهل باث في هذا الموضوع فهي الخدمة التي بدأها ديف مورين المدير التنفيذي السابق لفيس بوك بعد تركه للفيس بوك في 2010، ورغم أن باث ليس موقعًا يمكن استخدامه عبر الإنترنت ولكنه تطبيق على الهواتف المحمولة فقط. ينقسم باث إلى قسمين: تطبيق moments الذي يعنى بمشاركة الأحداث والصور والأخبار وغيرها، وتطبيق path talk وهو يشبه facebook messanger غير أنه أكثر أمنًا.
لا يتيح باث لك الوصول لأكثر من 500 صديق فقط لكي تكون فعلًا على اتصال مع أصدقائك فقط، باث متاح أيضًا بعدة لغات منها العربية، وهو الشبكة الوحيدة في هذا التقرير المتاحة بعدة لغات منها العربية، كذلك فإن باث يحل الكثير من مشاكل فيسبوك كالتعبيرات على الأحداث بدلًا من زر أعجبني فقط، ولكن الأهم أن باث مفتوح للتطبيقات كلها فمثل فيس بوك ستجد ألعابك وتطبيقاتك المفضلة عليه.
واجه باث العديد من الانتقادات مؤخرًا بسبب جمعه لبعض المعلومات من المستخدمين بدون علمهم، لكن رئيس الشركة اعتذر في مقال مطوّل نشر على الموقع، وقام بتوضيح شكل المعلومات التي تم جمعها وكيفية استخدامها.
6- اتجه للإنترنت العميق
إذا لم تعجبك هذه البدائل بإمكانك بالطبع الاتجاه للإنترنت العميق، يمتلئ الإنترنت العميق بالعديد من شبكات التواصل الاجتماعي على رأسهم جلاكسى galaxy وتوربوك torbok، وبالطبع فإن هويتك مشفرة بالكامل عبر هذه الشبكات، ولكن لا تتوقع وجود أصدقاء هناك فالإنترنت العميق ما زال في مراحله الأولى، وكذلك فإن هناك العديد من المشاكل مثل عدم ثبات العناوين الخاصة بالمواقع. يمكنك القراءة أكثر عن الإنترنت العميق من هنا.
في النهاية سيبقى فيسبوك هو الشبكة الاجتماعية الأكبر على الإنترنت، وذلك بسبب العديد من العوامل منها عوامل ليس لفيس بوك دور فيها كدوره في ثورات الربيع العربي، وربما يكون الحل لتخطي مشاكل الفيس بوك هو الضغط على فيس بوك لحلّها كما سنكتشف في موضوع قادم.
هافنغتون بوست