تتميز شخصية د. غازي صلاح الدين العتباني بالحذر الشديد، خصوصاً تجاه التصريحات للإعلام في الآونة الأخيرة، ربما لسببٍ لا يريد الإفصاح عنه، أو ربما بسبب بعض التجارب غير السارة مع بعضهم، ولا نلومه، ولذلك جاءت ردوده مقتضبة جداًعلى الأسئلة الحرجة التي ناشدناه الإجابة عليها، وللحقيقة لم تكن مهمة استنطاق الرجل بالميسورة، فقد قابلته في مناسبة اجتماعية بحتة ووجدته كما أسلفت يستعصم بالصمت ومقاطعة الحوارات الصحفية، وقد قالها لي صراحة أحد أعوانه الأوفياء بأنه رفض الاستجابة للعديد من طلبات المقابلات الصحفية، وقال إنه يحبذ الكلام في أجواء المؤتمرات الصحفية حتى يكون الفيصل والحديث موثقاً لدى الجميع، بحيث لا يتطرق إليه التحوير والتبديل، ومحاولات التذاكي الكذوب، وهي صفة للأسف الشديد لازمت بعض صحافتنا في الآونة الأخيرة، نأمل الترفع عنها. عموماً استطعت بعد محاولات متتالية إدارة حوار جاد مع الرجل الذي يعد واحداً من أبرز القيادات السياسية، ورئيس حركة الإصلاح الآن، وطوفنا بالعديد من موضوعات الساعة ومستجدات الراهن السياسي بدءاً بمتوالية الخروج من عباءة المؤتمر الوطني، ومروراً بالحوار الوطني ومقتضياته، ووصولاً إلى ترسيم ملامح مستقبل المرحلة المقبلة…. فلنطالع الأسئلة والإجابات.
> الناس يتساءلون: هل خرجت حركة الإصلاح الآن من رحم المؤتمر الوطني بهدف الإصلاح، أم نسبة لاستهداف رموزها داخل التنظيم؟
الاعوجاج موجود في المؤتمر الوطني منذ ما قبل المفاصلة، فلماذا لم يتحدث أحد؟
هنالك شكوك تذهب إلى أن خروج غازي من الحزب الحاكم، إنما تم وفق ترتيبات مرسومة تهدف للالتحام بقوى المعارضة؟
هذه هي نظرية المؤامرة .
حركة الإصلاح الآن أصيبت بعد تكوينها بداء الخلافات وتم تبادل الاتهامات علناً بين رموزها، هل هي أصابع المؤتمر الوطني تريد العبث بكم أم أن الطموحات والمطامع بدأت تتشكل وسط الحركة؟
البعض يؤكد أن الصراع الجوهري وسط قيادات الحركة الإسلامية يتمحور حول أمرين، فك أسر الدولة والتعايش مع المتغيرات، مواصلة مشروع التمكين، إلى أي الفريقين تنتمي حركة الإصلاح الآن؟
بعيداً عن اجترار التلاوم على ما حدث إبان التوقيع على بروتوكول ميشاكوس، وما حدث بعد ذلك في منتجعات «نيفاشا»، هل تعتقد أن اتفاقية السلام الشامل كانت محض «صفقة بين رجلين»؟
هل تعتقد أنه يمكن تطبيق نفس التجربة اليوم وإسقاطاتها على النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟
هل ثمة أمل في إعادة الأمور سيرتها الأولى، والتوقف عن الدخول في مشروعات تمزيق إضافية؟
ما رأيك في العودة إلى طاولة الحوار الوطني.. الآن؟
ولكنك من الذين ابتدروا المسيرة المضنية في البحث عن الحوار الوطني المفضي إلى الإصلاح؟
د. غازي لديه تجربة جيدة في مركز دراسات اتجاهات المستقبل، برأيك هل تعتقد وفق المعطيات الحالية، أن البلاد تمضي باتجاه الأمن والاستقرار، أم أن هنالك سيناريوهات سوداء قادمة؟
البعض يشير إلى وجود اتجاه توافقي لتنصيب النائب الأول لرئيس الجمهورية لرئاسة المرحلة المقبلة بعد انتهاء الولاية الحالية وتجهيز الساحة والملعب، هل لديكم أي علم بأبعاد هذا الاتجاه؟
هل لديكم معلومات عن اتجاهات قوى المعارضة المسلحة للتوقيع مع الحكومة على اتفاقيات ثنائية لإنهاء الحرب؟
حسب البيان الختامي للمؤتمر التنشيطي النصفي للحركة الإسلامية، أطلقت الحركة نداء الوحدة بين كل تيارات الإسلاميين. ما تعليقك على الدعوة؟
مثل القليل من الإسلاميين الذين سبق وأن تولوا مناصب في الدولة، لا يعرف عن د. غازي صلاح الدين ملف فساد، كيف تنظرون إلى شيوع الفساد وسط الإسلاميين وإلى ماذا تعزونه؟