انتقد زعيم المعارضة بدولة جنوب السودان دكتور لام أكول قرار وزير المالية الأخير الذي أعلن فيه عن توجه بلاده لتعويم العملة وتخليها عن سعر الصرف الرسمي، وقال أكول أن سياسة البنك المركزي قرار خاطئ وغير مدروس، لافتا إلى أن تلك الخطوة لإرضاء صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن القرار يفاقم من معاناة المواطنين ليس إلا، وذلك في إشارة إلي إرتفاع أسعار السلع الإستهلاكية في جنوب السودان بالتزامن مع قرارات البنك المركزي، مطالبا الأخير بضخ الدولار الذي بحوزته في السوق بدلا من طرحه في مزاد علني، مضيفا أن الوضع الإقتصادي الحرج الذي يمر به جنوب السودان الآن لم يحل بهذه الإجراءات، مؤكدا أن الحل هو إيقاف الحرب الذي ساهم في إنخفاض معدلات إنتاج النفط بجنوب السودان، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
تحالف المعارضة يعارض
أعلن تحالف المعارضة السياسية بدولة جنوب السودان ان قرار تقسيم ولايات جنوب السودان هدف من ورائه كشف المعترضين على حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت، وقال الأمين العام للتحالف مارتن اليجو ان الشعب اكتشف ان حكومة سلفا كير لم تعد تعمل لمصلحة الشعب، مضيفا ان الحكومة ردت على الشعب بتعويم الجنيه مما تسبب في اضرار المواطنين، كما أوضح الأمين العام للتحالف ان بعض الناس الذين أيدوا في البداية إنشاء 28 ولاية ندموا الآن وانهم يعارضون القرار لأنهم اكتشفوا السبب.
تفاصيل المقابر الجماعية
كشف الملازم في الحرس الرئاسي بدولة جنوب السودان دينق بول اولت، تفاصيل جديدة عن اندلاع الحرب في بلاده، حيث قال ان الرئيس سلفا كير استبق احتجاجات الربيع العربي التى اجتاحت المنطقة بخطوته خوفا من ثورة شعب جنوب السودان والإطاحة به مقابل مناصرة دعاة الاصلاح آنذاك في مقدمتهم الدكتور رياك مشار، ومضى الملازم دينق بقوله انه جند في ولاية واراب ليعمل ضمن مليشيا خاصة بحماية الرئيس سلفا كير وإيجاد طريق آمن له حال نشوب الحرب لان الرئيس سلفا كير لم يكن يثق في الجيش الشعبي الذي كان تسيطر عليه قبيلة النوير، كما كشف الملازم بالحرس الرئاسي ان العديد من الذين قتلوا في مذابح النوير كانوا من اصدقائه المقربين، كما ان عمليات الدفن لتلك الجثث جرت في (7) مواقع مختلفة في جوبا وحولها بجانب ان قيادات رفيعة من قيادات النوير بالجيش تمت تصفيتهم كان من ضمنهم ريث شقيق الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش التحرير الجنرال جيمس هوث ماي، كما ان جيمس هوث ماي كان نفسه هدفا رئيسا لكنه نجا لحسن الحظ بسبب لجوئه الى القصر الرئاسي، واضاف الملازم بان مقتل ريث كان الهدف منه اثارة جيمس هوث ماي ضد سلفا كير ودفعه للتمرد والالتحاق بمجموعة رياك مشار، وحول الجثث كشف الملازم دينق بول ان بعض جثث مجزرة جوبا بدأت تتعفن وتتحلل لذا تم رميها في نهر النيل لاخفاء الأدلة على ارتكاب جرائم ضد الانسانية سيما الجرائم التى ارتكبت ضد المدنيين العزل من قبيلة النوير، وفي السياق نفسه كشف دينق بان وزير الدفاع كول ميانق ورئيس الأركان بول ملونق أصحبا خلال الفترة الماضية اكثر خوفاً وقلقاً حتى قاما بمضاعفة اعداد الحراسة حولهما، خاصة بعد التهديدات الامنية التى وقعت في ولايات الاستوائية والثورة الجديدة التى يقودها مليشيا شباب السهام.
