أعلنت قوات من الحركة الشعبية قطاع الشمال بالنيل الأزرق بقيادة العميد محمد يونس بابكر أحد القيادات الميدانية عزلها مالك عقار عن قيادة الحركة ووقف إطلاق النار لمدة ستة شهور وانحيازها التام للسلام استجابة للنداءات المتكررة من السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والمسئولين بالحكومة .
وقال العميد محمد يونس في اتصال هاتفي مع وكالة السودان للأنباء من موقعه على الحدود جنوب النيل الأزرق إن قضايا منطقة النيل الأزرق يمكن معالجتها عبر التفاوض والحوار دون إراقة الدماء الأمر الذي دعانا للجلوس مع الحكومة لإيجاد الحلول السلمية للقضية .
وأضاف أن قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال لديهم أجندة خاصة لا تخدم قضايا أهل النيل الأزرق ولا السودان بصفة عامة ، مبينا أن الطريقة التي يتعامل بها قادة الحركة مع ملف المنطقتين يشوبها الكثير من الغموض وأن الرؤية غير واضحة للمقاتلين في الميدان نتيجة مراوغة القيادة العليا.
وزاد العميد محمد يونس ” إن النعرات القبلية والتحيز القبلي الذي تتعامل به القيادات والتفرقة بين مكونات الحركة الشعبية قطاع الشمال ومنطقة النيل الأزرق أدت إلى اتخاذ هذا الموقف”.
وأكد أنه ومجموعة من الضباط انحازوا للسلام عن قناعة ، داعيا بقية زملائه الذين لا يزالون حاملين للسلاح إلى الانضمام إلى خيار السلام .
وعبر عن توقعاته بأن تنحاز مجموعات أخرى كبيرة من حاملي السلاح بالنيل الأزرق لخيار السلام خلال الفترة المقبلة ، مبينا أن الأغلبية تنتظر مثل هذه الخطوة .
وقد أصدرت الحركة الشعبية قطاع الشمال بتشكيلها الجديد بيانا أكدت فيه إعفاء مالك عقار من قيادة الجيش الشعبي بالنيل الأزرق ، وحرصها الشديد على وقف إطلاق النار وتحقيق السلام بالولاية ، وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان :
إلي جماهير شعبنا الصابرة في ولاية النيل الأزرق الشرفاء وإلي مؤيدي الحركة الشعبية قطاع النيل الأزرق الأوفياء وإلي محبي السلام وإليكم جميعاً.
نحييكم تحية الثورة والصمود والنضال.
1. لابد أنكم تابعتم نضال أبنائكم في الجيش الشعبي بالنيل الأزرق منذ انطلقت الحرب والتضحيات الجسام التي قدمها أبنائكم وذلك من أجل تحقيق
تطلعات وآمال أهلنا البسطاء في العيش الكريم في النيل الأزرق تحت قيادة
مالك عقار.
2. جماهيرنا الوفية تعلمون أن الحرب ما هي إلا وسيلة لتحقيق أهداف
التنمية والتطور والحرية والمساواة ولم تكن الحرب هدفا في حد ذاتها لأنها تقضي علي الأخضر واليابس وتدمر البنيات التحتية وتوقف التنمية وتفسد ولا تصلح وتدمر ولا تعمر وأن الحرب لا تنتهي إلا بالمفاوضات والسلام وهذا ما حدث في نيفاشا عام 2005 م.
3. ونتيجة لممارسات مالك عقار ومن معه ومتاجرتهم بقضيتنا وتسويقها داخلياً وإقليمياً ودولياً لمصالحهم الخاصة وإرضاء لمن هم من خلفهم ونحن نعلمهم جيداً نتحمل مسئوليتنا كاملة تجاه مواطنينا الصابرين و”التعابى” وتشكل قيادة الجيش الشعبي قطاع النيل الأزرق الجديدة.
4. بل أنكم تابعتم وللمرة الثانية مالك عقار يقودنا للحرب ويجمعنا بقضية دارفور وقضايا السودان الأخرى وما ظلوا يقومون به من عدم إحساس بمعاناة الأهل وانعدام الرؤية الواضحة لمسيرة الحرب ولمستقبل الحركة الشعبية بل ظلوا ومنذ العام2011 م لا يقدمون أي رؤية واضحة ومستقبل الحركة ومستقبل المنطقة والجيش الشعبي واستمرءوا الجلوس في الفنادق الفاخرة بينما أبناؤنا يموتون جوعاً والجيش لا يدري إلي لأي جهة يتجه وما هو مصير الحرب ومصير المنطقة.
5. فدارفور التي يجمعنا معها وكذلك شرق السودان وبقية ولايات السودان الأخرى تحظى بقيادة ولاياتها بواسطة أبنائها بل ومشاركات في الحكومة المركزية وحكومات الولايات الأخرى ومستمرة في التنمية.
6. ظلت مطالبات عرمان ومن خلفه عقار في جولات التفاوض بتحقيق مصالح دارفور والمؤتمر الدستوري والحكومة الانتقالية لكنهم لم يطالبوا أصلاً بوقف إطلاق النار بل ظلوا يعارضوه ليزيدوا من معاناة أهلنا في الولاية ودول الجوار ولم تظهر أي مطالبة لأهل المنطقة بمشاركة في السلطة وتقسيم الثروة والتنمية والخدمات.
7. وعليه لا يمكن لهذه الحالة أن تستمر فقد اجتمع عدد من ضباط الحركة
الشعبية والجيش الشعبي الشرفاء وهم يتابعون هذه المأساة ورفضوا السكوت علي هذا التخريب المتعمد وهذا الإهمال والانصراف عن النضال لتحقيق المصالح الشخصية وعليه قرروا أن يتحملوا المسئولية كاملة حتى يحفظوا لأهلنا في المنطقة حقهم في العيش الكريم وأن يحقنوا دمائهم وعليه فقد قرر
الضباط الذين اجتمعوا القرارات التالية:
أ) إعفاء مالك عقار من قيادة الجيش الشعبي في النيل الأزرق.
ب) يعلنون وقف إطلاق النار في النيل الأزرق لمدة ستة شهور.
ج) أبناء النيل الأزرق منذ هذه اللحظة يعملون من أجل أهلهم في النيل الأزرق وليس لديهم علاقة بقضية دارفور وقضايا السودان الأخرى.
د) يعلنون الانسلاخ من الجبهة الثورة والانحياز للسلام.
ه) تعيين قائد لقوات الجيش الشعبي في النيل الأزرق هو القائد اللواء
محمد يونس بابكر.
8. جماهيرنا الشرفاء تتمثل أجندة التفاوض مع الحكومة في الآتي:
أ) وقف إطلاق النار الدائم.
ب) العفو العام عن المحكومين في أحداث النيل الأزرق وإطلاق سراح
المعتقلين والمحاكمين غيابياً الذي يتبعوا لنا.
ج) تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين فوراً.
د) توفير الضمانات الداخلية.
ه) إجراء الترتيبات العسكرية للأفراد المستوفين لشروط الخدمة العسكرية في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بأسرع ما يمكن.
و) المشاركة في الخدمة المدنية والحكم والإدارة.
ز) التوزيع المتوازن للثروة وتحديد نصيب الولاية من الناتج القومي.
ح) معالجة قضايا الأراضي وتعويضات خزان الروصيرص.
القائد محمد يونس بابكر – وآخرين
ع/ الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح النيل الأزرق
الخرطوم / الدمازين 19-12-2015م (سونا)