قبيل شهرين أو أكثر خرج رجل الأعمال الشهير “عصام الشيخ” إلى واجهة الأحداث، وشغل الرأي العام بمبادرته الشهيرة، حين قاد وفداً من الإدارات الأهلية في زيارة إلى أمريكا، لغرض إصلاح العلاقات معها وابتدار التفاوض والتحاور معها، وحينها التقط رفقة ذلك الوفد صورة أمام البيت الأبيض، وهم جلوس مرتدين الجلابيب البيضاء والشالات، تلك الصورة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحدثت حراكاً كبيراً وباتت مصدراً لكثير من الجدل والنقاش حول المبادرة، غير أن الرجل لم تقف بهمته عند هذا الحد، إذ أن لديه إيماناً قوياً بإمكانية إحداث اختراق بمثل هذه المبادرات. وقبل أن تخرج مخرجات تلك الزيارة الأولى أعقبها بمبادرة أخرى ،حملت هذه المرة وفداً من رجالات الطرق الصوفية إلى الولايات المتحدة، عاد فجر أمس الأول (الاثنين) وعقب وصوله، التقته (المجهر) بمزرعته بطريق سوبا، في حوار كشف فيه الكثير من جوانب الزيارة وأهدافها. فيما يلي نص الحوار:-
تصوير ــ يحيى شالكا
{شيخ “عصام”، بداية، ألف حمد لله على السلامة؟
– الله يسلمك وسعيد جداً بالإطلالة عبر (المجهر)، والتي أزجي من خلالها التحايا لربانها الأستاذ “الهندي عز الدين”.
*متى وصلتم الخرطوم؟
– فجر أمس (الأحد).
*وكم كان عدد أعضاء الوفد؟
– (14) شخصاً من قيادات الطرق الصوفية المختلفة.
*لماذا اختصر الوفد وخصص لقيادات الطرق الصوفية؟
– لأن الصوفيين ليس لديهم أي غبينة، ولا ينتهجون القبلية واتجاههم واضح. وهم يتصفون بالأدب والاحترام والقبول عند الناس.
*وما هي مخرجات الحوار الذي جرى هناك بينكم وبين المسؤولين الأمريكيين؟
– تم استقبالنا من المطار من قبل الخارجية الأمريكية، وأقمنا على حسابهم في الفندق، وبدأنا معهم اجتماعات رسمية. كان أولها مع المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان، والثاني كان مع مسؤول حقوق الأديان بالخارجية الأمريكية، والثالث مع مسؤول التنمية والسلام بأفريقيا، لدى الخارجية.
*هل قابلتم مسؤولين أرفع في الدولة؟
– نعم التقينا بالمبعوث الخاص بالشؤون الأفريقية للرئيس “باراك أوباما” ومسؤول الأمن الخاص بوزارة الخارجية والذي حدثنا عن إعجابه بالسودان، وأنهم بحاجة للالتقاء بمثل هذه الوفود، ومعرفته الجيدة بالشعب السوداني الطيب والذي يتميز بحسن الأخلاق والكرم والشهامة.
*كم لقاءً أجريتم هناك؟
– دخلنا في (40) لقاءً مغلقاً مع مسؤولي الخارجية الأمريكية، (30) منها بالولايات المختلفة و(10) بواشنطن.
*وما هي مخرجات تلك اللقاءات؟
– أعذرني لا أستطيع أن أبوح بكل ما جرى للإعلام.
*لماذا؟
– لأنها وعود تمت خلف الغرف المغلقة، ولم تنجز على أرض الواقع بعد، حتى نعلنها.
*وهل نستطيع وصف الزيارة بالناجحة؟
– نعم هي ناجحة بكل المقاييس.
*هل حدث اختراق في مستوى التفاوض؟
– نعم تلقينا وعوداً كبيرة من القائمين على أمر الخارجية الأمريكية، بالنظر في العلاقات ما بين البلدين وعكسنا لهم بأن الشعب ليس لديه أي ذنب في ما فعلته السياسة.
*كيف لكم أن تتصوروا بأنكم أحدثتم اختراقاً، وأنتم لستم بأجهزة رسمية. بأي شكل تقابلكم الخارجية الأمريكية؟
– نحن من عامة الشعب، ونسعى لإصلاح العلاقات الأمريكية، وحبنا للوطن، والخارجية استقبلتنا لنيتهم في إصلاح ما حدث.
*هل نجح الوفد الذي قدته إلى أمريكا والذي سمي حينها بوفد الإدارات الأهلية حتى تتبنى أخرى للطرق الصوفية، سيد “عصام”؟
– في الأولى كانت هناك أخطاء في التعارف.