دعوة للهدوء
أثار الاعتداء اللفظي والشتائم على ربيكا قرنق خلال احدى اللقاءات التى تمت في كنيسة جوبا ردود فعل واسعة وسط قبيلة الدينكا خاصة مجتمع عشيرة التويج. وبحسب المصادر ان سيدات اقتربن من ربيكا قرنق واوشكن على صفعها لكن قيادات الكنيسة تدخلت وقاموا بحجز المصادمات التى وقعت، وافادت معلومات ان وزير الدفاع كول ميانق تدخل في القضية لتهدئة ابناء مدينة بور بعد الهجوم الذي وقع على ربيكا قرنق.
معركة ضد الفساد
جنوب السودان، البلد الغني بالنفط، والذي يمتلك تربة خصبة وثروة من الثروات المعدنية غير المستغلة، تسهل فيه سرقة المال، وتحول فيه العائدات لمنفعة شخصية؛ مما تسبب في دخول الشباب في صراع لمدة عامين مدمرين قاتلين بالبلاد، خاصة بعد انتشار وتعدد طرق الفساد لكسب المال. وعلى سبيل المثال يحول المسؤولون المال من خزينة البلاد لتشييد وبناء الطرق والمشروعات الهامة، ثم يتلاعبون في سعر الصرف، حتى وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى 18 جنيهًا. وقال موقع أوول أفريكا إن البنك المركزي في جوبا لا يزال يسجل بمعدل نحو ثلاثة إلى واحد، مشيرًا إلى أن نظام سعر الصرف المزدوج هو الباب الأوسع أمام الفساد، وحتى من هم في السلطة بجنوب السودان يعترفون اليوم بأن كل الطرق كانت متاحة أمامهم لتحقيق ربح سريع؛ مما أدى لظهور فصائل مختلفة غير خاضعة للرقابة، تتناحر من أجل السيطرة على ثروات جنوب السودان.وتحصل مجموعة من تلك الفصائل على رشاوى من النفط، ومجموعة أخرى تحصل على عمولات من العقود. ويعود اندلاع الصراع في جنوب السودان إلى عام 2013، عندما فجر الرئيس سلفا كير قنبلته في مجلس الوزراء بالكامل يوليو 2013، أي قبل خمسة أشهر من اندلاع الصراع الذي قُتِل فيه عشرات الآلاف، وشُرِّد الملايين، ودُمِّر الاقتصاد. المسؤولون الفاسدون في جنوب السودان الآن هم الجنرالات والقادة العسكريون، وأصبح الفساد يدار بطريقة مختلفة؛ مما يوضح أن الحرب لم تندلع بسبب النزاع على قمة الهرم السياسي. فإن كان كذلك، فلماذا يتزاحم كل هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل على الصراع؟ الإجابة الواضحة أن نهب ثروات البلاد هو السبب الرئيس في اندلاع الصراع بجنوب السودان بالنسبة للكبار، أما الشباب فصراعهم كان بحثًا عن فرص عمل لهم؛ لتحقيق مستقبل أفضل، فهناك حوالي 80% من الشباب في سن العمل بجنوب السودان عاطلون عن العمل كليًّا أو جزئيًّا، وفي المقابل هناك مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية التي تصب في جنوب السودان، وتعزز الفساد، وتؤجج الصراع، بالرغم من اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس الماضي. تؤكد منظمات مكافحة الفساد أن من أفضل الطرق لوضع حد للفساد في جنوب السودان التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الذي وُقِّع في أغسطس الماضي، خاصة وأن اتفاق السلام يعترف بأن يكون هناك سلام دائم في البلاد، وأن يتم تشكيل حكومة انتقالية، مشددة على وجوب أن تكون هناك هيكلة جذرية في الطريقة التي تدار بها الدولة، خاصة وأن اتفاق السلام هو برنامج الإصلاح لمدة 30 شهرًا، والذي يسعى إلى خلق شفافية، تُخضِع جنوب السودان للمساءلة بحلول عام 2018م.
