ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ـ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ـ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ((ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ )) ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺎﻫﺪ
ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ: ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ
ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻟﺰﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺃﻭ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺍ.ﻫـــــــ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ:
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ
ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺃﻟﻌﺎﺑﻬﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ
ﻣﻔﻌﻮﻻً ﺑﻪ ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺗﺠﻨﺒﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ “ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳَﺪﻋﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً
ﺁﺧﺮ .” ﻭﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
” ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ
ﻳﺨﻮﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻨﺴِﻴَﻨَّﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ﻓﻼ ﺗﻘْﻌُﺪ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ .”ﺍ . ﻫـ ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺃﻥ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺣﻲ ـ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ـ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ـ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ـ
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﻜﺮ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺇﻟﻴﻪ { ﻛﺒﺮﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﺇﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ
ﻛﺬﺑﺎ } ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﻟﻤﻮﺍﻻﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎً ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ
ﻳﻮﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ
ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ} ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻭﻳﺨﺎﻟﻄﻬﻢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻬﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺃﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﺧﻴﺮﺍً ﻟﺴﺒﻘﻮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
2/48 : ﻭﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ . ﻭﺭﺁﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻋﻴﺪﻩ
ﻭﻋﻮﻧﺎً ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻛﻔﺮﻩ . ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﻞ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﻻ
ﻟﺤﻤﺎً ﻭﻻ ﺇﺩﺍﻣﺎً ﻭﻻ ﺛﻮﺑﺎً ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛
ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺸﺮﻛﻬﻢ ﻭﻋﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ،
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺴﻼﻃﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ : ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ {ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ} ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻔﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﺼﻮﺍ ﺑﻪ،
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻜﺮﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ 2/348 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﺶ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺳﺌﻞ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ
ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺬﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ: ﻋﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﻞ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻡ ﻻ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ: ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﺬﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻗﺼﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﻴﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ .ﺍ. ﻫـ
ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻏﻠَّﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻟﻴﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﺳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﻭﺱ
ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻞ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻓﻴﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ
ﻭﺛﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺃ . ﻫـ
ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻧﺎ ﻓﻠﻢَ ﻻ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ
ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ؟ ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﺀ
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻬﻨﺌﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﺒﻴﺤﺔ ﺗﻬﻨﺌﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ، ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ
ﻻﺯﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻜﺎﻓﺌﻬﻢ
ﺑﺪﺧﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺜﻼ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺴﻘﻰ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺧﻤﺮﺍً ﺃﻳﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﺍﻟﺨﻤﺮ؟
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻈﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ.
ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ
ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻛﺰﻭﺍﺝ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ
ﻣﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .