*أصبح العالم في حاجة ماسة لإعلاء قيم وممارسات حوار الأديان والثقافات والحضارات في ظل تنامي جماعات الغلو والعنف والتداعايات المؤسفة التي تؤجج النزاعات والحروب والقتل والدمار.
*نحن أيضاً في السودان في حاجة لحوار خاص لمحاصرة جماعات الغلو والعنف التي طفحت على سطح مجتمعنا السوداني الذي كان متسامحاً يعيش أهله في أمان وسلام ووئام.
*أقول هذا بعد اطلاعي على الحوار الذي أجرته إيمان كمال الدين ونشرته” السوداني” في عدد أمس السبت مع الأمين العام لهيئة علماء السودان عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة امدرمان الإسلامية الدكتور ابراهيم الكاروري.
*قال الدكتور ابراهيم الكاروري في هذا الحوار أن السودان ليس بعيداً عن تنامي جماعات الغلو والعنف التي ارتكبت بعض الجرائم الإرهابية الغريبة عن المجتمع السوداني.
*أشارالدكتور الكاروري لبعض الحواضن السياسية والمذهبية والدولية لهذه الجماعات‘ لكنه لم يوفق وهو يرجع أسباب إنخراط الشباب في هذه الجماعات إلى سقوط دولة الخلافة الإسلامية.
*دهشت أكثر حين قال عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة امدرمان الإسلامية أنه منذ سقوط دولة الخلافة الإسلامية أصبح كل الحكام عندهم مشكلة في المشروعية!!.
*حاول تبرئة نفسه من هذا الحكم وهو يقول انه لايستطيع سحب المشروعية من الأنظمة الموجودة الان لكنه قال : لدى الشباب وفي “التصور العام” هناك إشكالية في المشروعية.
* قال الدكتور الكاروري أن الانظمة الموجودة ضيعت فلسطين وتامرت على السنة في العراق وساعدت الأمريكان على إسقاط نظام صدام حسين وتمدد الشيعة الأمر الذي جعل الشباب “يتحسس أسلحته”.
*أحسن باعترافه بأن التدين في السودان قيمي تزكوي أخلاقي لايميل إلى العنف لكنه قال أيضاً: إذا قصرنا في الضوابط العلمية والمعرفية والفقهية تقع المشكلات .. في ظل تنامي المنطلقات الفكرية التي تمارس التكفير والشتم واللعن في المنابر الدينية.
*أهم ما جاء في هذا الحوار دعوة الدكتور الكاروري لأن نتواضع على أن لدينا جزء من الحق وليس مطلق الحق حتى لايأتي من يدعي بأنه من الجماعة الناجية ومن ليس معه كافر.
* الإضاءة الثانية المهمة في هذا الحوار التأكيد على أن الإرهابي يحمل السلاح دون أن يفرق بين المحارب والمدني ويعتبرهم مشروع قتل وهذا امر مخالف للدين.
الإضاءة الأهم .. تأكيد أن رسول الرحمة محمدبن عبدالله صلى الله عليه وسلم كان يوجه الجيوش ان لايتعرضوا للناس في بيعهم وكنائسهم ولا العجوز والصبي وغير المقاتل وأن يحافظوا على المؤسسات.. ومن يفجر ويقتل بلا ضوابط فهو إرهابي.
*بغض النظر عن خلافنا مع الدكتور الكاروري في ربطه تنامي جماعات الغلو والعنف وسط الشباب بسقوط دولة الخلافة الإسلامبية‘ فإن النتيجة النهائية المتفق عليها أن الإسلام برئ من الجرائم الإرهابية التي تغذيها المؤامرات السياسية وتستغلها في تأجيج النزاعات والحروب في بلادنا الأكثر تضررا من هذه الشرور.