جددت الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور رفضها المشاركة في عملية الحوار الوطني التي دعا لها الرئيس السوداني عمر البشير، وأشارت إلى انحيازها التام لخيار اقتلاع نظام في الخرطوم لإسهامه في تحويل السودان لدولة فاشلة.
وطالبت الثورية في بيانين منفصلين بمناسبة ذكرى الاستقلال جرى تذييلهما بصفة رئيس الجبهة، أولهما حمل توقيع رئيس الحركة الشعبية -شمال، الفريق مالك عقار، والثاني ممهور باسم رئيس حركة العدل والمساواة، د. جبريل إبراهيم؛ القوى السياسية المعارضة بالوحدة والعمل على تضييق فرص بقاء حزب المؤتمر الوطني في سدة الحكم.
ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، عصفت خلافات حول رئاسة الجبهة الثورية بالكيان الذي يضم حركات مسلحة تقاتل الحكومة السودانية بإقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحالت الأزمة، دون التوصل لاتفاق حول آلية انتقال رئاسة التنظيم.
وتمسك رئيس الحركة الشعبية مالك عقار برفض نقل رئاسة الجبهة الثورية لرئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، وانقسمت تيارات الثورية تبعاً لذات الخلاف الى تيارين يؤيد كل منهما أحد الرجلين.
وألقى البيانان باللائمة على السياسات الإقصائية لحزب المؤتمر الوطني في الحالة المتردية التي وصلت إليها البلاد من حرب وفقر وعوز في ظل حالة من القمع السياسي والأمني.
ودعا بيان د. جبريل إبراهيم، إلى وقف الحرب بصورة فورية، تأسيساً على عملية سلمية تخاطب جذور المشكلة، وإطلاق الحريات العامة، وتمكين دولة الديمقراطية والقانون.
ولفت إلى أن مواصلة الخرطوم لسياستها العسكرية، واعتمادها على الآلة القمعية، واستمرارها في حوار مع الذات – في إشارة للحوار الوطني- بهدف تزييف إرادة الشعب؛ سيؤدي في نهاية المطاف لاندلاع انتفاضة شعبية.
ودعا جبريل المجتمع السوداني ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية إلى معالجة أزمة اللجوء والنزوح في الأقاليم التي تعاني ويلات الحرب وذلك بمعزل عن الأوضاع السياسية والعسكرية.
بدوره، رهن مالك عقار، دخولهم في تسوية سلمية مع الحكومة بمشاركة الأطراف السودانية كافة، نافياً الأحاديث الرائجة عن إبرام تفاهمات بين الحركة الشعبية – شمال والحكومة تفضي بمشاركتهم في عملية الحوار الوطني، وقال “هـذه ليست السفينة التي نرفع علم الحركة عليها”. مشيراً إلى تلك الفرى تصدر عن جهات ترغب في إحداث صدع بين الحركة ومكونات نداء السودان.
وطالب عقار القوى المعارضة بمزيد من الاصطفاف والوحدة حتى الوصول إلى وضع نهاية لنظام الإنقاذ.
صحيفة الجريدة