*لاأخفي إعجابي وتقديري للإمام الصادق المهدي رغم أنني لست ملتزماً بحزب الأمة القومي الذي يرأسه و لست منتمياً لكيان الأنصار الذي أحترمه وأقدر إجتهاداته ومساهماته في الداخل والخارج.
*لا أنكر أيضاً فضل الإمام الصادق في تعزيز إيماني الذي نشأت على هديه واقتناعي بالديمقراطية منهجاً للحكم بعد التجارب الفاشلة التي أرادت حكم السودان بالقوة بوصاية دنيوية ثبت فشلها وبادعاء وصاية دينية لايملكها إلا الرحمن الرحيم .
*لذلك أحرص على متابعة إنتاجه الفكري ومساهماته السياسية التي تزداد حكمة وعقلانية كلما تقدم به العمر سائلا المولى عز وجل أن يبارك له في مقبل أيامه وأن يمنحه الصحة والعافية كي يكمل مشواره بيننا ومعنا ولنا.
*أقول هذا بمناسبة المحاضرة القيمة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي بمركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي بالقاهرة قبل أيام بعنوان “حقوق الإنسان الإسلامية والعالمية .. مقارنة ومقاربة” التي جاءت في وقت تحتاج البشرية جمعاء لتعزيز القيم والمبادئ الاسلامية والعالمية التي تحمي حقوق الناس أجمعين.
*لن أشغلكم بحديثه عن تطور الفكر الإنساني فيما يتعلق بحقوق الإنسان التي شملت كل مناحي الحياة العقدية والعملية والإجتماعية‘ لكنني سأركز على اجتهاده الذي لم يفتر بحمد الله وتوفيقه في إثبات أنه لاتعارض بين حقوق الإنسان التي وضعها البشر وبين حقوقه التي أقرها الله سبحانه وتعالى في نصوص الوحي الإسلامي – عدا تلك التي تناقض الفطرة الإنسانية كحقوق المثليين في المجاهرة والزواج – .
*أعاد الإمام الصادق المهدي للأذهان أنه سبق وأوضح بالتفصيل في دراسة نشرها عام 1998م أنه لايوجد تناقض بين مبادئ وأحكام الإسلام والإعلان العالمي لحقوق الإنسان‘ وبين كيف أن الذين يعترضون على معاهدات منظومة حقوق الإنسان العالمية هم فقهاء يتبعون فهماً للقران خالياً من التدبر وفهماً للسنة النبوية دون الرجوع إلى صحة متنها بالقياس لنصوص القران الكريم.
*أكد الإمام مجدداً ان نصوص الوحي الإسلامي منذ 14 قرناً متضمنة هذه الحقوق لكن لم يعمل بها بسبب الركود الفكري وتغييب العقل البرهاني وتحكم الفقه الصوري وطغيان الاستبداد السياسي القائم على التغلب لا الشورى والحرية والعدالة.
*أوضح الإمام الصادق إن الإسلام أقر بكرامة الإنسان بغض النظر عن ملته” ولقد كرمنا بني ادم” واعترف بالتعددية الدينية ” لكم دينكم ولي دين” وبالتنوع الثقافي والتعايش السلمي بين الناس” واختلاف ألسنتكم وألوانكم”
* ما أحوجنا لمثل هذا الفهم الصائب لجوهر الإسلام خاصة في ظل تنامي تيارات تغييب العقل البرهاني وتحكم الفققه الصوري وطغيان الاستبداد السياسي التي أفرزت جماعات الغلو والعنف والتكفير باسم الإسلام البرئ من فعالهم.
*ماأحوجنا للإسترشاد بهذه القيم والمبادئ السمحة التي تحفظ ديننا وتحمي الإنسانية من الغلاة والبغاة والإنكفائين والإرهابيين الذين يقتلون الناس ويخربون الديار بدلا من نشر السلام والخير والعدل والمحبة بين الناس أجمعين.