> أستاذ.. نشرح.. عسى ولعل.
> .. فقبل قيام الإنقاذ بخمسة أيام قرنق كان يجعل قواته «تنوم بالبوت» وطائرات دولة معينة تربض قريباً.
> وقرنق يقول لخاصته
: نهبط في الخرطوم
> ويقول: ننتظر انقلاباً هناك..
> قبلها بعام كان «كوهين» مسؤول العلاقات الخارجية في الكونجرس يهبط كينيا.. ثم يتسلل إلى قرنق في «ياي» للمخطط الجديد.
> و «ذيل» المخطط قبلها بعام كان هو
> بعد إعلان جورباتشوف عام 1988م
: إن الاتحاد السوفيتي لن يقدم بعد اليوم دعماً للدول الشيوعية.. بعدها كان منقستو يرسل قرنق إلى الكونجرس.
: يصحبه منصور خالد.. حتى يعلن هناك براءته من الشيوعية.
> ومنقستو.. وجانب من مخابرات أمريكا.. كانوا يذهبون إلى خطة من فرعين.. يدعمها مبارك في مصر.. لضرب السودان.
> منقستو يقول لقرنق
: روسيا توقف الدعم لنا.. والأرومو والأبدو والأيهابا والتقراي وجبهة تحرير إريتريا وبني شنقول وقمبيلا كلهم سوف يتحركون ضدنا..
> لهذا لا بد من دعمكم لنا.
> باحتلال مناطق واسعة في الجنوب.
> ومخابرات أمريكا تقوم بتطوير الخطة هذه بحيث يقوم قرنق «قوات النجم الساطع» باحتلال شرق الاستوائية وبور وجونقلي والناصر.
> ومن هناك.. عند حصار الناصر.. وحكومة الصادق تطلب انسحاب الجيش.. قائد الناصر يطلق أشهر برقية في تاريخ الجيش.
> قال: جنودنا يصطادون الصقور لأكلها من الجوع.. لن ننسحب.. خنادقنا مقابرنا..»
> والجزء الأول من المخطط الأمريكي كان هو هذا
> والثاني كان هو
: قرنق يجعل جنوده في حالة استنفار دائم.. لأن أمريكا وقرنق ومنقستو كلهم كان ينتظر انقلاباً في الخرطوم.
> والانقلاب يقوده ضباط يساريون.
> والانقلاب في الخرطوم يستقبل جنود قرنق
> وكلمة منصور خالد
: على السودان أن يستعد لأول رئيس ليس عربياً وليس مسلماً.. الكلمة هذه تنطلق لتصبح واقعاً.. سودان رئسه قرنق.
> ولما كان جنود قرنق يقضون الليالي تحت الطائرات.. وضباط في الخرطوم يجتمعون تحت الليل في الحاج يوسف.. كان الإنقاذيون يجتمعون في العيلفون.
> وكانوا يعرفون ما يجري
> ويوقنون انهم لو انتظروا حتى اكتوبر 1989م «الموعد الأول للإنقاذ» اضطروا لقتال انقلاب يعده اليساريون ولقتال قرنق في طرقات المدن السودانية.. يدعمه منقستو.
> وحين يقررون قيام الانقلاب في يوليو يقدم أحمد سليمان أغرب مباركة.
> أحمد سليمان القيادي الضخم بالحزب الشيوعي .. ثم الإسلامي الضخم يضرب المائدة بيده وهو ينهض ليقول :«…..»!!
> بعد الإنقاذ بأيام كانت الجهات التي يحصيها منقستو في حديثه مع قرنق «قمبيلا والفشقة وإريتريا وغيرها» جهات تصبح هدفاً للسباق بين السودان وبين أمريكا.
> وجبهة تحرير إثيوبيا/ التي تضم أفورقي ويدعمها السودان/ تتحرك لإنقاذ السودان من منقستو من هنا.
> وتتحرك لإنقاذ السودان من قرنق من هناك.
> وتحرير فشلا.. بداية صيف العبور.. يتم بالتعاون هذا.. الضربات المتسارعة بعنف في الخرطوم وإريتريا والجنوب وإثيوبيا كانت تعيد رسم المنطقة بكاملها لأن رسماً آخر كان يعد لالتهام المنطقة بكاملها
> جزءاً من مخطط «الشرق الأوسط الجديد» الذي يوضع عام 1980م.
> ويطلق بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.. للتنفيذ.
> والسودان فيه هو المركز الأول.
> الأول لأن سقوط السودان يعني إكمال حصار مصر
> وسقوط مصر يعني إسرائيل الكبرى.
> ولأن من يخنق النيل يخنق مصر.. ويطعم إسرائيل
> ولأن.. ولأن.
«2»
> أستاذ
> وما يضج من الأحداث الآن هو
> سد النهضة.. وحرب اليمن.. والداعشيات.. وحرب الجنوب.
> وسد النهضة يعني مصر وإثيوبيا والسودان والجنوب.. وكلهم كانوا هناك أيام غليان الثمانينيات.
> وحرب اليمن تعني إيران والسعودية وأمريكا.. وحرب اليمن تجعل السودان وإريتريا وإثيوبيا في قلب المعركة.
> وكلهم كان هناك في نهاية الثمانينيات.
> حرب الجنوب جزء من المخطط.. يبدأ عام 86م.
> وحرب الجنوب الآن خطواتها هي
> 1986م.. القذافي يصنع موسيفيني.
> ويطلب من موسيفيني قطع الدعم عن قرنق «لأن القذافي كان يطمع في جمع الصادق معه ضد مصر».. وأن تصبح الخرطوم ذيلاً له.
وموسيفيني يبدأ حصار قرنق.
> عندها قرنق في حوار عاصف مع موسيفيني يقول له
: كنت معي أمس في إثيوبيا.. والآن تفعل بي هذا؟!
> وقرنق الذي كان يتحدث بالإنجليزية يقول لموسيفيني
: حسناً .. سوف أطيح بك في شهر
> ونظرة موسيفيني المتسائلة الخائفة ينظر إليها قرنق ثم يقول للرجل وكأنه يجيب عليها
: ندعم قوات «أبوتي».. وندخل معهم كمبالا في أسبوع
> وأبوتي كان هو الذي يطيح به موسيفني
> وموسيفيني يتراجع
> و «يختها» لقرنق.. ثم يتخلص منه .. بعد عشر سنوات.
> يغيبه لضرب اتفاق نيفاشا ولصناعة حرب جديدة ضد الخرطوم تمتد من الشرق.. وحتى اليوم.. حتى اليوم.
> أستاذ
«ننطح» الحائط.. نسأل عما يجعل الناس الآن يذبحون حلقوم السودان بأيديهم.
> ثم نعرف أن الناس يجهلون جذور الأحداث.. الأحداث التي تصنع القوس الذي يمتد الآن من مصر وحتى إثيوبيا وحتى.. وحتى.
> ويحيط بالسودان لقتله.
> والأحداث نسرد بعضها اليوم والأيام القادمة.
> عسى ولعل.
> أخيراً.. خطة واحد من الانقلابات الثلاثة ترقد في مكتبنا منذ أعوام.