ارتفاع حاد في أسعار الدقيق بدولة جنوب السودان.. والرغيفة تصل لـ(2) جنيه

مجموعة من قوات حفظ السلام الهندية من بعثة الأمم المتحدة بدولة جنوب السودان شرعوا في رحلة استكشافية لتسلق جبل كليمنجارو لنقل رسالة سلام والاستقرار في إفريقيا، وبحسب قائد الفريق العقيد دبلورد فيرك، فإن الفريق يضم اللواء فيكاش كومار والرائد ليفيو جوري، وسوف يصلون إلى أعلى قمة في قارة إفريقيا لرفع علم الأمم المتحدة على قمة جبل كليمنجارو كرسالة سلام للقارة. وكما ذكرت إذاعة مرايا (اف ام) ، فإن رحلتهم من أجل السلام الهدف منها إحلال السلام في جنوب السودان وتسلقهم رمزي لدعم جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام والاستقرار بشكل عام في إفريقيا، لكن بشكل أكثر تحديداً لدولة جنوب السودان. فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.

ارتفاع الدقيق
كشف مدير مخبز كتور بحي كتور كير ديينق، بأن هنالك أزمة في ارتفاع أسعار الدقيق مما أدى إلى زيادة سعر الرغيف، وقال أمس، إن سعر الرغيفة الواحدة أصبح بـ «2» جنيه بعد أن كانت الرغيفتان بواحد جنيه. وقال ديينق بأنهم كأصحاب مخابز يواجهون تحديات كبيرة، موضحاً في الوقت ذاته بأن معظم المخابز تعاني من نفس المشكلة. وأوضح بأن المخبز كان يقوم بصناعة أكثر من 20 عجينة في اليوم الواحد في السابق والآن أصبحت معظم المخابز تقوم بصناعة أقل من 10 عجينات في اليوم الواحد، كاشفاً عن إقبال من المواطنين على شراء الخبز على الرغم من انعدام الدقيق وارتفاع أسعار الخبز.
عودة بول ملونق
عاد رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان بول ملونق أوان من مسقط رأسه بولاية شمال بحر الغزال بعد احتجاجه على استقبال وفد المقدمة للحركة الشعبية في المعارضة الذي وصل إلى جوبا يوم الاثنين، حسبما ذكر مصدر عسكري، وقال مصدر عسكري -فضل حجب اسمه- إن ملونق عاد الى جوبا مساء أول أمس الثلاثاء من مسقط رأسه ملوال أكون بولاية شمال بحر الغزال بعد وصول وفد المقدمة، وكان مصدر عسكري رفيع قد زعم أن ملونق رفض أن يكون ضمن الوفد الحكومي لاستقبال وفد المقدمة للمعارضة، وأشار المصدر إلى أنه قام بتوجيه جميع الضباط العسكريين لعدم حضور استقبال الوفد وهدد باتخاذ إجراءات إدارية صارمة ضد كل من يخالف هذه التوجيهات. فيما قال مصدر حكومي رفيع أن ملونق أعرب عن احتجاجه لتوجيهات الرئيس سلفا كير للمسؤولين الحكوميين باستقبال وفد المقدمة للحركة الشعبية في المعارضة. وكان كير قد وجه الحكومة باستقبال وفد المقدمة للمعارضة المسلحة بغض النظر عن حجم الوفد.
الإفراج عن المحتجزين
قال محافظ مقاطعة المابان بأعالي النيل لوك سعدالله دينق إن المعارضين بمنطقة واط التابعة لأكوبو بولاية جونقلي قد أطلقوا سراح خمسة من المدنيين بينهم ثلاثة يوغنديين تم إنزالهم من طائرة تتبع لشركة كينية كانوا في طريقهم من المابان الى جوبا، الأمر الذي أكده المعارضون، وقال سعدالله دينق إن المحتجزين وصلوا الى جوبا بسلام لكن تمت مصادرة ممتلكاتهم والنقود التي كانت بحوزتهم، مبيناً أن سلطات المعارضين في المنطقة استجوبوا المسافرين ومن ثم حبسهم حتى تمكنت السلطات الحكومية وشركة الطيران المعنية من إجراء اتصالات مع سلطات المنطقة لإطلاق سراحهم. من جانبه أكد الناطق باسم المعارضة المسلحة مناواة بيتر جاتكوث، إطلاق سراح المحتجرين بواسطة السلطات في منطقة واط، مضيفاً أن السلطات المحلية هناك أوقفت المسافرين بحجة أنهم لا يمتلكون وثائق ثبوتية وقد أطلق سراحهم بعد التأكد من خلوهم من أية شبهة.
