بحمد الله وضعت الحكومة موازنة قوية لمالية العام القادم لترفعها للبرلمان بعد الضجيج الشديد حولها.
الموازنة قوية و الحكومة قوية و لكن القوي قد تؤثر فيه أحيانا بل و تضره و تصيبه بالمرض المؤدي إلى الهذيان ناموسة صغيرة تصيبه بالملاريا.
بدأت الحكومة تتجاوز عن الحديث الصريح عن الدعم و أهمية رفعه و هو أهم خطوة مطلوب إنجازها طالما توافرت الفرصة و الظرف المناسب للخروج منه إزعجت الأطراف الحكومية من منثروات و شتات الواتساب في قضية رفع الدعم.
و مع الحديث الكثير عن إتهامات لوزير المالية بالإساءة للشعب السوداني و الحديث عن الموازنة لم أجد من يدعم إتهامه بدليل قوي و فقط مقطع صغير يأت فيه بقول الوزير الصريح.
و حدث الإرباك من هذا الإتهام المرسل و قبله أرسلوا و أحدثوا ضجيجا حول قول نسب للرئيس أنه سيتولى الإعلام بنفسه.
لا شك عندي ان هنالك غرفة صغيرة تضم قليل من خبراء تقنية الإتصال و العمل السياسي القوي و هي تدير الحملة الإعلامية عبر الوسائط الإجتماعية و للأسف تنجح في إرباك الحكومة عن الدعم و الموازنة القوية في ما وقفنا عليه فيها في هذا الوقت الوجيز و قبل أن تجاز من البرلمان.
لم يأت دليل قوي على خطرفة التصريحات في القضايا حول الموازنة و لا في الموازنة نفسها ففي الإتهامات قول الوزير عن الشعب السوداني و الدعم و الحديث عن الدعم الذي قال به الوزير و الموازنة هو إعادة هيكلة الدعم و هذا لا تعني مطلقا إزالة و رفع الدعم في هذه الموازنة .
و يؤكد هذا أن بنود الموازنة حولت أرقاما ناتجة عن إنخفاض السلع المدعومة و تم تحويله لسلع أخرى.
العراك السياسي حول الموازنة يحتاج إلى خروج وزير المالية للإعلام المرئي و المسموع ليحدث الناس حديثا مباشرا يفتح فيه فرص التداخل و حريته و المجادلة المفتوحة للوزير.
هذا الخطاب المباشر مطلوب لأهمية الموازنة التي ستتحكم في حياة الناس جميعها طوال العام القادم و من المهم أن تنفذ الخطة المالية السنوية التي ستصبح قانونا ساريا و هي مفهومة للناس و مقبولة منهم.
الإكراه في الموازنة و الغموض لدى الناس لا بد أن يكون من المكروهات و سبل البطء في إنفاذ الموازنة التي لن تبلغ هدفها و كمالها دون أداء متسق و منسجم بين الناس و هم جمهور المستهلكين و بين الحكومة و هي المتصرفة في أموال الناس.