الشفيع :في حديث عن روح الابتكار

من حسن حظ المشاهد السوداني أن هناك متخيلاً اسمه الشفيع عبد العزيز، الذي استطاع أن يحيل الخيال الى واقع، والواقع أشبه بالمتخيل من فرط جمال وبراعة ما قدم، فكما يقول درويش (خيالي صيد كلب وفي).. والشفيع رجل سريع الالتقاط، ساهم في ذلك تعدد المصادر، تعددت القراءات، ولم يك حبيساً لتجارب بعينها، إنما قرأ في كثير من حقول المعرفة كما شاهد وعايش تجارب مكنته من خلق حالات جمالية استدعت سؤاله ومحاورته:

٭ من أين لك بهذا الخيال في البرامج؟
– روح الابتكار هبة إلهية، أضف الى ذلك التجارب الحياتية التي عشتها في الطفولة والصبا، فقد تجولت مع والدي في قطار السكة الحديد من بورتسودان وحتى بابنوسة، فشاهدت الكثير وما شاهدته اختزلته في الدواخل، وتحولت الى حالات جغرافية من الإبداع.. أضف الى ذلك دراسة الإعلام والنقد الدرامي.
٭ الدراسة الأكاديمية لا تصنع فناناً
وهل للكتاب دور؟
– مكتبة الوالد والذي كان يعمل ناظرمحطة، فقد كان يمتلك كتاباً عن الاشتراكية الواقعية والواقعية السحرية، بالإضافة الى كتب التصوف.
٭ إذن تعدد المصادر خلق منك حالة خاصة؟
– تعددت المصادر والأماكن والناس
٭ وأي الأماكن هي الأكثر تأثيراً؟
– كوستي هي مدينة فترة الصبا، كانت غنية ومليئة بأشياء وعوالم تتحرك مابين الواقع والخيال، فقد كنت أدرس وأعمل
٭ هل كان عملاً يشحذ الخيال؟
– كنت أعمل (طُلبة) أحمل قدح المونة، فقد عملت في بناء شاشة سينما كوستي حي النصر، أصعد في السقالة لأصل أعلى قمة الشاشة.
٭ هل كنت تستدعي تلك المشاهد؟
– الآن عندما أدخل قاعات السينما ابدأ في استدعاء الذاكرة، اتذكر ذلك الصبي النحيل الذي كان يحمل قدح المونة ليصل الى قمة الشاشة مقابل 50 قرشاً، ليوفر مصاريف المدرسة.
٭ صعوبات الحياة أحياناً تجمل لنا الحياة؟
– عركتني الحياة وأفادتني في تحمل كل الصعوبات والصدمات، وبلوغ قمة الشاشة هو بلوغٌ لمرحلة متقدمة من الإبداع.
٭ من كان معلمك الأول؟
– درست في معهد البريد والبرق، وكان أستاذي الشاعر الراحل مصطفى سند، والذي تعملت منه الكثير، وهو الذي دفع بي الى الالتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح
٭ مكان يبعث فيك الدفء؟
– مدينة باريس التي زرتها خمس مرات، اأشعر فيها بالدفء كأنها منزلي، وعندما اتجول فيها أشعر بأنني في حي النصر كوستي.. رغم فارق العمران ونمط الحياة، باريس مدينة سكب في فضائها العطر وأهلها طيبون، وهذا ما حببني فيها.
٭ أين أنت الآن؟
– أعمل الآن مديراً لإذاعة النيل الأزرق، وهناك اتصالات بيني وإدارة قناة الخضراءلأعمل مستشاراً للبرامج
٭ هل أنت مصادم؟
– لست من الناس المصادمين وهي فرصة لأقدم اعتذاري لمن اخطأوا في حقي، ولمن ظنوا بأنني اخطأت في حقهم

صحيفة اخر لحظة

Exit mobile version