اجتماعات مفوضية المراقبة
انطلقت اجتماعات مفوضية مراقبة وتقييم اتفاق السلام بجنوب السودان التي تستمر حتى اليوم (الخميس) التي يتخللها تشكيل بعض المؤسسات المشتركة الخاصة بتنفيذ اتفاق السلام، وفي الخطاب الذي ألقاه رئيس المفوضية فيستوس موقاي في افتتاحية هذه الاجتماعات أمس، رحب فيه بوصول وفد المقدمة للحركة الشعبية في المعارضة معتبراً الخطوة بأنها فاتحة قوية في تنفيذ اتفاق السلام، وعدَّد موقاي أجندة اجتماعات المفوضية، والتي خلالها سيتم إنشاء مفوضية وقف إطلاق النار العسكرية المشتركة، ومركز العمليات المشتركة، وكذلك اللجنة القومية لمراجعة الدستور، وقال الأمين العام للحركة الشعبية في المعارضة ضيو مطوك إن الاجتماع التئم بحضور طرفي الحكومة والمعارضة دون القوى السياسية الأخرى وقوى المجتمع المدني الموقعة على اتفاقية السلام، وأوضح مطوك أن المفوضية استمعت الى تقرير المفوضية المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار عقب تقديم مقترحات من الأطراف المختلفة لوقف إطلاق النار، مبيناً أن المفوضية وجهت بضرورة عقد اجتماع عاجل لمفوضية وقف إطلاق النار المشتركة، كما وجهت بضرورة عقد اجتماعات اللجنة القومية لمراجعة الدستور والعمل على ضررة الإسراع في تضمين الاتفاقية فيه، وتشكيل مؤسسات الحكم المختلفة في أقرب وقت ممكن، مضيفاً أنه سينعقد اليوم الاجتماع الخاص باختيار الوزارات المعنية لكل طرف والتي ستشغلها في الحكومة الانتقالية.
من جانبه وصف إدموند ياكاني مدير منظمة تمكين المجتمع من اجل التقدم (سيبو) بجنوب السودان وصول وفد مقدم الحركة الشعبية في المعارضة الى جوبا بالخطوة متقدمة جدا في تنفيذ إتفاق السلام ورجح أن تتخذ مفوضية المراقبة والتقييم لسلام جنوب السودان بضم ممثلي المجتمع المدني والقوى الأخرى الى المفوضية التي يترأسها الرئيس البتسواني السابق فيستوس موقاي، وقال ياكاني إن غياب وفد المعارضة الى جوبا هو ما أدى الى تأخير تنفيذ اتفاقية السلام وتشكيل المؤسسات الواردة فيها بما في ذلك الحكومة الانتقالية والذي كان من المفترض أن يتم في الفترة ما قبل الانتقالية والمحددة بتسعين يوم من تاريخ التوقيع على اتفاق السلام منذ ديسمبر الماضي، مضيفاً أن وجود المعارضة بجوبا سيلعب دور إيجابي في تغيير لغة العنف بين الجانبين. بجانب كما يمكن شعب جنوب السودان ومنظمات المجتمع المدني فيه من محاسبة الأطراف في ما يتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام.
خبيرة تكشف التفاصيل
قالت الخبيرة الإستراتيجية المصرية الدكتورة أماني الطويل، إن زيارة عمر كوناري مبعوث جنوب السودان إلى القاهرة ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، هدفها دعم اتفاق السلام في جنوب السودان، منوهة إلى أن الخط السياسي لمصر هو دعم الاستقرار السياسي للدول الشقيقة. وأضافت في مداخلة هاتفية مع برنامج «صباح أون» الذي يقدمه الإعلامي خالد تليمة، المذاع على فضائية «أون تي في» إن زيارة كوناري للقاهرة مهمة للغاية لأنها تناولت تطور العلاقات المصرية الإفريقية، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي أطلع كوناري على آخر التطورات في ملف سد النهضة الإثيوبي. وتابعت أن مصر تحاول أن توطيد علاقتها بأشقائها الأفارقة، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد لكوناري أن مصر ستظل يدها ممدودة لأشقائها الأفارقة.
