أقر مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود، بأن الواقع الاقتصادي للصحف لا ينفصل عن واقع الاقتصاد الكلي، وان المعاناة واحدة، واستدرك أن الرهان على تدهور الاقتصاد بعد انفصال الجنوب خاسر، ورأى ان السودان تجاوز مرحلة الخطورة وان اقتصاده في طريقه للتعافي وكثير من البشريات تطل برأسها.
ودعا محمود في اللقاء التفاكري بين الحكومة والصحف بالقصر الجمهوري ظهر أمس، بحضور الناشرين ورؤساء التحرير، دعا الصحف لتوفيق أوضاعها الداخلية قبل مطالبة الحكومة بدعمها، وكشف أن كل الصحف السياسية تعمل بخط تحريري لا يهدف لإسقاط النظام عدا صحيفتين تعملان على مناهضة النظام بسياسة تحريرية واضحة ولكنهم يسمحون لهما بالعمل.
وفي الأثناء طالب رئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي الحكومة بالقيام بدورها المطلوب تجاه دعم الصحافة، فيما اتفق رؤساء التحرير على أن التوتر في العلاقة بين الحكومة والصحافة يعود لأن الحكومة ترصد فقط الانتقادات ولا تقدر الدور الوطني الذي تؤديه الصحافة رغم القيود التي تحاصرها.
وأبدى رئيس تحرير صحيفة مصادر (قيد الصدور) عبد الماجد عبد الحميد تخوفه من أن يكون اللقاء القصد منه ترضية رئيس الجمهورية (لأنو زعلان من الصحف)، وانتقد رئيس تحرير صيحفة الوفاق رحاب طه ما وصفه بسياسة المحاباة التي تنتهجها الحكومة إزاء بعض الصحف ورؤسائها (المدللين)، في حين أنها لاتلقي بالاً بأسعار الورق (المخنوقة) بالضرائب.
ومن جهته أبدى ناشر الانتباهة سعد العمدة استعداده للتخلص من صحيفته رغم أنها الأولى في التوزيع و(لوعن طريق مصادرتها من الأمن) (على حد تعبيره)، وذلك للظروف التي تعيشها الصحف وكون راتب الصحفي لايغطي 20% من احتياجاته، فيما اشار ناشر الوطن يوسف سيد أحمد لاهمال الحكومة للصحفي وحتى السكن العقاري الذي منح له في مناطق طرفية بالخرطوم، وطالب باطلاق سراح صحيفة التيار.
ومن ناحية جدد وزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف ان الحكومة والمؤتمر الوطني يتبنون شعاراً هو (ان الصحافة وطنية وهي تخطئ ولاتخون)، واكد ضرورة استمرار الحوار بين الحكومة والصحافة، فيما وصف رئيس مجلس الصحافة فضل الله محمد اللقاء التفاكري بأنه صحي.
وطالب ابراهيم محمود بان يكون الحوار بين الصحافة والسلطة جزءاً من الحوار الوطني الحالي، وكشف عن بشريات وقروض من المملكة العربية السعودية من شأنها ان تحقق طفرة اقتصادية.
صحيفة الجريدة