خالد حسن كسلا : جهاز الأمن .. حوار التأصيل

> دعوة الى الله.. يقدمها جهاز الأمن والمخابرات الوطني على لسان مديره العام من خلال (السوداني).. الى كل صحافي سودادني تحثه على قول الحق ولو على نفسه.. وتحضه على انتقاد ممارسته والاعتراف بأخطائه.
> دعوة تلفت النظر الى أن الصحافي ليس معصوماً من الخطأ.. وإنه من الطبيعي أن يخطئ مثله مثل سائر البشر.
> والصحافي بالطبع ليس استثناءً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
> ومدير جهاز الأمن السيد محمد عطا يسوق مثالاً لأخطاء بعض الصحافيين بواقعة إيقاف مسلسل بيت الجالوص الذي يعبر عن حالة استثنائية في الوسط الصحافي لكن بطريقة تصور أن الحالة عادية وهذا خطأ. المسلسل الذي استحق به الإيقاف الفوري طبعاً.
> ولو كانت فكرة المسلسل تقوم على تنقية العمل الصحافي المشهود له منذ أيام أبي الصحف محمد يوسف هاشم، لكانت الفكرة إصلاحية مقبولة يقبلها كل صحافي طبعاً.
> والفكرة الإصلاحية في كل مؤسسة او جهاز او ديوان، خدمة تكون مقبولة لأن كل هذه الجهات لا تستثنى من الحديث الشريف آنف الذكر.
> ففي أية مؤسسة في الدنيا تقريباً، حوكم بعض منسوبيها بأحكام تصل عقوبتها الى الإعدام.. فكل ابن آدم خطاء.
> وجهاز أمن في حكومة تطبق الشريعة الإسلامية ليس غريباً عليه أن يدعو الى أدب النقد الذاتي والاعتراف بالخطأ.. فكل ابن آدم خطاء.
> ونفس هذه النصيحة القيمة من السيد مدير الأمن نتمنى أن يستفيد منها منتجو الأعمال الدرامية.. فلا يحولوا الحالات الاستثنائية الى ظاهرة.
> وهو الخطأ في فكرة مسلسل «بيت الجالوص».. فقد صمم عليها العمل الدرامي كما كان يصمم بعد انتفاضة 6 أبريل 1985 ليوحي بأن أمن الرئيس نميري عليه رحمة الله كان بواسطة (كل) أفراده يعذب المواطنين.
> ربما التلفزيون القومي في أرشيفه يكون محتفظاً بهذا العمل الدرامي الذي أنتجه عام1985م
> نصيحة مدير الأمن مقبولة وعلى رؤسنا ما دامت ذات أصل في الدين.. لكن التخلف الدرامي يحتاج لمعالجة حتى لا نصور للناس الأشياء بغير ملامحها الحقيقية.
> ثم الشيء الثاني المهم في حوار مدير الأمن والمخابرات، هو حثه للشعب على احترام ودعم وتقدير القوات المسلحة ذات الأدوار المشرفة والبطولات والتضحيات التي بها توفر للمواطن الأمن والاستقرار.
> ويأتي بعض قادة التمرد يحدثنا منتشياً بالعمالة الخبيثة عن ضرورة هيكلة الجيش رغم أنه يعرف أن أكثر جيوش العالم انضباطاً هو الجيش السوداني.
> ولأنه يعرف هذا يرى استحالة هزيمته بسلاح التمرد رغم دعم واشنطن وإسرائيل ويوغند وجنوب السودان.
> والدعوة التمردية الى هيكلته تبقى فكرة في إطار الاجندة التآمرية الاجنبية لكي يسهل انهياره مثل جيوش دول كثيرة تآمر عليها الاعداء.
> لكن القوات المسلحة التي تحمي نظاماً انتخابياً بقوانين ليست هندية ولا بريطانية.. وهذا سر التآمر على البلاد.. تبقى أذكى مما يحاك ضدها في اجتماعات الجبهة الثورية مع العناصر الامريكية واليهودية.
الدولار والحالة النفسية
> يمكن أن تكون للدعاية الزائفة أثرها في ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية او السوداء.. إذا افتقرت البلاد الى العملة الصعبة واستفاد بذلك تجار العملة الذين يستفيدون من اهدار الدولار في استيراد ما لا يسمن ولا يغني من إنتاج.
> فالعامل النفسي يكون دوره بعد تقصير الدولة في واجبها الوطني حينما توفر الدولار لاستيراد غير الضروريات.
> لو الحكومة رفضت التحويل دون أن تضمن أن العائد في العملية التحويلية مضاعف.. ستنتهي حكاية (الحالة النفسية) هذي.
غداً نلتقي بإذن الله…

Exit mobile version