دول الترويكا ترحب
رحبت دول الترويكا والتي تضم أمريكا وبريطانيا والنرويج بقرار حكومة جنوب السودان القاضي بتعويم سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، وفي البيان الذي أصدرته المجموعة، ذكرت فيه إن الفرق الذي كان بين سعر الصرف الرسمي وغير الرسمي للجنيه الجنوبسوداني مقابل الدولار عمَّق من حجم الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الكثير من مواطني جنوب السودان ولم يكن سيصمد. تعويم سعر الصرف سوف يسمح بتوافر العملة الأجنبية واستقرار أسعار الكثير من السلع في المدى الطويل. وكما أعلنت حكومة جنوب السودان سوف تكون هنالك بعض التحديات المباشرة، ونحن نعتقد أن هذه الخطوة ينبغي أن يستفيد منها الغالبية العظمى من المواطنين على مر الزمن. وقد ذكرت المجموعة في البيان إن الترويكا ترحب بهذا القرار باعتباره إشارة إلى التزام قادة جنوب السودان لرسم مسار تجاه الإصلاحات الاقتصادية. سعر الصرف وحده لا يمكن أن يدعم الاستقرار الاقتصادي، وسوف تحتاج إلى أن تكون هنالك إدارة قوية للمال العام والاستثمارات الأفضل والأكثر استهدافاً، وممارسة قدر أكبر من الشفافية والمساءلة التي تؤدي إلى اقتصاد مستدام يوفر فرص لجميع مواطني جنوب السودان. الترويكا سوف تستمر في دعم شعب جنوب السودان في سعيهم لخلق مستقبل أكثر ازدهاراً وسلاماً. وفي سياق منفصل عرض البنك المركزي لجنوب السودان قيمة 20 مليون دولار بمقابل 16،67 جنيه للدولار في مزاد علني لكنها لم تلبِ الحاجة في سوق العملات، مما أدى الى تراجع الجنيه مقابل الدولار في السوق في السوداء. وأوضح مسؤولون في البنك المركزي ومروجي العملات أن المزاد استبعد اثنين من أكبر البنوك التجارية الأجنبية في البلاد، بينما شارك عدد «22» بنكاً تجارياً من جملة «28» بنكاً تجارياً بجنوب السودان.
مواطنون يطالبون الحكومة
تفاجأت عندما ذهبت إلى السوق كالعادة لكي أقوم بشراء محتويات خبائز العيد والحلويات فكان بحوزتي مبلغ مقدر والذي كان في اعتقادي سيلبي كل احتياجاتي، ولكنني اندهشت عندما سألت عن أسعار المواد الغذائية فانزعجت حينها حتى تركت ما أتيت من أجله ورجعت فارغة الأيدي إلى المنزل، لأن مابحوزتي لايكفي لشراء أي شيء فتخيلوا سعر الدقيق للظرف الواحد أصبح بـ50 جنيهاً والزيت بـ500 جنيه، ألا تدهش هذه الأسعار المواطن البسيط؟ كما لا أعلم ألا ترى الحكومة ما يحدث بالأسواق أم إنها لم تتأثر بالغلاء؟. هكذا بدأت المواطنة سوزي حديثها عن ارتفاع الأسعار بالأسواق، وطالب بعض المواطنين الحكومة بالتدخل الفوري لحل الأزمة الاقتصادية، معربين عن تضررهم من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بصورة كبيرة بالإضافة إلى انعدام المياه داخل الأحياء السكنية وانعدام الرغيف في الافران بجانب ارتفاع سعر القطعة الواحدة إلى اثنين جنيه. وأوضح مواطنون أن الأزمة الاقتصادية تضاعفت بعد قرار البنك المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بتعويم سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازي ، مما أدى إلى إغلاق بعض المتاجر ورفع أسعار المواد الاستهلاكية بسبب انعدام الدولار وارتفاعه بالبنك المركزي على حد