*الزيارة الأولى كانت محل نقد من بعض الأوساط؟ ما تعليقك على تلك الانتقادات؟
ــ نحن ناس شعبيين ما عندنا شغلة مع الحكومة ووطنيين وتقبلناها بصدر رحب لأنو ما بننشد كلام الناس. نحن همنا إصلاح العلاقات، نحن ذهبنا للتفاوض من أجل الوطن وليست المقامات والمناصب.
*هل كنتم مدعومين من بعض الجهات، كما يقال؟
– ليس هنالك أي دعم، أو تدخل لجهات خارجية. أنا نفذت هذه المبادرة بإيمان مني ولم أتلقَّ فلساً واحداً من أي جهة.
*كيف وفرتم تكاليف السفر وغيره؟
– والله، يشهد الله، بعت لوري عشان أغطي تكاليف السفر.
*بعد عودتكم هل تلقيتم أي اتصال من الجهات الحكومية؟
– لا أبداً لم أتلقَّ أي اتصال. وليس هنالك أي صلة بيننا وبين الخارجية السودانية أو القصر.
*خلال زيارتين لأمريكا هل لمست السبب الحقيقي لتردي العلاقات؟
– الشعب الأمريكي ليس لديه أي مشاكل مع نظيره السوداني، ولكن المعارضة نشطة هناك بشكل كبير في تشويه صورة النظام. والشعب السوداني تضرر. الحكام لم يتضررون، بل المواطنون الذين تضرروا ونحن الصوفية نمثل (90%) منهم.
*هل اعترفت بكم الجهات الأمريكية المسؤولة كمتحاورين معهم؟
ـــ اعتراف فوق العادة، وقابلنا (30) قسيساً مع الإمام “ماجد” وهو سوداني الأصل ورجل محبوب.
*هل بإمكاننا أن نصف بأن توتر العلاقات بفعل الحكومتين هنا وهناك؟
– لا نستطيع أن نصفها هكذا. ولكن كما ذكرت ثمة جهات معارضة للحكومة تشوه صورتها هنالك أمام الرأي العام .والجهات الأمريكية والحكومة ليس لديها أي نشاط للدفاع عن نفسها هناك. والمعارضون لها أخذوا اللجوء السياسي ويمضون في مظاهرات ضدها بين الفينة والأخرى.
*ما هي المدة التي قضيتوها هناك؟
-(12) يوماً وزرنا فيها الكثير من المؤسسات المتعلقة بحقوق الإنسان والأديان.
*وما هي الخطوة القادمة؟
– الخطوة القادمة ستكون زيارة للطلبة الجامعيين. والحمد لله أسعى لتدشين مبادرة لجمع الصف السوداني من خلال جمع الحكومة والمعارضة، بكل أنواعها حتى يتعافى السودان.
*بعد الزيارتين هل نتوقع بأن تلتقوا بالرئيس “البشير” أو وزير الخارجية؟
– لا. نحن نركز على أن تكون مبادرتنا شعبية فقط، ولا نود إدخال الجهات الرسمية فيها، لأن المبادرة حينما تكون شعبية تعكس إرادة المواطنين وما يحدث بكل صدق. ونحن شغلنا وطني ما عايزين منصب ولا وزارة.
*هل التقيتم هنالك سودانيين دعموا مبادرتكم في أمريكا؟
– التقيت سودانيين من خيرة أبناء هذا الشعب علماء وموظفين يقدمون علمهم واجتهادهم للأمريكان،ولديهم غيرة عالية لعكس صورة مشرفة للسودانيين، تعاونوا معنا بشدة واستقبلونا في كل مدينة وولاية بكل أريحية وتعاون.
*انطباعك عن ما يجري بالساحة السياسية الآن؟
– أنا ليست لدي أي ميول سياسية .. وتصدق؟ ما متابع السياسة، لكن القضية بتاعت العلاقات مابين أمريكا والسودان، بتهمني لأنو الشعب متضرر من الحظر الاقتصادي، على السودان في أغلب ضروب الحياة.
*وكيف ستخلق مبادرة لدعم الصلح ما بين الحكومة والمعارضة ما لم تكن متابعاً للسياسة؟
– هناك حاجات واضحة ما محتاج نعرفا، ومبادرتي ترتكز على رأب الصدع الداخلي.
*هل لديك أي اتصال بقادة الحركات المسلحة؟
ـــ ليس لدي أي اتصالات معهم، ولكن لدي اتصال مع نظراء قبائلهم وأستطيع الوصول إليهم.
*كيف استطعت الحصول على تأشيرات دخول أمريكا بهذه السهولة؟
– أنا تعرفت على السفير الأمريكي السابق هنا في المزرعة، حيث كان يزورها باستمرار، ومن ثم نشأت علاقة صداقة، وامتدت لتشمل السفير الذي خلفه، لذا استطعت أن أيسر العلاقة إلى ما يخدم المبادرة.
المجهر السياسي