جاءت رسالتك لفخامة المشير “عمر حسن أحمد البشير” رئيس الجمهورية، مجلجلة سوياً مع مناشدتك الفائقة التأدب لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.. جاءت كلماتك كالقمر المفضض بالندى وخفقات العبير.. صادقة الكلمات، عذبة الحروف، وفية حـد الاستشــهاد والشهادة، نقشت من خلالها على صفحة التاريخ اعترافاً بالجميل لرجل كان كما سيظل ينضح عطاءً مثل قواديس السواقي تئن من وجع الدوران، لكنها تفرح حين يخضر اليباب وتمتلئ الضروع .. هكذا كان “صلاح إدريس”.. أنا عرفته لربع قرن كنا سوياً بين فكي الاغتراب وكان “صلاح” جالسـاً فوق تل.. بل جبل من مال حلال للشيخ “خالد بن محفوظ ” صاحب أكبر بنك في الشرق الأوسط ، لم يمس منه “صلاح” ريالاً واحداً إلا
بالنزاهة والأمانة رغم أنه كان مخولاً أن ينفق كيفما يشاء، فقد كان “صلاح” صاحب توقيع وصلاحية بالبنك تعلو على أبناء المرحوم الشيخ “خالد بن محفوظ”، لكن “صلاح” كان كـ”يوسف” أميناً نزيهاً، إلا أن جراب ماله كان مخروقاً خرقاً كبيراً على الوطن، لا يمن به على الشعب السوداني الكريم ولكنه كان يفرج كربة حكومة كانت آنذاك هشة العود قليلة الحيلة، خاصة في جهة الحالة الاقتصادية سنين ذاك و(الإنقاذ) في ريعان السياسة الدولية.
أخي “الهندي عزالدين” لقد برهنت من خلال عمودك النازف بالرجولة أنك تحدثت من حشاشة سودانيتك، ومن عصارة إنسانيتك، ومن تلابيب أدب وأمانة مهنة القلم، وأخيراً اعتراف أجمل بعطاء الرجال.. يا أخي “الهندي عزالدين” “صلاح إدريس” واحد من مزامير الوسط الرياضي، كان وسيظل يعزف كي تهجع النفوس المتعبة، والآن نحن في الوسط الرياضي السوداني قاطبة نصدح ونقول: يا أبونا خادم الحرمين الشـريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.. أطال الله في عمرك.. ودثرك حتى أخمص قدميك بثوب العافية.. وأنزل عليك رحماته استجابة لدعوات ملايين الحجيج والمعتمرين الذين تسهر لراحتهم آناء الليل وأطراف النهار، ألا يكفي مقامكم الكريم هذا الفخار في الدنيا؟.. بلى، أما في الآخرة فأنت برحمة الله في أعلى الفردوس.. أطلق سراح فلذة كبدنا “صلاح”.. والله ما سرق ولا خان.. كان (متروساً) بالمال.. وفي زحمة من تحاصرهم مشغولات الأعمال فات عليه أن هناك هنة أو هنات تجيرت باسـمه وهو برئ منها.. ورغم كل ما قد يكون فخادم الحرمين الشريفين يده ممدودة لا تعرف إلا العطاء وتفريج كرب أمة وليس واحداً من أمة.
أخي “الهندي عزالدين”.. لك احتراماتنا وأحبار الشجاعة الأدبية التي دلقتها خلال عمودك النازف بوجدان الناس.. ويا أخي “صلاح” أنت الآن على قرب قريب من سـلم الطائرة عائداً إلى “السودان”.. فمقام خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز” الذي أطلق صيحة الحزم تحقيقاً للحق ألا يطلق أسيراً يترجاه عشرة ملايين هلالابي؟.. ويا سعادة سفير “المملكة العربية السعودية” بـ”الخرطوم”.. متعكم الله بالعافية.. إن نقلتم كلماتنا المتعشمة إلى رواق خادم الحرمين الشريفين تكون بذلك قد أســديت لنا ليس جميلاً، ولكن جبلاً من فرح لعشرة ملايين عاشق لونهم أزرق وهلال “الخرطوم” توأم هلال “الرياض”.. نرسل لهم تحياتنا وحبنا من على (محمل علي دينار) والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله .
عبدالرحمن جكسا لاعب الهلال السابق