مسؤول حكومي يحذر
حذرت نائبة وزير الرعاية الاجتماعية السابقة بجنوب السودان، برسيكيلا ناينق، من أن الصراع الدائر بالبلاد يمكن ان يزيد من معدل الزواج المبكر وسط الفتيات، وقالت ان الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد من الحرب والجفاف والفيضانات والفقر ممكن ان تجعل العائلات ان ترى بناتهن كممتلكات ويتم اجبارهن على الزواج من أجل المال لتحسين وضع الاسرة، وتابعت تواجة النساء اشكالا مختلفة من العنف وبعضهن يذهبن لمسافات بعيدة لجلب المياه وهذا يعرضهن للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، ومع بدايات هذا الشهر تبرعت حكومة اليابان بمبلغ 3،5 مليون دولار للامم المتحدة قسم المرأة لمعالجة بعض القضايا التي تواجه النساء، وسوف يتم تخصيص تلك المبالغ لبرامج بناء قدرات نحو (6000) من النساء والفتيات تضررن من الصراع، ولضمان المساواة بين الجنسين وادماج برامج تمكين المرأة للاستجابة للنداء الإنساني المستمر في جميع أنجاء العالم.
سلفا كير يوجه
وجه رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ولاة الولايات بالسماح واستقبال وفد المقدمة العائد من المعارضة المسلحة ويضم (609) عضواً، وجاءت تصريحات سلفا كير عقب حديث رئيس لجنة التقييم رئيس بوتسوانا السابق فستوس موغاي بضرورة التزام الطرفين المتحاربين على جدول زمني لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس، حيث ذكر موغاي بان الجدول الزمني المقرر لعودة الوفد قسم إلى ثلاث مجموعات، الاولى تتكون من 150 بقيادة كبير المفاوضين تعبان دينق قاي، تليها مجموعة أخرى من 150 والأخيرة من 309، على غضون أسبوعين.
لقاء السفيرة الأمريكية
دعت سفيرة الولايات المتحدة الامريكية بدولة جنوب السودان الى تنفيذ اتفاق سلام اغسطس وانضمام جميع الاطراف الذين وقعوا لاحلال السلام في البلاد، وذكرت السفيرة عقب لقائها الرئيس سلفا كير ان على جميع الأطراف المساعدة لتفيذ الاتفاق.
محاربة الزواج المبكر
طالبت رئيسة اتحاد المرأة بالولاية الاستوائية الوسطى جينفا كوجانق الحكومة بتقديم مساعدات من أجل تعزيز تعليم الفتيات ووقف الزواج المبكر، مشيرة الى ان على الاسر العمل من اجل دعم الفتيات لإكمال دراستهن وعدم تزويجهن في السن المبكرة، جاء ذلك خلال تدشين حملة لمحاربة الزواج المبكر برعاية اتحاد المرأة و وزارة الرعاية الاجتماعية بجوبا وتاتي هذه الخطوة بالتزامن مع حملة القضاء علي العنف ضد المرأة. وناشدت المجتمعات المحلية بنشر ثقافة السلام وترك العادات والتقاليد السيئة التي تعيق تقدم الفتيات.
ارتفاع الأسعار بتوريت
شكا محافظ مقاطعة توريت بولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان شارلس جيرمان ان المنطقة تشهد ارتفاعا حادا في اسعار المواد الاستهلاكية وندرتها، وعزا السبب الي انعدام الدولار وفشل المحاصيل الزراعية هذا العام بسبب انعدام الامطار. وأوضح المحافظ انه منذ بداية العام كان جوال الدقيق بـ 100 جنيه اما الآن فسعر جوال الدقيق وصل الف جنيه والمواطن البسيط أصبح غير قادر علي ذلك، هذا واعتبر الوضع كارثياً اذا استمر حتى نهاية هذا العام. مضيفاً ان مواطني المقاطعة يعانون معاناة كبيرة، وحث المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع.
الانتباهة