اندهشت جداً للحملة الإعلامية التي نهضت على إثر تصريح الباشمهندس صديق محمد علي الشيخ، رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، بأنه شخصيا سيتبنى حملة لإعادة (سعاية الأغنام) وتربية الحيوانات، وإعادة الاعتبار لهذا القطاع المهم في رفد الاقتصاد الأسري والوطني. ومصدر الغرابة يكمن في ضعف المسوغات التي خذلتها بعض المعلومات، والتي لو توفرت كانت ستوفر كثيراً من الجهد الذي أحسب أنه بذل بحسن ظن وسوء تقدير !!
* لكن قبل أن أمضي بعيداً، يجب أن أقدم بين يدي دفوعاتي هذه (صدقة تبيان) للذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، على أن الكاتب متهم وهو يترافع عن (فكرة رسمية) حتى تثبت حالة خلاص نيته وخلاصها !!
* فبادئ ذي بدء هذه هي قضيتي، قضية الإنتاج بشقيه النباتي والحيواني، التي طالما أوقفت قلمي لها في الفترة الأخيرة بشهادة الذين يزورون هذه الزاوية باستمرار، على أن سعادة رئيس مجلس ولاية الخرطوم هو الذي أتاني في (كاري)، ولا ذنب له يومئذٍ سوى أن تناول موضوعا برغم أهميته، يراه أكاديميون ومدنيون موغولون في المدنية كما لو أنه ضرب من الخيال !!
* كما لاذنب لي سوى أني أعرف (شيخ العرب) صديق محمد علي الشيخ عن قرب، على أن موضوع السعاية الذي صرح به لوسائل الإعلام يتسق مع جذوره المهنية والقبلية، فمن جهة المهنة لم يكن الرجل إلا مهندسا زراعيا ممارسا لهذه المهنة قبل وبعد أن وصل إلى سدة الولاية، ومن جهة أخرى ترجع جذور (الصديق آل الشيخ) إلى قبيلة مهمتها التاريخية هي الرعي وتربية الحيوان، وأعني قبيلة البطاحين ذات التاريخ العريق التي ينتمي إلى بيت نظارتها، فضلا عن أن الرجل يجلس الآن على قمة مقعد الولاية التشريعي الذي من مهامة الأساسية تحريك عجلة الإنتاج وتمهيد البيئة التشريعية والفكرية لهذا الهدف النبيل، وهو يومئذٍ يدرك أكثر من غيره إمكانية ولاية الخرطوم الزراعية كونه وزيرا لوزارة زراعتها، وقبلها كان باديا في الأعراب يسأل عن أخبارها وينفعل بهمومها !!
* على أن أصدقائي هؤلاء لو يعلمون ما أعلم من، هذه المعطيات التي أوردتها، لما وجدوا جسرا سالكا يفضي بهم إلى ما ذهبوا إليه في (الضفة الأخرى)، بموسوم صديقي المخرج سيف الدين حسن صاحب (صائد التماسيح)، على أن من الصعوبة بمكان اصطياد هذا البطحاني الأصيل في أرض ضحلة كهذه !! وهو على الأقل الذي نجا بقيمه يوم أن اهتزت الأرض تحت حكومة ولاية الخرطوم !!
* غير أن بيت القصيد في هذه المنظومة، هو أن ولاية الخرطوم للذين يريدونها عوجا وضربا مدنيا ومزرعة كبيرة للأعمدة الخرصانية!! هي ولاية زراعية بامتياز ربما تضاهي مساحة مشروع الجزيرة ذي المليوني فدان، وبهذا وذاك تصبح مؤهلة وفق رؤية وهمة حكومة الفريق عبدالرحيم محمد حسين، في أن تكفي الخرطوم من الألبان واللحوم والخضروات والأعلاف، ومن ثم يكون لها سهم في الصادر..
* أرجو أن لا يرتد علينا، نحن معشر قبيلة الصحافيين، قول شيخ العرب.. ونحن نمارس أحيانا عمليات (القنص الإعلامي).. “الهيلكم تمام فيها ما بتنقلبو تعرفو للقنيص ترعو وتعرفو تحلبو”!!