> يرشح في الأخبار الآن ما كان عندنا بالأمس نصيحة لشعب مصر.. أن سد النهضة يحميه الرضا الامريكي.. فأبحثوا بالتي هي أحسن عن كيفية احتواء آثاره.
> والسيسي يترأس دولة بدون برلمان ديمقراطي حقيقي فلا يستطيع أن يقول لواشنطن إن شعب مصر يرفض كذا.. وكذا.. وكذا.
> فشعب مصر رفض تقويض الديمقراطية.. وواشنطن دعمت تماماً تقويض الديمقراطية المصرية التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير المجيدة.
> السد لو كان أقامه السودان بهذا الحجم التخزيني في ولاية النيل الأزرق، يمكن أن تضغط مصر على الخرطوم بواشنطن.. وتطلق الاتهامات السخيفة عبر قناة الفراعين الفرعونية السخيفة بأن الإسلاميين يريدون تعطيش شعب مصر.. مع أن أغلبية الناخبين في شعب مصر الذين صوتوا للدكتور محمد مرسي من الإسلاميين والمتعاطفين معهم من الذين خافوا من الوضع العلماني على أسرهم ومستقبلهم.
> وأنت تلاحظ إمكانية تحريض البلطجية ومرتادي السجون على تجمع الإخوان المسلمين في ميدان رابعة.. لكن لم يكن ممكناً أن يستعين بهم الإخوان المسلمين ضد أنصار الانقلاب على الديمقراطية.
> وأنت بنفسك تستطيع أن تشرح لماذا. لما يستطيع العلمانيون الاستعانة بالبلطجية ولا يستطيع الإسلاميون؟!، لأن الطيور على أشكالها تقع.
> ونعود لسد النهضة وسد النية.. نية الحكومة المصرية في أن تقاضي أديس أبابا دولياً.. فإن إثيوبيا تبقى هي البلد الإفريقي المدلل عند الغرب من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
> فقد دللتها أوروبا واستثنتها من احتلال واستعمار القارة الإفريقية.. لتؤسس بذلك فكرة دولة شمال إثيوبيا مستقلة بعد خروج الاحتلال الإيطالي من إرتيريا.
> ويقول أبناء إرتيريا لو كنا جزءاً من إثيوبيا لما وطئت أرضنا أقدام الاحتلال.
> لكن روسيا دمرت إرتيريا تدميراً لصالح حكومة منقستو الذي أعلن شيوعيته.. فقضت روسيا المجرمة منذ عام 1917م وحتى الآن على مدينة نقفة الإرتيرية وخولتها إلى رماد.. ولذلك سميت العملة الإرتيرية نقفة تخليداً لذكرى هذه المدينة التي أبادها الشيوعيون المجرمون الروس، وقد كان الرئيس الروسي الحالي مجرم الحرب بوتن ضمن المخابرات السوفيتية وقتها.
> وبوتن اليوم يمارس نفس الهواية الشيوعية التي مارسها ضد شعب إرتيريا، في سوريا ضد أطفال ونساء الشعب السوري. فكل القصف الروسي في سوريا ضحاياه من المدنيين. والشيعي المجرم الأسد لا يهمه وحكومة طهران لا يهمها وحسن نصرالله زعيم حزب(اللاة) لا يهمه.. وحكومة بغداد لا يهمها.. والنيل أبو قرون لا يهمه.
> (دخلنا بحمد وطلعنا بخوجلي).. والأهم في الأمر هنا هو أن الرئيس المصري السيسي نصح حكومته وشعبه بأن يتعايشوا مع سد النهضة.
> فلا خيار طبعاً غير التعايش السلمي مع مشروع يحميه الرضا الأمريكي.
> مصر لا تملك خيارات لمواجهة سد النهضة.. و إلا ما كان السيسي وقع على وثيقة مبادئ سد النهضة.. والتوقيع عليها طبعاً يعتبر اعترافاً رسمياً.
> حزب الدستور المصري طالب أعضاء مجلس نواب الحكومة الانقلابية برفض إقرار اتفاقية إعلان المبادئ التي وقعتها مصر مع السودان وإثيوبيا.
> حزب الدستور هذا يغرد خارج السرب.. فليس أفضل الآن بالنسبة إلى مصر غير وثيقة المبادئ هذي.. فهي الخيار الوحيد الذي يسمح لها بأن تتابع الملء والتشغيل.
> حزب الدستور ينتفخ انتفاخاً (حلايبياً).. ويظن أن مصر التي حولها انقلاب السيسي إلى عميلة لواشنطن وإسرائيل تستطيع أن تؤثر على دولة تدللها واشنطن وإسرائيل وأوروبا.
> الفأس وقعت في الرأس.
والمطلوب كما قال السيسي هو التعايش. التعايش مع جرح الفأس بمعالجات تضمنتها وثيقة المبادئ .
> لكن الملاحظ أن إثيوبيا لا ترفض التعاون مع مصر في إطار وثيقة المبادئ التي حرض حزب الدستور
(الحالم) على رفضها.
> لكن العجب العجيب أن ينبري خبراء في الشؤون الإفريقية لاتهام إثيوبيا بسوء النية حينما أعادت جريان النيل الأزرق في مساره الطبيعي.
> فمتى إذن.. يريد هؤلاءالخبراء إعادة جريان النهر الى مساره الطبيعي حتى يكون الآن سوء نية.
> حتى الحكومة المصرية اعتبرت أن إعادة النهر الى مساره لا مشكلة فيه.
> لكن جماعة هاني رسلان يريدون أن يخاطبوا الداخل المصري بعبارات وهمية.. والداخل المصري المسكين فقد الديمقراطية والآن سيفقد (فائض) حصة بلاده من مياه النيل. فالأسوأ إذن.. فقدان الديمقراطية وليست المياه الزائدة عن الحصة المقررة.
غداً نلتقي بإذن الله..