ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺳﻴﺎﺳﻰ ﺣﺼﻴﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﺘﺆﺩﻯ ﺣﺘﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻰ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ..ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﻰ ﺃﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺣﺮﺍﻙ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻰ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﺟﻴﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺑﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺎﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻅﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻭﻣﺎﺗﺖ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﻭﺣﻜﺎﻡ ﻛﺜﺮ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ..ﻭﻳﻬﻤﻨﻰ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﻻﺣﻈﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣــﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ..ﺧﺬ ﻣﺜﻼ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﺮﺃﺓ ﻁﺮﺣﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻰ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻓﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺃﺑﺮﺯﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻰ ﻛﻨﻔﻪ ﻭﻧﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ، ﻓﻘﺪ ﺩﻋﻰ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺧﻀﺮ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻰ ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻯ (ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻰ). ﻭﻳﻘﻴﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻄﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻟﻌﻠﻰ ﻻ ﺃﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻥ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﻘﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﻟﻴﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﺬﻭ ﺣﺬﻭﻩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻨﺪﻕ ﻓﻰ ﺍﻻﺳﻢ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ – ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ- ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻓﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻓﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻓﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻁﻨﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺍﻧﺸﻘﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ..ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﺍﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﻘﻮﺓ ﺿﻐﻂ ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﺧﻴﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻛﻴﺎﻥ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺮﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻫﻰ ﺻﺎﻧﻌﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻓﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﻣﺠﺮﺩ ﺗﺎﺑﻊ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺄﻗﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﺮﻣﻰ ﺣﺠﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﺭﺻﻴﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺴﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺳﻴﺌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻮﻋﻰ ﻭﻧﻘﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ( ﺍﻟﻰ ﺑﺮﻳﺴﺘﺮﻭﻳﻜﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ) ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﻨﺪﻫﺶ ﺍﺣﺪ ﺍﺫﺍ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﻮﻻءﺁﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﻗﻮﻯ ﻓﻰ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ..