٭ اشتهر وسط زملائه في دائرة المباحث الجنائية بأنه صاحب كاريزما وشخصية قوية، ولم تقف في طريقه قضية جنائية معقدة إلا وقام بفك طلاسمها، الأمر الذي ربما يكون سبباً مباشراً تسبب في مقتله في جريمة أقل ما توصف به أنها بشعة .. المساعد شرطة علي حسن حسين الشهير (بود الصول).
٭ الميلاد والنشأة
علي حسن حسين: تقول شهادة ميلاده إنه ولد في العام 1969م بمنطقة تنقاسي بمحلية مروي بالولاية الشمالية، والده حسن حسين كان يعمل مساعداً بقوات الشرطة، والدته آمنة محمد علي قتلت معه في الجريمة البشعة، درس المرحلة الابتدائية بمدرسة بيت الأمانة بأم درمان، ثم الثانوي بمدرسة الأميرية الثانوية، بعد أن انتقلت الأسرة للخرطوم والسكن بإشلاق الملازمين – نسبة لظروف عمل والده – ثم التحق بقوات الشرطة في نهاية الثمانينات، وحصل على ترقيات وصفت بالسريعة إلى أن وصل لرتبة مساعد، متزوج وانفصل عن زوجته ولديه ابن واحد عمره (8) سنوات، يدرس بالصف الرابع، لديه عدد من الاشقاء والشقيقات.
٭ ماهر في عمله
رئيس المباحث اللواء عبد العزيز حسن عوض قال عن المرحوم ود الصول أثناء تشييع جثمانه، لانقول إنه من أفضل رجال المباحث في السودان، ولكنه هو الأفضل عليهم، ووصفه بـ «الراجل»، وقال أقل ما يمكن أن نقدمه له أن نقبض على المجرم الذي قام بقتله .. أما شقيقه الوحيد محمد حسن حسين الذي قدم من المملكة العربية السعودية أمس الأول، قال إن الفقيد التحق بالعمل بالمباحث منذ (29) عاماً رغبة منه وإعجاباً بوالده الذي كان يعمل في ذات المجال .. ولقب ود الصول جاء من عمل الوالد، وقال إنه لايملك منزلاً إلى الآن.
٭ آخر قضية
وكانت آخر قضية جنائية فك طلاسمها الراحل ود الصول- والتي ربما تكون رسمت النهاية لحياته – أن شارك في عملية أطلقت عليها الشرطة عملية (ساري الليل) التي ألقى القبض فيها على عصابة سرقت مبلغ (470) ألف جنيه من السوق الشعبي أم درمان، وتم استرداد المبلغ في زمن وجيز لم يتجاوز الخمس ساعات.
٭ رواية أخرى:
وهناك رواية أخرى حول العملية التي بسببها لقي ود الصول مصرعه هو ووالدته يتناولها الشارع العام، والتي تشير إلى أن عملية القبض على عصابة تتاجر في المخدرات دفعت المجرمين لارتكاب جريمتهم انتقاماً منه .. أما شقيقه فقد ذكر أن بعض المجرمين الذين ألقى القبض عليهم توعدوه بالقتل حال عدم شطب البلاغ في مواجهتهم، وتوقع أن يكونوا هم الذين نفذوا الجريمة.
٭ نهاية بطل:
وروى شقيق الشهيد ود الصول محمد تفاصيل صباح يوم الحادث بأن الشهيد كان بالمنزل برفقة والدته، وكان يجلس في الصالون، وهجم عليه الجناة، حيث دخل معهم في معركة عنيفة، قاومهم فيها إلى أن تحطم أثاث الصالون، وفي أثناء محاولته لأخذ مسدسه الذي كان تحت فراشه سقط منه على الأرض بين الحائط والسرير خلال العراك، وقد تمكن المجرمون من تسديد(17) طعنة له أثناء محاولته رفع المسدس، وفي تلك الأثناء دخلت والدة الشهيد التي سمعت الضجة، وحاولت الدفاع عن ابنها إلا أن المجرمين قاموا بقتلها نحراً من الوريد للوريد، في جريمة بشعة غابت عنها الانسانية، وأكد شقيقه أن الجيران لم يسمعوا الضجة، ولم تكتشف الجريمة إلا عند الساعة العاشرة.
رسمه: محمد أيوب
اخر لحظة