*اسمه سيد صالح عثمان خيري..
*ويناديه الناس في البلدة اختصاراً بـ(السيد)..
*وسبب التسمية – ذات التعريف بالألف واللام – هو الكرسي..
*فهو قد اشتهر بكرسي يجلس عليه أمام منزله سنين عددا..
*ثم يطلق الأوامر من على كرسيه هذا وكأنه الحاكم..
*لا أحد يعلم كم عدد السنوات هذه بالضبط..
*فالذين بلغوا العشرين من العمر قالوا أن وعيهم تفتح على أشياء ثلاثة :
*لوري رضوان، ودكان نصري ، وكرسي السيد..
*ثم يقسمون أن الكرسي هو ذاته كما شاهدوه أول مرة..
*وجزم حاج بكري النجار بأنه لم يجر صيانة عليه أبداً..
*فهو كما هو- الكرسي- مذ بدأ يمارس النجارة قبل عشرين عاماً..
*ونال الكرسي شهرة أخرى حين سُمي شارع (تحت) باسمه..
*أي باسم الشارع الذي يمر أمام منزل صاحبه سيد..
*وقال كبار السن أن سيد كان يحمل كرسيه معه أينما ذهب ممارساً هوايته..
*هواية إعطاء الأوامر للناس بفعل هذا أوترك ذاك..
*حتى المقابر كان يصلها كرسي السيد هذا عند حدوث وفاة..
*ثم لا يكف السيد عن الصراخ إلا إذا انصاع الناس لأوامره..
*أما الآن فإن الأوامر أضحت (مركزية) جراء عامل السن..
*وقيل أنه يستشعر سعادة عظيمة حين يرى أوامره يُلتزم بها..
*أما إن تجاهلها الناس فإنه قد يغضب لحد سقوطه من الكرسي..
*وللسبب هذا كان الحرص – سيما من جانب الشباب – على عدم إغضابه..
*وقد شخَّص ناظر المدرسة – أستاذ بلال – حالة سيد هذه بأنها (مرضية)..
*قال إنه نزوع غير طبيعي نحو الزعامة يتمثل في رمزية الكرسي..
*وذكر دليلاً على ذلك تمني سيد في (جلسة دكاي) أن لو كان هو العمدة..
*ثم حدث شيء عجيب ليلة عرس ابن حسن فكري وقد كان جاراً لسيد..
*شيء لم يعهده الناس في الكرسي – من قبل – وقد ظل صامداً لنحو ثلاثين عاماً..
*فقد اعطى أوامره للمطرب الشاب بأن يغني أغنية لم يعد يذكرها إلا كبار السن..
*أغنية ماتت بموت صاحبها وقد كان يمدح فيها (سيد الكرسي)..
*مدحه بها حين جاد عليه سيد بأوراق نقدية اندثرت هي نفسها..
*وكان ذلك عندما انقذه ذات ليلة من براثن كلب بتول الشرس..
*فاعتذر مطرب الحفل بأنه غير مستحضر لكلمات الأغنية المطلوبة..
*وانشغل الناس عن ثورة سيد بـ(ثورة) الكرسي من تحته..
*فهي المرة الأولي التي (يئن) فيها قبل أن يتحطم..
*ويخر سيده- سيد- (ميتاً !!).
الصيحة
من رشيف الكاتب