فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب أدرس في الصين، الحمد لله أحافظ على صلواتي وأذكاري وأورادي من القرآن، أعزب وشهوتي والحمد لله قوية، أغض بصرى ما استطعت، المشكلة أني والله أخاف على نفسي الزنا، يأتينى الشيطان في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات يقول لى: المس، قبِّل، ضاحك، افعل أى شىء، حتى خشيت على نفسى.
والمشكلة الأكبر أن البنات هم ذاتهم يشاغلوني، أهم ثم أستغفر، أسعى للزواج ولكن لسه اليوم ما جاء. السؤال هو: كيف أتغلب على همزات الشيطان قبل أن يغلبنى؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإنني أسأل الله تعالى لك فرجاً قريباً وصبراً جميلا والعافية من البلايا، ولا شك أنك في جهاد من أعظم الجهاد وهو جهاد النفس والشيطان، وقد قال سبحانه: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} ومن أجل أن يثمر جهادك هذا ثمرة حلوة وتتغلب على عدوك فإني أوصيك بالآتي:
أولاً: أن تواظب على صلواتك محققاً آدابها مع شروطها وأركانها من أجل أن تصل إلى الغاية التي من أجلها شرعت {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}.
ثانياً: لا بد من اتخاذ صحبة صالحة تلازمهم بالليل والنهار من أجل أن يأمروك بالمعروف وينهوك عن المنكر وتستحي منهم حين يراودك الشيطان لمواقعة القبيح، والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه.
ثالثاً: حافظ على أذكار الصباح والمساء فإنها خير معين على الاستقامة سائر اليوم والليلة، ومنها هذا الدعاء النبوي (اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد ألا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم).
رابعاً: اسعَ سعياً حثيثاً في إحصان نفسك – ولو بالزواج من كتابية – فذلك خير من الزنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)
خامساً: باعد بينك وبين مواطن الفتن ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ وتجنب ممازحة الفتيات ومخالطتهن حتى يحصل لهن اليأس منك، وجاهد في الله حق جهاده من أجل أن يحصل لك الاجتباء والاصطفاء. والله الموفق والمستعان.