ثم هبطت بنا الطائرة في مطار القاهرة… الطيارة تابعة لخطوط جوية سودانية خاصة..يعني ما سودانير… مواعيد مظبوطة خدمات أظبط.. بس شوية كراسيها راصنها في بعض… رصة ما عجبتني عشان تشيل أكبر عدد… وخايف المرة الجاية لو ربنا سهل وسافرت بيها..القاهم عملو فيها كراسي نص… ويفتتحو خط “القاهرة – الكلاكلة اللفة” (أال كلاكلة ..أال)…المضيفين والمضيفات الجويين في غاية الذوق والظُرُف… الظُرُف تامنو خاتين قولتن كان…آلام المرض ما خلتني استمتع بالرحلة ولا بالمكرونة الحارة الجابوها لينا في العشا أعاين لها وأردد الله مرقك مني يا دي المكرونة وما لاقيتيني وأنا طيب..أحاول الاستمتاع خلسة كل ما أحس أني فقت شوية…دخلنا صالة القادمين في المطار… وكان تعامل العاملين في مطار القاهرة برضو ذوق وأدب يخجلو ..زي تعامل العاملين في مطار الخرطوم… كنت خايف حسب النضم السمعتو والقريتو… إنهم ينهروني وينهزروني ويتعاملوا معاي كعب..لكن والله ما حصل….!!!!
من أسوأ مواقف الحياة ..تكون عيان وفي غربة… ومحتاج لي زول يقيف جنبك على الأقل يعاين لك بعين شفقة ورحمة…. لكن ما نوع المعاينة البتخليك تشيل هم وتقول أنا حسي ح اموت… في ناس من حنيتهم عليك يقيف ينظر ليك نظرة جنائزية…. وخصوصاً النسوان.. تجي واحدة… بعد تخت إيدها فوق راسك.. تقيف تعاين لك وعيونها يرقرقن وتقول “حي يا يمة”…وتجر “حي” دي جرة طويلة حوالي دقيقة… انت في اللحظات دي تكون أيقنت انك قاعد تحتضر.. وترفع اصبعك تشهّد…!!!!!!
أكتر حاجة عجبتني في القاهرة..أني من يومي الختيت كراعي فيها..أي زول يلاقيني.. يقول لي ” يا باشا”… صباح الخير يا باشا…مساء النور يا باشا..انت تأمر يا باشا…. حتى أني قربت او علي وشك أصدق اني باشا… واركِّب مكنة الباشوية وأغير اسمي الي “عادل باشا المكي” واشتري طربوش وكدوس وعصاية وأقدل واجيب واحد يباريني وكل ما اشوف زول أقول ليهو “اندهـ لي القدع دا”..ورفيقي يجري عليهو ويقول ليهو “كلّم الباشا”.. ويجيني جاري ويكون ما عندي موضوع إلا تجربة الباشوية ولما يقيف جنبي أقول ليهو “هي ساعتك كم؟”..وبعد يوريني ..إمعاناً مني في العنجهية والباشوية أخلي الزول المعاي يشكروا ويقول ليهو ” شكرا” …بس داير من ناس حكومة السودان يساعدوني شوية ويسمو شارع باسمي “شارع عادل باشا” ويكون متقاطع مع شارع المك نمر ويجي زول يوصف “تقاطع المك نمر مع عادل باشا”… وإن اتفنجرت وسوت لي كبري تبقى دخلتني في ضفوري وما أعرف أجازيها بي شنو؟ حت لو كبري فوق خور شمبات… لو شارع صعبة… يشوفو أي زقاق برضو مكسب …وأبقى عافي ليهم عفُواً يعدلها عليهم ويطلع مخرجات الحوار الوطني قوام ….وفي احسن حال….وربنا يهدي المتحاورين ما ينقنقوا في حق الفطور”النثريات”….ويشيلو حال الحكومة…وينقحو طارا… وانهم مهملين أهلهم ومجدعين وليداتهم وجاين يتحاوروا .. وحق فطور ما دايرين يدوهو ليهم…بالله دي بلد يتحاوروا عشانها؟.!!!…..