قولهم. وتقول فلفة طوني فتاة بسن المراهقة إنها لم تستطع شراء أي شيء بهذا العيد نسبة لارتفاع أسعار الملابس والأحذية بصورة غير طبيعية، وأوضحت أن سعر الفستان كان بـ150 -200 جنيه،أصبح الآن بـ500 إلى 600 جنيه ناهيك عن سعر الأحذية التي تصل حوالي 400 جنيه، ومضت: كيف استطيع شراء احتياجاتي والأسعار بالسوق نار فوالدي لا يملك المال الكافي لكي يلبي كل احتياجاتي أنا وبقية أخواتي لذلك ربما سيمضي هذا العيد فقط بالصلاة والفرحة من داخل القلوب ولكن ليس بشراء الملابس والحلويات. وتتمنى فلفة أن تنخفض أسعار المواد الاستهلاكية والملبوسات بالأسواق حتى تعم الفرحة بوجوه الجميع. وكان مواطن آخر يدعى دينق يتجادل مع أحد التجار بسوق كنجو كنجو حول سعر الدقيق إذ قال له التاجر أن الجوال أصبح بـ125 ألف، فاستغرب دينق من هذا الأمر معتبراً أن التاجر يحتال عليه بحجة الدولار، فاقتربت منه وسألته عن سبب جدالهم فقال لي وهو غاضب إن ما يحدث بالسوق غير معقول فكيف ترتفع أسعار المواد الاستهلاكية لهذه الدرجة؟، ومضى قائلاً: كانت الأسعار بالسوق مرتفعة من قبل ولكن منذ إصدار البنك المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي تعويم سعر الدولار مقابل الجنيه ارتفعت الاسعار بالسوق لدرجة غير معقولة، فلا أعلم كيف يعقل أن يتم إصدار قرار كهذا والكل يعلم أن جنوب السودان تعتمد على الدولار لأن دولتنا غير منتجة فكل شيء يتم استيراده من الخارج لذلك بهذا القرار أرى أن الحكومة قد فرضت على الشعب أشد العقوبات، فبدلاً من أن تخفف العبء على شعبها الضعيف أصبحت تتحكم في أكل عيشها كما تريد، وما أطلبه حقاً وأتمنى أن تسمعه الحكومة هي أن تتنازل عن قرارتها الصارمة تجاه شعبها وإلا فسيحدث دمار وشيك على ملايين المنازل. بينما تقول نادية -موظفة حكومية- إن راتبها أصبح كحافز مقارنة بما تشهده الأسواق من ارتفاع أسعار، وأوضحت: راتبي الشهري أصبح لايلبي لي نصف احتياجاتي فالآن عربات المياه بالاحياء ارتفع سعرها لـ20 جنيهاً والرغيفة الواحدة بـ2 جنيه لاسيما سعر المواصلات فأقل سعر يمكن أن يدفعه للسائق هو 10 جنيهات غير ذلك لا تستطيع الذهاب إلى العمل فانظروا كيف سيتدبر المواطن الموظف أمره مع هذا الغلاء، ولاسيما المواطن البسيط الذي يلتقط لقمة عيشه بأرزاقه اليومية. وترى نادية أن هذا الوضع سيؤدي إلى مجاعة وشيكة ستضرب البلاد بسبب قرارت الحكومة الطائشة -على حد وصفها – دون مراعاة حياة المواطن البسيط، واضافت : وقف الجميع ضد قرار الحكومة وترجوها لسحب قرارها ولكن دون جدوى فهل يريدون أن يخرج الشعب إلى الشارع أم ماذا؟.
ومن جانبه يقول أحد التجار ويدعى أحمد أن قرار البنك المركزي جعل الكثير من التجار يغلقون محالهم التجارية بسبب انعدام رأس مالهم وندرة الدولار بالسوق الأسود وارتفاعه، وقال إن بعض التجار قرروارفع أسعار بضائعهم ليس من أجل الأرباح، بل كي يجدوا على الأقل رأس مال يمكنهم من جلب بضائع أخرى، واضاف: ولكن مايواجهه التجار من تحدٍ يكمن في عدم استيعاب المواطنين نتيجة قرار الحكومة بتعويم سعر الدولار لذلك تجدهم يصرخون كما أن هنالك البعض من التجار قد فقدوا زبائنهم جراء الارتفاع.

الانتباهة

Exit mobile version