ما هي القوة السحرية للعناق التي تُغنينا عن زيارة الطبيب؟

للتوصل إلى القوة السحرية للعناق، وفوائده المختلفة التي تصل إلى الوقاية من الأمراض. قام بدراسة بحثية 4 من العلماء، ثلاثة منهم من مدرسة الطب في جامعة “كارنجي ميلون” بمدينة بيتسبرغ من ولاية بنسلفانيا الأمريكية، من بينهم “شيلدون كوهين” أستاذ علم النفس، ومدير مختبر لدراسة الإجهاد والحصانة من الأمراض. بالإضافة إلى طبيب من قسم طب الأطفال، بجامعة مركز العلوم الصحية بولاية فيرجينا. أما في هذا التقرير سنتعرف على أهم ما توصلوا إليه حول أهمية العناق وفوائده السحرية، وذلك وفقًا للأبحاث العلمية المختلفة، للتوصل إلى قوة العناق السحرية التي قد تُغنينا عن زيارة الطبيب.

لكن كيف يعمل تأثير العناق

من خلال الدراسة التي قام بها “شيلدون كوهين” يوضح أن العناق من شخص موثوق به يكون بمثابة وسيلة فعالة جدًّا لنقل الدعم والمساندة، وزيادة وتيرة العناق وشدته تكون أداة فعالة للحد من الآثار الضارة للإجهاد، والضغط، والتوتر. فوفقًا لـ “كوهين” أن للعناق تأثيرًا وقائيًّا واضحًا يعمل على تعزيز الاتصال الجسدي، وهو مؤشر سلوكي لزيادة الدعم، والمساندة والأمان. ولذلك فإن الأشخاص الذين يحصلون على مزيد من العناق هم أكثر حماية من العدوى عن غيرهم. وبالتالي يلعب العناق دورًا ذات قوة سحرية، حيث يعمل على:

1- مكافحة نزلات البرد والإنفلونزا

من أهم النتائج التي توصل إليها العلماء من الدراسة التي أجريت في جامعة كارنجي ميلون، أن المعانقة تعمل على تخفيف ومكافحة نزلات البرد، والإنفلونزا. كما أوضحت أن للمعانقة تأثيرها الإيجابي في حماية الناس من التوتر الناجم عن التعرض للعدوى، والإصابات الفيروسية.

أجريت التجربة على عينة مكونة من 404 أشخاص، تم تقسيمهم وتبادل مجموعة منهم أدوار الدعم الاجتماعي، وتَلقي العناق، ثم تعَرض المشاركون للفيروس المسبب لنزلات البرد، حتى يتسنى للعلماء تقييم حدة العدوى بينهم. وكانت النتيجة بأن الأفراد الذين تبادلوا العناق مع بعضهم البعض أقل حدة في الإصابة، وأقل ظهورًا لأعراض المرض، وأقل توترًا وانفعالًا عن غيرهم الذين لم يتبادلوا العناق.

2- تقوية جهاز المناعة

يقوم الجهاز المناعي بالعديد من العمليات الحيوية بداخل أجسامنا لحمايتنا من الأمراض والسموم، الخلايا السرطانية، والجسميات الغريبة، ومسببات الأمراض كالبكتريا، والفطريات، والفيروسات. وذلك عن طريق التعَرف عليها ومن ثم إبادتها والتخلص منها.

عند عناق شخص ما بحرارة، تضغط على عظمة القص، فيتم إنشاء شحنات عاطفية تحفز الغدة الزعترية، التي تُفرز هرمون “الثيموسين” الذي يُنظم بناء المناعة في الجسم، ويساعد على تنظم إنتاج كريات الدم البيضاء، وإنتاج الخلايا الليمفاوية، وبالتالي زيادة قوة الجهاز المناعي.

