ﺃﻋــﺮﻑ ﺩ. ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻳــﺎﻡ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻁﻮﻡ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﺳﺘﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﻪ ﺻﻠﺔ ﻁﻴﺒﺔ ﻭﺗﻌﺎﻣﻼﺕ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ (ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ) ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ ۱۹۸٥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻘﺐ ﺧﻼﻓﺎﺕ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻻﺗــﺤــﺎﺩﻱ ﻭﺧﻼﻓﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ۱۹۸٦ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪ ﻣﺤﺒﻮﺳﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﻁﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺷﺘﺎﺋﻢ ﻭﺑﺬﺍءﺍﺕ ﺿﺪﻱ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺛﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﺃﻋﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﻻ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﻓﻜﺎﻥ ﺟﺰﺍﺋﻲ ﺟﺰﺍء ﺳﻨﻤﺎﺭ!! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﻼﻓﻲ ﻣﻊ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻓﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﻋﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺗﺤﺘﺮﻣﻪ ﻭﺗﻌﺪﻝ ﻣﻌﻪ ﻭﺗﻨﺼﻔﻪ ﻻ ﺗﻘﺼﻴﻪ ﻓﺘﻌﻄﻲ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻭﺻﺎﺩﻗﺎ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻮﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺗﻄﺒﻖ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻣﺤﻮﺭﻩ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯﻳﺔ ﺗﻘﺼﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﺍﻷﺩﺍء ﺃﻭ ﻓﺎﺳﺪ ﻣﺎﻟﻴﺎ!! ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺑﺴﺒﺒﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﺴﺖ ﺣﺎﻗﺪﺍ ﻭﻻ ﺷﺎﻣﺘﺎ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻬﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ). ﺇﻥ ﺑﻜﺎء ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻭﺣﺴﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﻨﺎﻓﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺎ ﺷﺮﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺎﻳﻮ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻬﺬﺍ (ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ) ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺨﻮﺍﺭ ﻭﻻ ﺟﺒﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻪ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﺴﻰ ﻧﻘﺪ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﻓﺸﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺸﻘﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﻤﺔ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻭﻧﻴﻒ ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻨﺎﻓﻊ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻡ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﺁﺧﺮ ﺃﻣﺮﺍء ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺣﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﺍء ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺤﻬﻢ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻓﻴﺮﺩﻧﺎﻧﺪ ﻭﺇﻳﺰﺍﺑﻴﻼ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ: ﺍﺑﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻟﺮﺟﺎﻝ.. ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﻟﻴﻜﻦ ﺑﻜﺎﺅﻙ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ ﻗﺒﻞ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻠﺬﺍﺕ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻁﻮﻳﻼ.