شيبوب ابن المريخ وشيبوب ابن شداد

من ألطف التعليقات الظريفة التي سمعتها تعليقاً على فيلم الآكشن المثير الذي لعب دور البطولة المطلقة فيه لاعب المريخ (الهاوي) ويمكنك أن تقرأها (الحاوي) شيبوب، هو قول أحد الساخرين (شيبوبكم دا أصلو هو شيبوب ابن شداد)، وقد صدق، فحكاية شيبوبنا هذا تعيد في جانب منها حكاية شيبوب سيد الاسم ابن شداد مع أمه، وهو للعلم أخ الشاعر المعروف عنترة بن شداد ومساعده واشتهر برماية السهم والقوس، ويقال إنه كان عداءً سريعاً جداً إذا عدا لحق بالغزلان، وهكذا كان شيبوبنا الذي برع في العدو بين الأزقة والشوارع مراوغاً مطارديه والقفز من البنايات الشاهقة في رشاقة الغزال والتنقل بين الأمصار والأقطار كانتقال القردة من فرع الى فرع، بينما يشتد وطيس الحرب حوله بين من يريدون الإمساك به، وتكونت لأجل الظفر به غرف عمليات دولية وجردت التجريدات القتالية تحت مسميات مثيرة مثل عملية الذراع الطويل وهو مسمى من إنتاج المرحوم د. خليل، وحشدت لمتابعته عناصر أمن واستخبارات وجيشت الكتائب وما اليها من مشاهد تبز أقوى أفلام الكابوي، ومنها ما يذكر بحكاية شيبوب ابن شداد مع أمه والتي أدخلنا عليها بعض التحويرات التي يقتضيها الفيلم والحكاية تقول…
جرى الحوار التالي في طرف الخيمة بين شيبوب وأمه زبيبة التي كانت تلطم وجهها وتنثر التراب على رأسها ويملأ نواحها الآفاق. بينما جلس شيبوب متكئاً على بقايا جلد خروف تحت جنبه الأيمن يرقب مشهد قبيلته بني مريخ الذين أنهوا مفاوضات عسيرة ولكنها ناجحة في اللحظة الحاسمة.
تنبه شيبوب إلى نواح أمه فسألها:
أماه ما يبكيك، ولماذا كل هذا العويل؟
أجابته باكية: ألا ترى أن الغزو في ديار بني مريخ يا شيبوب؟.
رد شيبوب باستنكار: وما علاقتك أنت بالغزو؟
أجابته باكية: كيف تسأل ما علاقتي بالغزو الذي يجوس ديار بني مريخ، ألن يأخذوا أغنامنا؟ ألن يسبوا النساء؟ ألن يذلوا الرجال؟
سأل شيبوب أمه: وماذا كنت في بني مريخ يا أماه؟
أجابت: عبدة” يا بني
سألها شيبوب: وما ذا ستصبحين بعد الغزو الهلالي يا أماه؟
أجابته: أمة يا بني؟
سألها شيبوب: ماذا ستخسرين يا أماه إذن؟ في بني مريخ كنت عبدة وبعد الغزو الهلالي ستصبحين أمة أنت وسيدات بني مريخ أيضا.
دهشت زبيبة وانعقد لسانها لسماع كلمات شيبوب التي كان وقعها عليها أشد هولاً من الغزو ذاته، فزاد نحيبها بينما كان شيبوب يقذف رجليه في الهواء وهو يكرر: أنت وسيدات بني مريخ أيضا…. أنت وسيدات مريخ أيضا…. أنت وسيدات مريخ أيضا.. انتهى حوار شيبوب الأصل مع أمه، فهل تنتهي (محاورات) شيبوبنا مع بني مريخ وبني هلال وتكتب نهاية هذا الفيلم.

Exit mobile version