رسمي أم غير رسمي فإن ما حدث فى أديس أبابا قبل يومين بين وفد الحكومة برئاسة ابراهيم محمود وبين وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عرمان هو بمثابة إختراق سياسي وحراك جيد وايجابي يجب أن نثمنه ونؤيده ونباركه ونتمنى أن يحدث مثل ذلك مع بقية القوى السياسية المعارضة الخارجية ممثلة فى الامام الصادق المهدي ، وعلي محمود حسنين وجميع حركات دارفور المسلحة وغير المسلحة ، ويشمل ذلك جميع قوى نداء السودان والمعارضون بالداخل.. يا أيها السودانيون جميعاً لقد حان الوقت لتحترموا إرادة الشعب السوداني ورغبته في الاستقرار والسلام والازدهار وتكرسوا ذلك من خلال التوافق والتوحد الوطني حتى تتحسن معيشته التى لم ولا ولن تحدث إلا بأن تتوقف هذه الحرب والخلافات والصراعات اللعينة ويدرك الجميع أنه يجب التفريف بين الخلاف حول مصالح الوطن العليا والخلاف مع الحكومات أيا كانت..الخلاف حول مصالح وسيادة الوطن هو جريمة في حق الوطن أما الخلاف حول الحكومات وسياساتها فجائز اذا كانت من أجل إصلاح حال البلاد ، وحال الشعب الذى ظل يضحي ويضحي منذ الاستقلال وفى جميع المراحل السياسية يؤيد أحزابه وزعاماته ويأتي بهم للحكم سواء فى نظام ديمقراطي ، او يضحى بأرواحه فى ثورات وانتفاضات ضد الأنظمة الديكتاتورية ويقتلعها من جذورها، ولكن هذا الشعب سرعان ما يتملكه اليأس حين يرى الأحزاب والزعامات لا تؤدى واجبها على الوجه الصحيح أوتعمل بالكفاءة اللازمة والسياسات الملائمة التى تصلح الأحوال اذ سرعان ما تنسى الشعب وأمانيه عقب كل انتخابات فتغرق فى الصراعات والمصالح الضيقة فيؤدى ذلك الى احتقان ويأس سياسى منها ، ومن ثم يقبل الشعب بأى تغيير عسكري.. المطلوب اليوم وبالحاح أن تقبل القوى المعارضة بالحوار وتعمل على أن تأتى مخرجات الحوار معقولة وتضغط على تنفيذها اذ لابديل عن الحوار، فالتغيير الذى يأتي عبر الفوضى لايؤدى إلا الى مزيد من الفوضى ها نحن نرى ذلك في ما حولنا فهل نريد ذلك؟ كلا ومليون كلا.. وكلمة أوجهها الى الحركات الدارفورية المسلحة لقد تغيرت الأوضاع عما كان سابقاً فلم يعد الجنوب الذى غرق فى الصراعات والفوضى عاملاً مساعدا لكم ولا القذافي الذى سقط ولا الدول من حولنا يمكن ان تكون ذات فائدة، وواضح أن المجتمع الدولى بدأ يشعر بالملل مما يحدث ولديه مشاكل كثيرة فى العالم ،وخيراً لكم ان تغيروا منهجكم وتقبلوا بالحوار وتعملوا من الداخل. وبنفس القدر أوجه نصيحتي لحكومة الانقاذ فالأوفق ألا تدفع الآخرين المعارضين لمواقف متطرفة لمجرد ظروف حالية قد تتغير ، وربما تؤدى لمزيد من تطرف المعارضين، وأن تستفيد من هذه الظروف لرأب الصدع والتوافق والتوحد الوطني ، اذ أنه معلوم من دروس وعبر التاريخ أن الانسان أو الشعوب والدول الجريحة تثأر لكرامتها اذا لم تجد معاملة كريمة من المنتصرين عليها، فالنازية لم تكن لتجد لها تأييداً وسط الشعب الألماني الا بعد أن تمت اهانته وجرح كبريائه عقب الحرب العالمية الأولى.. لنتعلم من دروس التاريخ..
الجريدة