*وسط المشاكل والتحديات التي تواجه العالم هناك بشريات تستحق الدعم والمساندة ودفعها في الإتجاه الصحيح لتحقيق الغايات المرجوة‘ مثل ثمار قمة المناخ في باريس التي نجحت في الوصول إلى إتفاق دولي ملزم بخفض الإنبعاثات الحرارية لحماية المناخ المحيط بنا.
*ووسط ردود الفعل الإنفعالية من بعض الأصوات النشاذالتي تحاول تأجيج الفتن الدينية بين مكونات الأمم والشعوب‘ إرتفعت أصوات دعاة السلام والتعايش الإيجابي بين الناس وتصدت لهم داخل بلادهم ومن كل انحاء العالم لإطفاء نيران الفتنة المفتعلة.
*ظاهرة إيجابية اخرى تمثلت في استمرار إحتضان الدول الأوروبية لألاف المهاجرين من بلدانهم المتضررة بالحروب والنزاعات وسط تزايد المساعي الإنسانية التي تستحق الدعم والمساندة.
*حدثت تحولات واضحة في العالم نتيجة للهجرات البشرية القديمة المتجددة أسهمت في قيام دول متعددة المعتقدات والثقافات والأصول الإثنية‘ وتعتبر أستراليا إحدى النماذج الظاهرة للدولة المتعددة الحضارات والثقافات.
* أصبحت أستراليا بفضل تعدد مكوناتها الثقافية والإثنية أقرب لدولة الأمم المتحدة‘ وتحولت بالفعل إلى مركزتمازج حضاري يعيش فيها الإنسان الأسترالي المتعدد الأعراق في سلام وتعايش إيجابي .
*السودان ليس بعيداً عن الهجرات الوافدة التي شكلت هويته الجامعة من مختلف الاجناس والأعراق العربية والزنجية والنوبية وغيرها من الأجناس التي تزاوجت وشكلت النسيج السوداني المتعدد الأعراق.
*نقول هذا بمناسبة الحديث القديم المتجدد عن الهوية السودانية التي يحاول البعض قولبتها في قالب ضيق لايعبر عن هذا التعدد المتمازج منذ قديم الزمان‘بل يثير العصبيات والفتن والنزاعات التي لم نسلم منها حتى الان.
إن الإنتماء القطري لايعني الخروج على موروثاتنا العقدية وإرثنا الحضاري وإنما على العكس من ذلك فإنه يحمي النسيج السوداني ويعزز السلام الإجتماعي بين مكوناته ويعيد بناء علاقاتنا مع العالم بدلاً من تركه فريسة للنزاعات التي مازالت تهدد وحدته واستقراره وتضيق على أهله سبل الحياة الحرة الكريمة.
*لانريد أن نسبق الحوادث لكن ما رشح من مجريات الحوار الوطني في الخرطوم الذي أعلن عن إختتام جلساته في العاشر من يناير المقبل‘ وجولات التفاوض المتعثرة في أديس أببا لا يبشر بالتغيير المنشود الذي ينتظره أهل السودان.
*إننا في حاجة ماسة لمزيد من الخطوات الشجاعة للإنتقال من مربع دولة الحزب الغالب إلى رحاب دولة المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة.