{أثناء متابعتي للخطاب اللوحة الذي ألقاه والي شمال كردفان مولانا “أحمد هارون” في حفل ختام الدورة المدرسية عصر أمس الأول، وقبله اللوحات الرائعات التي رسمتها تلميذات مدارس محلية “شيكان” في العرض الرياضي المميز على نجيل إستاد ” الأبيض”، ثم بعد متابعتي من خلال الشاشات لملامح وجه الرئيس “البشير” الذي بدا سعيداً ومستبشراً، كنت متأكداً أنه سيمنح “هارون” نجمة الإنجاز، وقد كان!
{لقد خبرنا من خلال عملنا الصحفي طوال عقدين من الزمان الكثير عن تفاصيل وخلفيات قرارات ومواقف هذه الدولة، فلم نعد في حاجة إلى كثير معلومات واجتماعات لنفهم لماذا صدر ذاك القرار، ولماذا تم نقل “فلان” من موقع لآخر، ولماذا كان .. ولم لم يكن ؟!
{كان الرئيس موفقاً في قراره، فقد تفوق “أحمد هارون” على نفسه وقدم للسودان بل للعالم برنامجاً ثقافياً وفنياً ورياضياً حافلاً على مدى أسبوعين، نقلت ختامه المذهل على الهواء للأسف فضائيتان فقط من جملة أكثر من (10) فضائيات سودانية، هما تلفزيون السودان وقناة “الشروق”، وكان مطلوباً أن تعمل وزارة الإعلام مع الوزارات الأخرى وولاية شمال كردفان على نقله – ولو بالمال – على شاشات عدد من الفضائيات العربية والأجنبية، ليعرف العالم أن هذا السودان ليس بلداً فقط للحروب والأزمات وحركات التمرد!
{لقد أنجز “هارون” دورة مدرسية راقية وغير مسبوقة بحق، أعادت لنا ذكريات الزمن الذهبي لمهرجانات الثقافة والدورات المدرسية المثمرة التي قدمت للسودان أشهر وأمهر لاعبي (الهلال) و(المريخ) في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم!
{وأنجزت وزيرة التربية والتعليم الأستاذة “سعاد عبد الرازق” ووزير الدولة وكل طواقم الوزارة من معلمين ومعلمات ومدربين ومدربات، إنجازاً كبيراً يستحقون عليه أرفع شهادات التقدير والعرفان والتهانئ الصادقات .
{نجح مولانا “هارون” في شمال كردفان فأحبه أهله وأحبهم فأبدع في خطابه إليهم مستخدماً مفردات الشارع ولغة السياسة، ويداعبهم كما داعبهم الرئيس:(أهلي الكردافة .. الناس القيافة)، فصفقوا له وهتفوا باسمه مرات ومرات.
{نجح “هارون” في شمال كردفان، بينما عاكسته الرياح في جنوب كردفان وحين ذاك كان يظن خيراً في الحركة الشعبية، ولم يكن ظنه في مكانه، وكان يثق في حواره مع “الحلو” و”عرمان” وصحبهما، وكنا ولا زلنا لا نثق فيهم، وكنا نهاجمه كل يوم بضراوة، مثلما نمدحه اليوم بحب واعتراف بالجميل، فما فعله في (عروس الرمال) كان جميلاً بكل المقاييس .. وساحراً .. وخاطفاً للأبصار .
{تستحق زهرات مدارس “شيكان” دعواتنا الصالحات لهن، وواجب الدولة تحفيزهن ومعلماتهن بالمال لا بالكلام، وإن كنت أرجو أن تشارك تلميذات من الشمالية والجزيرة وشرق السودان ودارفور في أداء ذلك الاستعراض المتقن .
{عزيزي “أحمد هارون” .. أنت (الأول) حالياً .. ربما إلى حين ظهور أسطع لوالٍ أو وزير آخر، على طريقة برامج الـ( Top لهذا الشهر).