بطانية كلوب وديسكو ناموسة) ..هذه هي اجابتي لكل من يسالني عن مكان قضاء احتفال راس السنة او كيفيته . لم يحدث في حياتي ان احتفلت به ولا حتى اسرتي الكبيرة او الصغيرة ..ولا اذكر أنني خططت لتمضيته سواء كان داخل المنزل او خارجه…واقصى ما كنت افعله لو اسعفتني عيناي وبقيتا مفتوحتين حتى منتصف الليل ..أنني كنت اتابع الاحتفالات في شتى انحاء العالم عبر الشاشة الصغيرة للتعجب مما يفعله البشر وهم يودوعون عاما لن يعود وينتقصون من عمرهم سنة كاملة بكل هذا الفرح . لماذا قلت هذا الحديث ؟ ذلك انه قد سئمت ذلك الضجيج والصخب عن التحوطات والتحذيرات من التفلتات والانفلات الأخلاقي الذي يحدث ليلة رأس السنة وما يصاحبه من افعال تبدو اقرب للصبيانية من رمي قارورات المياه والدقيق والبيض او كما يقولون. تقوم الدنيا ولا تقعد في المساجد ودور الامن ..خطب الجمعة منذ فترة ..تركت (الجيش والمماليك).. وتفرغت لرأس السنة ..وتم وسم الأمسية بليلة الشرور والاثام ..وفجاة اصبح السودان كله معافى ولا يعاني من شئ غير هذه الليلة التي اذا مرت بسلام سينصلح الحال ونعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات. ما الذي يحدث في رأس السنة ولا يحدث في غيرها من الأيام ؟؟ أعتقد وبعض الاعتقاد يمكن مناقشته …أن الذي يرتكب الرذيلة يفعلها في اي يوم ولا يشترط زمنا محددا …عندما تم أغتصاب ناريمان الصغيرة !!!..لم يكن في رأس السنة …عندما استدرج ذلك الاستاذ طالبته الى المدرسة وافترسها بوحشية لم يكن في رأس السنة!!…عندما تم بيع الدجاج النافق لم يكن في رأس السنة!! عندما اكل بعضنا لحم الحمير ..لم يكن في رأس السنة ..عندما تم اختلاس ملايين الاموال من خزنة الدولة وعلى عينك يا تاجر لم يكن في رأس السنة!! ..حتى عندما تم التحلل من تلك الاموال لم يكن في رأس السنة!! …فما بال القوم تركوا كل السنة وتكاكأوا على نهايتها؟؟؟؟. التاريخ حمل لنا وجود من يخالفون القانون طوال الوقت ..حتى زمن النبوة لم يخلو من مرتكب للأثام ولذلك وضعت الحدود الرادعة …يعني ان كل زمان يحمل الصالح والطالح …فلم يسجل لنا التاريخ حتى لحظة كتابة هذه السطور زمنا خلا من مخالفي القانون او المتفلتين ..ولكن في المقابل سجل لنا التاريخ زمنا اقيم فيه العدل وشبع فيه الناس حتى نثرت الحبوب على رؤوس الجبال لاكل الطير…وبذلك انتشرت الفضيلة وتبارى الناس في فعل الخير. سؤال موجه لاؤلئك الذين بح صوتهم في موضوع رأس السنة …(كم عدد الذين يحتفلون برأس السنة بتلك الصورة التي لا ترضي هذه الجهات؟؟ مليون؟ مليونين؟ كل الخرطوم تخرج في ذلك اليوم؟؟؟ )…هناك يا سادة يا كرام عشرة أضعاف هذا العدد مبعثرين في بقاع الوطن وقراه البعيدة .. لا يعرفون رأس السنة من أسفلها…لا يهمهم بداية السنة او نهايتها …لا وقت لديهم للاحتفال والمرح… ببساطة لانهم مشغولين بتوفير لقمة العيش لافواه الصغار المفتوحة ….مهمومين بجمع مبلغ لدراسة الاولاد …وعقولهم تعمل جاهدة لايجاد طريقة لعلاج الصغير المريض …واذا وجدوا زمنا ما ..سيخلدون الى أسرتهم مرهقين من اثر العمل والكد طوال النهار. اولئك الذين تغنى لهم العطبراوي رحمه الله (وهناك اسراب الضحايا الكادحون..العائدون مع الظلام من المصانع والحقول ..ملاؤا الطريق….) ..متى يخرج ولاة الامر رؤوسهم من الخرطوم بل من مناطق محددة في الخرطوم ويشرأبوا باعناقهم الى الاطراف؟؟ ..الى أؤلئك الذين يقتلهم البرد والجوع والمرض!! …الى أؤلئك الذين يفتك بهم الجهل قبل الأوبئة!!….الى .اؤلئك الذين لا يعرفون متى تبدا السنة ومتى تنتهي؟ متى يحين ذلك الوقت؟؟؟ ..و مسجل ادم يصدح (مرت سنة وعادت سنة ..وانا يا زمن زي ما انا).
د. ناهد قرناص