بمنأى عن مثل هذه الهموم الهامشية !!

*عندما نتحدث عن عدم جدوى استمرار السير على طريق السياسات القديمة التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق الاستقرار والسلام الشامل و… الخ فإن أول ما يعنينا السياسات الاقتصادية والخدمات الضرورية لحياة الناس.

*للأسف تستمر السياسات المرفوضة حتى من أهل الاختصاص‘ خاصة في مجال الخدمات الضرورية وعلى الأخص الخدمات العلاجية والصحية وبالتحديد السياسات لصيقة الصلة بخدمات المستشفيات التي كانت ملء السمع والبصر وهي تقدم خدماتها العلاجية لكل الذين كانوا يلجأوون إليها.

* نقول هذا بمناسبة قرار وزارة الصحة الاتحادية بولاية الخرطوم – ووزيرها المختص – بإغلاق قسم الطوارئ بمستشفى الخرطوم التعليمي وعدم استقبال أي حالة طوارئ إبتداء من الأول من يناير الحالي في خطوة مكملة للمخطط الذي تبناه وزير الصحة الولائي وشرع في تنفيذه رغم كل الاحتجاجات المسبقة.

*قسم التحقيقات في”السوداني” ضمن مبادراته الميدانية شكل فريقاً من أبوضلع وتسنيم وإنشراح وأسامة لإجراء تحقيق ميداني من داخل مستشفى الخرطوم التعليمي – الذي كان – للوقوف على آثار هذا القرار الذي تم تنفيذه بالفعل.

*أورد التحقيق الذي نشر على الصفحة الرابعة من عدد أمس الثلاثاء رأي نقابة العاملين التي عبرت عن إستيائها لما وصل إليه حال المستشفى بعد عمليات التجفيف وقالت في بيان صدر عقب هذا القرار إنه سيضر بمصالح الكثيرين وسيزيد العناء المادي والبدني على المرضى.

*أوضح تحقيق” السوداني” رفض نقابة الأطباء هذا القرار ووصفته بالكارثي‘ وقال المدير الإداري لخدمات نقل الدم بالمستشفى الدكتور عصام الدين حسن إن ما يحدث في المستشفى أمر يدعو للقلق خاصة وأن الجهات المختصة لم توفر البديل.

*هذا القرار الذي سبقته قرارات بإغلاق قسم النساء والتوليد والأطفال حديثي الولادة و إغلاق قسم الكلى والباطنية يعني القضاء على هذا الصرح العلاجي التعليمي التأريخي الذي كان يستقبل ويعالج الحالات الطارئة مجانا.

*النتيجة المباشرة التي لاتخفى على صاحب القرار أن ماحدث في مستشفى الخرطوم يعني المزيد من الأعباء على حالات الطوارئ العاجلة بعد حرمانهم من خدمات هذه الصرح وزيادة التكلفة المادية والرهق البدني عليهم فيما يلجأ القادرون للسفر للعلاج بالخارج أو بالمستشفيات الخاصة الأكثر كلفة.

نجح فريق السوداني الذي زار المستشفى بعد هذا القرار في تصوير حال المستشفى الذي كان‘ وقد تحولت ساحته إلى أكوام من الحجارة والرمال ومواد البناء وسيارات النقل الكبيرة وسط المرضى المحتجزين على ذمة الترحيل بعد نهاية فترة شهر الإنذار.

*للأسف يستمر حوار قاعة الصداقة وكأن شيئاً لم يكن …لأنهم بمنأى عن مثل هذه الهموم الهامشية.

Exit mobile version