حط الديك فوق صحن الباشري وهو يرفرف بجناحيه ويصيح فزعا، وقفز منه تاركا خلفه اثار اصابعه الغليظة على بقايا فتة الفول في صينية الفطور .. كلما حاول العيال بدافع من تشجيع حاجة رقية محاصرة الديك المتمرد للامساك به عاث في راكوبة الخدمة فسادا ..
من الصينية لطبلية العدة ثم منها لحيطة الجيران لينزل عندهم فيغادر العيال البيت مسرعين ليلحقوا به تاركين خلفهم باب الشارع مشرع ..
هزت حنان راسها بعد ان ظلت تتابع المعركة في صمت ثم قالت:
يا حليلو الديك قلبه مقطوع .. فهم الحاصل .. اذا كل يوم يشوف واحد من الكر مكتف في صينية الغداء !!
ردت عليها امها التي فهمت الاشارة:
بتين كل يوم يا بتي .. خافي الله .. ما ياهن الخمسة ستة مرات الجه فيها ختيب اختك اتغدى معانا ؟!!
ردت عليها حنان ضاحكة:
يمة عليك الله خمسة ستة شنو ؟ وحيد ده حقو نسميهو سمير مرض الجداد .. كل يوم كاتلين ليهو جدادة لمن فضا الكر !!
حسنا يا جماعة .. على طريقة ده حار وده ما بنكوي بيه .. تتعب الاسر عندما تمتد حبال الجرجرة بابنتهم المخطوبة .. فأن تركوا الخطيب براحته حتى تكتمل ترتيباته للزواج، فسيتخذ من الخطوبة شماعة تتيح له التواجد اليومي في البيت ويرهق ميزانية اهل الخطيبة بتكاليف استضافته التي تحولت لاقامة شبة دائمة وهذا هو الحار، وان قاموا بـ كرفسة العريس الموعود ووضعه امام الامر الواقع وزرعوا له مأذونا بين الضيوف في ليلة الخطوبة على طريقة امسك لي واقطع ليك، فسيعاني شر معاناة من لخبطة الحسابات وطربقة الترتيبات وذلك لانه – قطع شك – كان قد وضع خطة خمسية طويلة الاجل يجني خلالها ثمار الخطات والسلفيات ونثرية المأموريات وكشف المجاملات ليكمل تكاليف الدخول للقفص، وبالتالي فان مباغتته بالعقدة القاضية تجعله يبدأ حياته الزوجية مديونا وحاله يغني عن سؤاله، أو يبدأ في المطوحة ويماطل في اكمال الزواج وفي نفس الوقت يكثر من الدخلة والمرقة -برضو – مستندا على حق الفيتو الذي اكتسبه بـ رمي الحبل وذاك ما لا يستحب الاكتواء به، فاخوف ما تخاف منه الاسر ان تفشل العلاقة ويفسخ العقد قبل ان تكتمل الزيجة وحينها يحتاث الاهل في نسب ابنتهم لفئة الفتوات أم العزباوات التي اكتسبت عضويتها لا ايدا لا كراعا ..
وبالعودة لحكاية الديك الساكنو بالحلة فعندما تقدم وحيد لخطبة زميلته حياة والتي جمعه بها التدريس بنفس المدرسة الثانوية، لم يكن في نيته اكمال الزواج في المدى القريب فاموره المالية تحتاج الى دفعة مساندة قوية من شقيقه المغترب الذي وعده بـ الشيلة والدهب بجانب مباصرته لبناء غرفة على جانب حوش اسرته تأويه وعروسته، ولكن حساسية وجوده مع الفتاة التي اختارها قلبه في نفس المدرسة وما يقتضيه الاحترام للوظيفة من شرعنة العلاقة، دفعه للتقدم لخطبة حياة ليضع العلاقة في نصابها القانوني ولكن ..
تفنيش اخيه المفاجئ واضراره الانتظار لوقت اضافي حتى يجد وظيفة اخرى وتعاود اوضاعه المالية للاستقرار حتى يتمكن من الايفاء لشقيقه بالوعد بجانب ارتفاع اسعار مواد البناء التي اوقفت بناء الغرفة محلك سر .. كلها تضافرت لتطول الخطبة وتطول معاها معاناة حياة من طول لسان شقيقتها حنان على برودة دم الخطيب الذي استحلا طعامة يد حاجة رقية نسيبته وطابت له المزمزة بعضام جدادها الرخس الذي تبره به كلما حل ضيفا على مائدة غدائهم المتواضعة حالة كون ان الحال من بعضه ..
مخرج :
والى ان يقضي الله بالفرج فقد منت حنان على خطيب اختها بلقب وحيد المبيد حالة كونه مثل سمير مرض الجداد قد عدّم كرهم الجدادة التقول كاك !