حيث تُعتبر خلايا الدم البيضاء التي يتراوح عددها في جسم الإنسان بين 4 آلاف إلى 11 ألف خلية لكل ميكرو ليتر من الدم، أحد أهم أجزاء الجهاز المناعي، حيث تقوم بالدفاع عن الجسم ضد مسببات الأمراض المختلفة. حيث تنقسم خلايا الدم البيضاء إلى 5 أنواع، إحداها تعمل على تحطيم الخلايا البكتيرية المختلفة، وثانية تُفرز أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات والأجسام الغريبة، وأخرى تعمل على هضم البكتريا والفطريات، وأخيرة تعمل على مهاجمة الطفيليات الضارة.

3- خفض مستويات ضغط الدم

أثناء عناق شخص قريب منك، ترتفع مستويات هرمون “الأوكسيتوسين” الذي يُفرز في حالات الحب، والثقة والهدوء. حيث إن زيادته تعمل على زيادة قدرة الأفراد على الثقة بالآخرين. كما تعمل على خفض هرمون “الكورتيزول” الذي يُفرز في الأساس استجابةً للإجهاد. مما ينبه المستقبلات الحسية للضغط والاهتزاز واللمس الموجودة في الطبقة العميقة من الجلد والمسماة “جسيمات باتشيني” لإرسال الإشارات إلى الدماغ العصبية لخفض مستويات ضغط الدم.

4- تعزيز صحة الدماغ والذاكرة

عند عناق صديق مقرب، أو شخص ما مصدر ثقة، يتحرر هرمون الأوكسيتوسين في مجرى الدم، مما يعمل على تخفيف حدة التوتر وبالتالي تحسين قوة الذاكرة والدماغ. كما يعمل على تحفيز الجهاز العصبي السمبتاوي لتحقيق التوازن والهدوء، ومن ثم الشعور بالطمأنينة والاستقلالية وتفريغ شحنات الغضب، مما يعمل على صفاء الذهن وتعزيز قوة الذاكرة.

5- تفريغ الضغط والتخلص من التوتر

من النتائج التي أوضحتها الدراسة السابقة أن العناق يلعب دورًا جوهريًّا في تفريغ الضغط، والتخلص من التوتر، والإجهاد. فعناق شخص موثوق به يُعتبر وسيلة لنقل الدعم مما يعزز الثقة بالنفس والأمان، وبالتالي التخلص من الإجهاد والتوتر والضغوطات الطبيعية.

6- حَرق المزيد من السعرات الحرارية

يلعب عناق الأشخاص مصدر ثقتنا، والمقربين إلينا دورًا في الحفاظ على الوزن، ذلك عن طريق حرق السعرات الحرارية. فكل عناق مع أحبائنا يعمل على حرق حوالي 12 سعرة حرارية. وبالتالي فكلما زادت عدد مرات المعانقة كلما ازداد عدد السعرات الحرارية المفقودة، مما يعمل على الحفاظ على وزن الجسم.

7- التخلص من توتر العضلات

يعمل عناق الأشخاص المقربين إلينا على التخلص من توتر الجسم والعضلات، حيث يعمل على مكافحة الألم، وتحسين الدورة الدموية، كما يعمل على تعزيز تدفق الدم في الأنسجة الدقيقة، مما يساعد على تخفيف حدة توتر العضلات. كما يعمل على تخفيف الإجهاد العقلي، وتعزيز النشاط الصحي للعضلات.

8- تحسين صحة القلب، وخفض معدل ضرباته

تعمل معانقة شخص مُقرب منا على خفض معدل ضربات القلب، ذلك وفقًا لدراسة أجرتها جامعة “نورث كارولاينا” على مجموعة من الأشخاص، وكان معدل ضربات القلب للأفراد الذين قاموا بعناق الأشخاص المقربين منهم 5 نبضات في الدقيقة، وذلك أقل من الأفراد الآخرين والذي كان معدل ضربات القلب لديهم 10 ضربات في الدقيقة. وبالتالي فإن العناق يعمل على خفض معدل ضربات القلب، وبالتالي خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب.

هافنغتون بوست

Exit mobile version